
إذا كان الله قد خلق البشر وفضلهم على عبادته، فما الحاجة إلى كل المخلوقات الأخرى التي تظهر في وجودنا؟ إن مجرتنا درب التبانة تحتوي على مئات المليارات من النجوم وحتى الكواكب، ويقدر عدد المجرات الأخرى في كوننا بما يصل إلى تريليوني مجرة أخرى. فما الغرض من كل هذه الأشياء التي خلقها الله إذا كان الله قد فضل البشر وأرسل إليهم الأنبياء والرسل والنصوص المقدسة؟
في الغالب هذه الأشياء التي خلقها الله ليست ذات أهمية، ولا تؤثر على كوكب الأرض الذي وضع عليه الإنسان، باستثناء التهديدات المحتملة لجميع أشكال الحياة على الأرض من أشياء مثل انفجارات أشعة جاما من الأجرام السماوية في منطقتنا، والاصطدامات مع الكويكبات التي يمكن أن تحول الأرض مرة أخرى إلى كرة منصهرة.
إن أي شيء خارج نظامنا الشمسي يشكل تهديدًا لوجودنا أعظم بكثير من أي نعمة منحنا إياها الله، فلماذا خلق هذا الإله الخالق كل هذا الكم الهائل من الخلق في هذا الكون؟
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
إن الذين يؤمنون بوجود الله يزعمون أن الله خلق لهم الجنة والنار، ولكن لا يوجد في خلق الله مكان يدل على وجود هذه الجنة والنار في هذا الكون، فلماذا لم يبين لنا الله أين تقع هذه الأماكن؟ ولماذا نحتاج إلى الإيمان بعوالم خيالية خارج الزمان والمكان؟
بدلاً من أن يمنحنا الله جنة ونارًا يمكن رصدهما، أعطانا مجرات يمكن رصدها تحتوي على عدد لا يحصى من النجوم والكواكب التي لا تعني شيئًا على الإطلاق.
أمام كل هذا السخافة في الخلق، فإن الاستنتاج الأكثر دقة هو أن هذا الإله غير موجود، وأن الخلق يبدو وكأنه جاء من العبث، أو جاء بفعل غير دقيق وغير كفء، وكأن الله يلعب ويستمتع باستعراض قدراته الإبداعية، وكأنه إله غبي، لا يفكر بالخلق بشكل منظم ودقيق.
إن فكرة هذا الإله ما زالت تبدو وهماً واستحالة، ولا يوجد ما يدل على وجوده. ولا نحتاج إلى كل هذا العناء والتعقيد لنتعرف عليه، فهو يستطيع أن يحدثنا عن نفسه وما يريده منا بكل بساطة.
لماذا يحتاج هذا الإله القادر العليم بكل شيء إلى كل هذا العناء والتعقيد ليخبرنا عن نفسه؟ يبدو أن البشر هم محور الخلق لهذا الإله كما تصوره لنا الأديان، فلماذا يحتاج الله إلى أنبياء ورسل ملهمين سراً لإيصال رسالته إلى البشر؟ لماذا نحتاج إلى الشك في مصداقية هذه الأديان، وهو قادر على التغلب على هذا بعدة طرق.
لماذا أحتاج إلى الإيمان بحقيقة نبي ورسول وكتاب مقدس باعتباره كلمة الله الموحى بها؟ عندما يستطيع الله أن يعرّف نفسه بطرق أبسط وأقل تعقيدًا من هذا.
يبدو أن هذا الإله عاجز أو غير موجود على الإطلاق، لنجد هذه الطرق والأساليب الخاطئة، وأن كل من يدعي وجوده أو أنه على اتصال به هو كاذب وغير صادق.
من السخيف أن نجد كمًا هائلًا من الأفكار المتداولة لإثبات حقيقة هذا الإله وهذه الأديان، ومحاولات يائسة حثيثة لإثبات ما لم يثبت. فلماذا نتمسك بالوهم والزيف، ونصر على حقيقة ما وجدنا أنفسنا عليه، ونؤمن بهذا الإله غير الموجود؟