
لم أتحمل المسؤولية المالية طويلاً في حياتي، كانت هناك محاولات عديدة لإلقاء مسؤولية هذا الجانب على عاتقي، لكنني لم أنجح قط، باستثناء القليل، بسبب تعقيدات مرضي، تم تسجيلي في النهاية كعاجز عن العمل، أي متطلبات العمل في ظل ظروف اجتماعية معقدة، ما زلت أؤمن بقدرتي على النجاح كل يوم في حياتي، لقد ابتعدت عن الناس وعن تعقيدات الحياة. سعيت، وجربت، وعملت بجهد وشغف، تعلمت، حاولت وفشلت، وما زلت أواصل وأفشل، ليس كل ما أبذله من عمل وجهد هذه الأيام يُثمر ماليًا في الحاضر.
لم أولد في عائلة ثرية، بل كنت يتيمًا، في عائلة لا تملك المال، وكنت ربّ الأسرة وكبير أمي، في ظلّ هذا الواقع، كان عليّ إيجاد سبيل للتخلّص من المسؤولية المالية، وكانت هناك ظروف كثيرة لا تزال تطالبني بالمزيد، لكن كلّ شيء باء بالفشل.
كانت أمي شابة في العشرينيات من عمرها عندما توفي والدي، وكانت هي من تُعيلني أنا وإخوتي، بعد وفاته، عملت كعاملة، تسعى لكسب المال لتلبية احتياجات أبنائها الأيتام، وقد نجحت في ذلك طويلًا.
مازلت في ريعان شبابي، ولدي أسرة جديدة، ثلاثة أطفال وزوجة، وأمي كبيرة في السن، تقترب من الستينيات، ولا أعلم إن كانت تستطيع الاستمرار في العمل، ولا أستطيع الاعتماد عليها كثيراً.
لا أزال لا أهتم، لا أهتم بأي شيء من هذا، لأنني حاولت كثيرًا، وفشلت كثيرًا، ولا أعلم إن كان أي باب للنجاح سيفتح لي في المستقبل، على الرغم من صعوبة النجاح في ظل ظروفي الصحية والاجتماعية، وهذا عالم معقد جدًا.
لا أهتم حقًا، لا شأن لي بهذا العالم الذي أثقل كاهلي بكل شيء، أعمل وفقًا لقدرتي وظروفي لا أكثر. أعمل مجانًا طوال الوقت، حتى أنني أدفع لأكسب، وقد يكون الدخل أقل، وبالكاد أنجح، بالكاد أمسك بخيط النجاح ويقطع مرارًا وتكرارًا.
لحسن الحظ، لا تزال والدتي معي حتى اليوم. كانت معي طوال حياتي، تتحمل مسؤولية كل هذه المطالب، وتدعمني وتساندني، وتتفهم ظروفي الصحية والاجتماعية، وتعرف مدى قدراتي وطاقتي في هذا العالم الصعب والمعقد.
لا أعلم ما سيحدث في المستقبل، ولا أعلم كيف سأواجه الحاجة والفقر، ومسؤولية الجانب المالي إذا ما طرأت ظروف أخرى.
عمري الآن 32 عامًا، وبعد بضع سنوات سيكبر أطفالي، وسأكبر أنا قليلًا. لا أعلم، لكنني أحتاج إلى ثقة مؤمن، بأن ما عشته طوال هذه الفترة سيقودني في المستقبل أيضًا.
لا أعلم كيف سأكون في المستقبل، أعتقد أنني سأبقى كما أنا، ربما أكون رجلًا مسنًا متميزًا يتنقل بين الحانات يشرب الخمر، وتغمره روح الشباب، وسأكون رجلًا عجوزًا رائعًا يتمتع بصحة جيدة! لن أكون مثل كبار السن العاديين في هذا البلد والمجتمع، أعتقد أنني يجب أن أحظى بأيام وفترات جميلة في تلك الأوقات.