الموت وفقدان الأحباء بالنسبة لي كملحد
فقدان إنسان تحبه سيكون صعب ويسبب لك الحزن والأسى، وقد لا تعلم كيف تتعامل مع هذا الفقدان والحزن، قد تنكر أو لا تصدق هذه الفكرة أنها حقيقية، ولكن في النهاية ستتعامل باعتياد مع الأمر، مع بقاء الأثر في داخلك لوقت طويل من الزمن.
قد لا يمكنك تقبل هذه الفكرة والبقاء مع الإنكار، ولن تتمكن من قبول رحيل الإنسان الذي تعرفه وتحبه، وقد تتمسك بجزء منه لم يعد موجودًا ببساطة.
المؤمن يعتقد أن الأشخاص الذين فقدهم موجودين في الجنة، ويعتقد أن الموت ليس الوداع الأخير، بل هو انفصال مؤقت، ويجد الراحة بمعرفة أن الأحباء الذين فقدهم ما زالوا موجودين معه.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
بالنسبة لي أعتقد أن الموت ليس دوام واستمرار، ولا وجود للجنة والنار لربما، ولا وجود لعبور الروح لمكان آخر لربما، قد يكون الموت هو نهاية كل شيء، والرحلة الأخيرة للأحباء.
قد يكون هذه الاعتقاد صادم، ولكن لا يوجد دليل لأي شيء آخر، سوى أنني أعلم أن الذين فقدتهم قد رحلوا إلى الأبد، وكل شيء ينتهي بموت الجسد، رغم أنني أتمنى أن أرى أحبائي مرة أخرى.
يجب على عقلي أن يصل لمرحلة الفهم والاستيعاب للموت والفقدان، ويجب أن أتفهم أن الموت حتمية لا مفر منها، وأنني سأموت يومًا ما، وأنني سأفقد إحدى الأحباء.
قد أشعر بالغضب لفقدان إحدى الأحباء، ولكن يجب أن أجد مكانًا للتنفس والتعامل مع الصدمة، ويجب أن أتعامل مع الموت بقبول وحتمية لا مفر منها، وأنني يجب أن أموت يومًا ما وأن الجميع مساوين لي بذلك.
لا داعي لتدعيم نفسي بالأوهام والخرافات ووضع آمال لأشياء قد لا تكون موجودة وغير حقيقية، يمكنني أن أكون متفهمًا أن الموت هو نهاية كل شيء، ويجب أن أتحلى بالتفاهم والقبول مع هذه الفكرة.
كل شيء يشير أن الموت هو نهاية كل شيء بالنسبة للإنسان، فلا وجود لدليل على الحياة الآخرة، ولا وجود دليل لعبور الروح لأي مكان آخر، فلم يعد شخص ميت يومًا من الأيام.
حقًا، يجب على أن أكون متفهمًا ومنسجم مع فكرة الموت والفقدان، لابد لي يومًا ما من تجربة الفقدان ومواجهة الموت، ولا داعي للخوف والقلق.
قد يسبب لي فقدان إحدى الأحباء الشعور بالكآبة، أو مرحلة اكتئاب حادة، حزن وغضب وانكار وعدم تقبل فكرة الفقدان، يجب على أن أترك الحزن يأخذ مجراه بشكل أمن، ولا يجب أن تفقد الحياة بريقها.
سيحين ذلك اليوم الذي يجب أن أقول فيه وداعًا لأحدى الأحباء، أو أن أقول لنفسي وداعًا للحياة، لقد حان أجلي، يجب أن أكون شجاعًا ولست خائفًا، وأن أتقبل فكرة الرحيل والفقدان.
لا شيء يدعونا للخوف وعدم القبول، ببساطة فل نتقبل الأمر كحتمية لا مفر منها، ولسنا بحاجة للآمال والأوهام، فكل شيء مجهول فيما بعد الموت.
لا أملك سوى حياة واحدة كما تشير جميع الحقائق، فيجب أن أجعلها عظيمة قدر الإمكان، ولا يجب أن أخشى الموت والفقدان وأعاني من الخوف والقلق وعدم القبول.
ببساطة لا تخف وأستعد يومًا ما لتقول وداعًا، وأستمتع بلحظات وجودك وحياتك، ولا تكترث لشيء، كن أنت وكما يحلوا لك، ولا تهتم للموت والفقدان متى سيأتي وأين سيأتي.