حياتي كملحد حياة ثمينة

حياتي كملحد حياة ثمينة

قبل أن أكون ملحدا حقيقيا كانت تبدو حياتي صعبة، والكثير من التعقيد والجهل، وعدم الصلة والانتماء، وعدم الحكمة، حينما بدأت أثبت أفكاري الإلحادية التي كانت نتيجة التفكير بالعالم من حولي والتفكير بالذات الإلهية والوجود في طفولتي، بدأت أوجه الحكمة تتكون لدي، وبدأت أبصر النور، وبدأت أيقن أنني على الطريق الصحيح، وأستطيع التفكير بمنحى آخر مختلف عن المنحى الملقن والمعتاد.

بدأت بتكوين الوعي في كل ظروفي الحياتية ومشاكلها، وبدأت أعتز بنفسي وفكري أكثر مما سبق، وبدأت أستطيع أن أرسم الطريق لكل شيء، ولم أعد أهتم بوجود الله من عدم وجوده، ولم أعد أشعر بخوف من الموت والجحيم، وبدأت أيقن أنها مجرد خرافات وأساطير.

بدأت أملك نفسي وأشعر أنني وحيد، وأنني سيد نفسي، ولست بحاجة لرفيق سماوي خارق يكون بجانبي، لأنه ضربًّا من الوهم والخيال، ولا شيء أخر، وإلى يومنا هذا بعد مرور سنين طويلة من إلحادي، كلما أرتقي بعقلي ونفسي أكثر من السابق.

يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا

وجدت الكثير من الطرق وما زلت أجد للتخلص من المشاكل والشعور بالسلام والأمان. أن تكون ملحدًا فأنت فريد ومميز من نوعك، والأفق واسعة ومَديدة معك، أن الإيمان يضعك بزاوية لا شيء، ولست تحتاج لشيء، ولا لشيء آخر، فأنت تتكل على إلهك، وتظن أنك الوحيد الذي على صواب، وأن كل شيء يعود للإله والدين الذي تؤمن به.

الإيمان بالله والأديان تفقدك معنى الحياة والبحث عن الحقيقة، أو السعي وراء المعرفة والحقيقة، ليس هناك حافز لشيء، فأنت تظن أن إلهك يكشف لك كل شيء ويعلم كل شيء، وأنك على صواب، وجزء من الحقيقة الوجودية، فلا داعي للمزيد من السعي وراء الاكتشاف والحقيقة. تركت العالم كله من أجل إلهك الخيالي.

تحسنت أمور كثيرة بعدما أصبحت ملحدا حقيقيا، كانت الأمور سيئة قبل ذلك، ولم أخسر شيئا، بل كسبت كل ثمين بتثبيت إلحادي، الذي كان مزروعا في داخلي منذ الطفولة، فأنا كنت مهيأ لطريق الإلحاد من ذلك الوقت في طفولتي البريئة المتأملة والمتشككة، المتسائلة عن حقيقة كل شيء من حولي.

وجدت عالمًا جيد من خلال إلحادي، يمكنني النمو به، ووجدت طفولتي فيه، واعطاني بصيص الأمل لحياة أفضل، وأنار حياتي، وجعلني ذو حكمة ويقظة أكثر مما سبق، وجدت معاني كثيرة في حياتي، من نافذة إلحادي في هذا العالم.

لست بحاجة للإيمان والآمال الزائفة والأوهام لأعيش حياتي، وأوقف حياتي عندها، أنها حياة واحدة ذات أهمية ومعنى، ولست أعيشها أملاً بحياة آخرة أفضل، لست بحاجة إلى الكائن السماوي العظيم لأعيش وأستمر فيها، أن فكرة الإيمان والله ومعنى الحياة لدى المؤمن ليست بقيمة حياتي كإنسان ملحد.

لقد منحني الإلحاد فرصة لترتيب الأمور التي لم أكن متأكدًا من كيفية ترتيبها بطريقة أخرى، وساعدني التواصل مع الملحدين من أنحاء العالم على نمو إلحادي، وكثيرًا ما وجدت الإلهام منهم.

الكتابة أحد الأشياء التي ساعدتني عن البحث وتنمية معرفتي الإلحادية، وفرصة مساعدة الآخرين لطريق الإلحاد ونور الحقيقة، لطالما استمتعت بالكتابة ومساعدة الآخرين، يمنحني هذا شعورًا بالهدف لا يفعله أي شيء آخر.

حقاً، إن العيش كملحد حياة لا تقدر بثمن في هذا العالم، وأنت كمتدين مليء بالأوهام الزائفة وجدار ضد التغيير والأفكار الجديدة واكتشاف العالم، حياة صعبة جدًا، تخيل نفسك تعيش فقط بالأوهام والآمال الزائفة، ما قيمة حياتك كمؤمن ومتدين؟

القيمة الحقيقية هي بالتجرد من الأوهام، والسعي وراء العلم والمعرفة، وإيجاد الحقيقة الأسمى، أن الحقيقة الأسمى هي وجودنا في هذه الحياة، والسعي وراء اكتشافها، وليس القبول بالأوهام والآمال الزائفة، أنك إيها المؤمن المتدين مليء بالأوهام والآمال الزائفة، وعقلك جدار أمام التطور والمعرفة، وأنت لا تقدم شيء للعالم سوى أنك تتوقف عند أوهامك وآمالك الزائفة.

Loading

إذا كنت تحب ما أكتبه وترغب في دعم عملي، يمكنك المساهمة من هنا

أَبُو آرَامْ اَلْحَقِيقَةِ

أَنَا أَكْتُبُ اَلْحَقِيقَةُ.. أَنَا لَسْتُ مِنْ هَذَا اَلْعَالَمِ كَمَا اَلْجَمِيع.. وَأَكْثَرُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *