
الأعراض الدائمة للفصام التي أعاني منها هي عدم القدرة على التحديق بالآخرين، والشعور بعدم الراحة عند التحديق بي مباشرةً، وظهور تعابير لا إرادية على وجهي، وعدم القدرة على التركيز على أي مهمة أمام الآخرين، حتى أبسطها كعد النقود والكتابة وغيرها. كل هذه المشاعر تختفي عندما أكون وحدي. لتجنب ذلك، أرتدي مؤخرًا كمامة طبية عند الخروج، ولا أرتدي النظارات لأنها تجعلني أشعر بتزايد هذه المشاعر. تختفي هذه المشاعر عند شرب الكحول، لكنها تزداد في اليوم التالي لشربه، وتعود وتختفي في كل مرة أشرب فيها الكحول، أحيانًا تقل شدتها حسب طبيعة وجودي والأشخاص الموجودين معي.
تشمل الأعراض اللاإرادية المصاحبة لهذه المشاعر الضحك اللاإرادي، والرغبة في لمس الشعر والأنف، واللعب في شفتي، والشعور باحتقان الأنف، وضيق التنفس، والسعال المتكرر. كل هذا الضيق يحيط بوجهي، وأسوأ ما فيه عدم قدرتي على التوازن عند المشي. كما تتغير نبرة صوتي، وأحيانًا أنطق الكلمات بصعوبة، إلا أن كل هذا يختفي عندما أكون بمفردي، وعند شرب الكحول.
إن مرض باركنسون يُسيطر عليّ بشدة، لدرجة أنني أترنح وأتأرجح وأرتجف وأرتعش كثيرًا عندما يكون الضغط مُناسبًا لظهور هذه المشاعر، مع قدرة مُستعصية على السيطرة عليها، بالكاد أستطيع تجاهلها أو السيطرة عليها، أو أشعر أنني أسير بشكل جيد، وكل هذا يزول مع الكحول، وعندما أكون بمفردي.
يرجع كل ذلك إلى وجود عوامل ضغط تساهم في ظهور هذه المشاعر المختلفة، والعامل الرئيسي هو اجتماعي، أي عند الاختلاط بالآخرين، أو حتى الاختلاط بشخص واحد فقط، وليس في مناسبة اجتماعية كبيرة.
من أعراض الفصام الأخرى، والتي تظهر في حالات نادرة ومعزولة، الرغبة في الكلام الكثير، أي وجود رغبة نفسية عصبية لمواصلة التفكير والحديث باستمرار حول مواضيع مختلفة، قد تكون جميع هذه المواضيع مترابطة وعقلانية ومنطقية، مع وجود بعض التفاهات أحيانًا.
كذلك الرغبة في الاستمرار بالمشي لساعات طويلة أي الحركة الزائدة وعدم القدرة على البقاء في وضعية الجلوس لفترات طويلة، والرغبة في المشي والتفكير والرقص، ووجود رغبة ملحة في الانشغالات العصبية والنفسية والذهنية، وعدم القدرة على تحمل الجلوس والخمول لفترات طويلة.
هناك حالات نادرة من الهلوسة، عندما أكون بلا دواء وعلاج، أو توقفت عن تناول الدواء، وتكون هناك أعراض انسحاب، أبدأ بالهلوسة بشكل مستمر، أهذي وأصرخ، ولدي مشاعر انفصالية بعيدة عن الواقع، أرقص تحت الماء أثناء الاستحمام وتزداد الهلوسة أثناء الاستحمام في الماء، وتنفصل الأصوات في رأسي إلى شخصين، شخص يتحدث وأنا أتحدث، هناك صوت شخص آخر يتحدث باستمرار في رأسي، مع زيارات متقطعة من أصوات أخرى.
أما بالنسبة لشرب الكحول، فمعظم هذه المشاعر تزول عند شربه، لكن في اليوم التالي لشربه، تشتد هذه المشاعر. عندما أشرب مجددًا، تعود وتختفي، وعندما أتوقف عن الشرب لعدة أيام، تخف حدة هذه المشاعر عن ذي قبل، لكنها لا تختفي تمامًا عند عودة أحد العوامل.
أعتقد أنه مع العلاج المناسب لحالتي، ستختفي كل هذه المشاعر تمامًا، ولن تظهر سواء كنت أشرب الكحول أم لا، لكن طبيبي النفسي رفض منحي العلاج المناسب. التقى بي مرات عديدة، وظللتُ حبيسًا عنده لأيام طويلة، كنتُ تحت رعايته وتوجيهه الدائم، وأتيحت له فرص كثيرة، لكن ذلك الأحمق لم ينجح في كثير من الأحيان في إعطائي الدواء والعلاج المناسبين.
هذه إحدى حالات وأنواع الفصام التي مررت بها في حياتي، وأوثقها في العديد من كتاباتي الأخرى. أعتقد أنني أفتقر إلى علاج فعال يُعالج جميع أعراض الفصام، ولا أستطيع الحصول عليه بأمان. الأدوية التي أتناولها استعدادًا للعلاج رديئة وغير فعالة إطلاقًا، لدرجة أنني لم أعد أرغب في تجربة علاج جديد. لقد أصبحتُ منفرًا من كل هذه المحاولات الفاشلة.