
لسنوات طويلة، لم أُفضّل تعريف نفسي كملحد فحسب، بل عرّفتُ نفسي كملحد لا أدري. لا أؤمن بوجود إله محدد، ولم أكتشف وجوده بعد، هذه المسألة تبقى مجهولة وغير مرئية للبشر، ويستحيل الجزم بوجود إله من عدمه، وكل الآلهة التي تُعرّفني بها الأديان هي آلهة خيالية من وحي خيال البشر، وليست موجودة في الواقع.
في التجربة الروحية الشخصية التي مررت بها منذ سنوات وما زلت أمر بها، لا تعني أنها جردتني من فلسفتي الإلحادية اللاأدرية، بل فتحت لي الأفق للتفكير في أسرار وخفايا هذا الوجود، وجعلتني أتساءل عن طبيعة تلك الأرواح التي تتواصل معي ومصدرها، وما هي جواهر الأسرار والحقائق في هذا العالم التي لا نعرفها، جعلتني أفكر جدياً في بداية كل شيء، في دهشة الوجود، وكيف جاء الوجود من العدم، وأؤمن بأن الكائن الحي فريد ومميز في نوعه، وكامل، هناك دقة في الكائنات الحية والبشر على وجه الخصوص، هناك كون واسع وكواكب عائمة وشمس وقمر وهناك انسجام في هذا الكون والوجود.
لهذا لا يجعلني أؤمن بالضرورة بوجود مُصمّم ذكيّ من نوع واحد، خالق واحد. أريد دليلاً لأؤمن بشيء، ولا أستطيع الإيمان بشيء بدون دليل. أريد دليلاً ملموساً لأعرف حقيقة هذا الوجود. لا أؤمن بأي إله خلقه البشر وتخيلوه، بل أؤمن بأنه من وحي خيالهم لا أكثر. مع ذلك، أعلم أن الأديان تحمل رمزية ومعنىً للعديد من الحقائق التي عاشها القدماء، ولا أستغني عنها للبحث عن الصورة الروحية التي تخطر ببالي. أنظر إلى جميع الأفكار والمعتقدات والأساطير والخرافات المتعلقة بحالتي الروحية.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من خلال النقر هنا
في حالتي الروحية، لم يتغير منظوري وفلسفتي لهذه الحياة كثيرًا. ألمس روحًا تُشبه روح الله، أو الشيطان، أو الجن، أو الملائكة، أيًا كانوا، لا أعرف حقيقتهم. أتفاعل معهم في حياتي وفي هذا العالم، لكنهم لا يُخبرونني أنهم الله أو جزء من ملكوت الله على الأرض.
لقد قدمت العديد من الرسائل من خلال كتاباتي المختلفة بخصوص العالم الروحي الذي أعيشه، ولكنني لم أصل إلى نتيجة تجعلني أفهم حقيقة ما يحدث، ومن هم هؤلاء الأرواح التي تتواصل معي.
على أية حال، لا أزال أتأمل بعمق في تجربتي الروحية وفي هذا العالم والوجود، على أمل أن أستوعب المزيد من جواهر الحقيقة والأسرار العليا لوجودنا، ووجود الكون والحياة.
في نهاية المطاف، لا يوجد إله محدد أؤمن به، ولا أملك القدرة على إدراك وجوده أو معرفته. جميع الأديان التي تخترع آلهة تطغى عليها الخرافات والأساطير والقصص غير المبنية على أدلة. لا أستطيع اتباع دين محدد. جميع الأديان، في رأيي، خاطئة، حتى لو تضمنت رموزًا ومعاني لحقيقة ما. لكنها لا تُقدم حقيقةً نهائيةً لمعرفة الحقيقة العليا، لهذا السبب ما زلت أُعرّف نفسي كملحد لا أدري. بالإضافة إلى ذلك، أعيش تجربة روحية لا يعيشها الجميع، وآمل من خلال هذه التجربة أن أتعلم المزيد.