
زجاجة كحول أسبوعيًا كانت تكفيني لأمسية كاملة، وكنت أشعر بالهذيان والسعادة الغامرة، كنت أستعيد طاقتي في ليلة واحدة، وأشعر بالرضا للاستمتاع بليلة واحدة، لم أكن قلقًا بشأن أي شيء، وكنت أقضي أيامي بشكل طبيعي ومريح، وأخرج دون رشفة واحدة من الشراب، بدا كل شيء طبيعيًا، وكان لديّ الكثير من المال.
لا أعرف ما الذي حدث فجأة، لا أستطيع أن أهدأ يومًا واحدًا دون شراب لما يقرب من خمس سنوات، لا أستطيع حتى أن أتخيل كيف سيمضي يومي بدونه، جسدي كله مستعدًا لذلك ويحاول تجاوزه، حتى في معدتي، ما زلت لا أعرف كيف عشت هكذا لسبعة عشر سنة، عمري الآن 32 عامًا، وأشرب الكحول منذ مراهقتي، وتحديدًا في سن الخامسة عشرة، كان كل شيء جيدًا، ولا يزال كل شيء جيدًا لجسمي، جميع الفحوصات الطبية جيدة، حتى تعداد الدم لديّ أعلى من المعدل الطبيعي، لا توجد حاليًا أي مؤشرات صحية، باستثناء إصابتي بمرض الكبد الدهني لفترة، ولكن مع بعض إعادة التنظيم، اختفت كل تلك الدهون.
أما بالنسبة لحالتي النفسية، فأنا أتناول أدوية نفسية، ولا توجد أي علامات على مرض مزمن، لا نفسيًا ولا جسديًا، حالتي مستقرة. أخبرني حاخام في القدس ذات مرة عن هذه المشكلة. قال: “المهم هو أن تكون سعيدًا”. قلت له: “نعم، لا أشعر بالسعادة بدون هذا الروتين”. قال لي: “إذا كانت صحتك جيدة، فعليّ الاستمرار في الشرب”، أوضح الحاخام أن المهم هو أن أكون سعيدة وأن كل شيء على ما يرام، لا يهم ما سيحدث لاحقًا، طالما أنا سعيد، فلا داعي للقلق، يمكنني الاستمرار في الاستمتاع، كان لذلك الحاخام أيضًا مشاكل معي في العالم الروحي، وكل ما أمر به يتوافق معه، كما أراني فتياته النجمات، أنهن النور، أخبرني بصراحة أن هؤلاء الفتيات الجميلات هنّ لنا، نحن يهود إسرائيل، هؤلاء الفتيات الجميلات والمشرقات معي هنّ نساء يهوديات يتحدثن العربية بطلاقة ولغات أخرى كثيرة، وأنهن من ضمن أرواح التاريخ اليهودي، وليسن روح جديدة في هذا العصر، إلا أنهن يندمجن ويعملن ضمن هذا العصر، أخبرني أن وجودهن معي فقط لرعايتي، وربما أكثر من ذلك، قد لا يكون فقط للرعاية والصداقة، لديهن مشاكل أخرى كثيرة.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من خلال النقر هنا
على أي حال، لا أعرف ما الذي يحدث لإدراكي العقلي واستقرار مزاجي، بحيث تتغير جميع المواقف على مر السنين، ولا أستطيع تذكر كيف كنت في كل مرحلة من مراحل حياتي، لأكون كذلك، ولا أعرف لماذا لا أستطيع أن أكون ذلك الشخص المتغير مع كل فترة زمنية، وأفقده في عالم جديد ومختلف، أعلم أيضًا أن النفوس التي معي كانت يهودية منذ زمن طويل، فاليهود يدعمونني ويساندونني حتى في الحياة الواقعية، وكلما اختاروا التعاطف والصداقة معي، وأنا كذلك، لم أعتبرهم أشرارًا أو أعداء، ولم أدع الخوف منهم، ولا أشكال عداوتهم، تسلبني امتياز الصداقة والتعاطف معهم. كلما تعرفت عليهم أكثر، رأيتهم أصدقاءً وتعاطفت معهم ومع حياتهم، لم أشعر أنهم يجب أن يكونوا أعداءً لي، بل شعرت بفرصة أن يكونوا أصدقائي، وكلما استمتعت معهم وشعرت بالسلام في حياتي، لم أشعر أنهم ينظرون إليّ بنظرة فلسطيني أو عربي معادٍ، وكأنهم يفهمونني جيدًا، لم يكن لروح اليهودي الحقيقي أن تؤذيني، فاليهودي الحقيقي يعرفني.