أنا لا أؤمن بوجود الله

أنا لا أؤمن بوجود الله

فكرة الإله ما تزال مقبولة على نطاق واسع في يومنا هذا، ليس بسبب أنه موجود أو غير موجود، بل لأنه أسهل وسيلة لتفسير وجودنا، ولكن الاعتقاد بوجوده لا أساس له من الصحة، ويعجز أي معتقد به عن الدفاع عنه بالوجه الأكمل، وقضية هذا الإله تعتبر حالة لم يتمكن عقل الإنسان بعد من تحليلها بشكل كامل وإثباتها.

وهناك العديد من المفاهيم السخيفة عن الله يؤمن بها الناس، تصور كائنًا خيالي يستحيل وجوده، ويستحيل إثبات وجوده، ويستحيل للعقل تحليله وأثباته من جميع الجوانب، فذلك الإله في الإسلام له صفات بشرية، فهو يملك أصابع ويد وساق ووجه…إلخ، ولديه صفات فعلية، فهو يغضب، ويفرح، ويضحك، ويمشي ويهرول، ومن الغريب أن عدد كبير من الناس يؤمنون بوجوده، هل يفكر أولئك الذين يؤمنون بمثل هذا المخلوق بعقولهم؟!

لو كان حقًا هناك الله، لما كان العالم على هذا النحو، لربما كانت الحياة مختلفة وأفضل، من هذه الحياة التي نحن بها، أن مثل هذا المخلوق المسمى بالله حقًا لا يستحق التضحية بأنفسنا وأفكارنا، فهو غير موجود حقًا، وكل شيء يشير لعدم وجوده، ولو كان موجود لكان كل شيء مختلف، ولا يشبه هذا العالم، الذي اختلقنا به هذا المخلوق الذي يجلس ويحكم من فوق رؤوسنا!

يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا

يقول بعض الناس، إن الإنسان هو أفضل ما أنتجه الله، وأن الأرض خلقت من أجلنا، وأن الله اختارنا على نحو خاص خلافًا لكل ما يوجد على هذه الأرض، وفي هذا الكون، ويعتقد البعض أن هناك عِرقاً معينًا هو شعبه المختار، وهذا من أوهام بني الإنسان، أي شعب مختار، وأي إنسان في كل هذا الكون الشاسع، وأين هو الإنسان اليوم، لو كان الإنسان هو مخلوق الله المفضل على هذا الأرض، لما عانى الإنسان كل هذه الويلات عبر ألاف السنين، ولما احتجنا لوجود كل هذا الكون الشاسع.

لم يوجد هذا الكون الشاسع الذي تشكل خلال مليارات من السنين ولا هذه الأرض التي تحوي الألاف من الكائنات الحية لأجل هذا الإنسان، لو كان الإنسان هو أفضل ما أنتجه الله، لكان العالم مختلف، ولكان حال الإنسان مختلف، ولم يكن هناك داعي لكل هذا الكون الشاسع ولا حاجة لمليارات السنين لتشكيل هذا العالم لأجل الإنسان، في واقع الأمر لا أهمية للإنسان أمام هذا الكم الهائل من العالم.

فالإنسان مجرد نتاج شكل بعد فترات زمنية ساحقة، والإنسان عمره لا يتعدى ألاف السنين، أمام فترة زمنية تقدر بمليارات السنين لنشأة كوكب الأرض، الإنسان لم يكن موجودًا في كل هذه الفترات الزمنية الساحقة، أن الإنسان لهو محض الصدفة، ولربما خالطه شيء، غير معلوم!، ولربما الإنسان ليس الوحيد في هذا الكون الشاسع، ولربما هو بمرتبة أقل من كائنات أخرى موجود في كواكب بعيدة في هذا الكون، ولربما تلك الكواكب أفضل من كوكب الأرض، ولربما تلك الكائنات أفضل من تشكيلة الإنسان.

الطبيعة في هذا العالم التي وفرها ذلك المخلوق المدعو الله للإنسان، لم تعمل في صالحنا في الأزمان ولا في يومنا هذا، فالحقيقة أن الطبيعة التي يتحكم بها ذلك المخلوق، لا تعمل دوما في صالح الإنسان، بل تثبت الحقائق العكس، نحن البشر نشق طريقنا ونعيش حياتنا بأفضل ما نستطيع أمام ظروف الطبيعة القاسية، التي لا تعمل دوما لصالحنا، فلو كان ذلك المخلوق هو الخالق والقادر على كل شيء والذي يتحكم في الطبيعة، لجعلها تعمل لصالح الإنسان الذي فضله في هذا العالم.

كلما يثبت الزمن في الماضي والحاضر، أن لا وجود لذلك المخلوق المدعو الله في حياة الإنسان، ولا في هذا الوجود بأكمله، فكل حياة الإنسان وكل هذا العالم، لا يمكننا العثور على ذلك المخلوق، دومًا ما نسأل في الأوقات والظروف الصعبة، أين هو الله؟ ولا نجد أي استجابة، من السخيف أن الإنسان ما زال متشبث بالإيمان بذلك المخلوق.

لم يخلق الإنسان بأحسن تقويم، فكيف فضله الله في الخلق؟ الكثير من الناس غاضبون وساخطون على العيوب التي يعانون منها، شكل العين، أو انحناء الفم، أو عيب هنا وعائق هناك، والأعضاء والأبعاد القبيحة وغير المرضية تنتج قلقًا وعذابًا مستمرين طوال الحياة. والعميان، والصم، والبكم، والمقعدون، لعنهم الله؟ أم هي صدفة وطبيعة تكوين الإنسان فرضت وجود هذه العيوب، بكل تأكيد الله لم يفضل الإنسان ولم يخلقه بأحسن تقويم.

لو كنا كائنات متفوقة، وخلقنا الله وفضلنا على سائر المخلوقات الأخرى، لكنا كائنات مرنة ومتكيفة يمكننا التأقلم مع أي ظرف، وأن نبقى على قيد الحياة في أي مناخ، العديد من الناس يموتون في الشتاء ويسقطون ساجدين من حرارة الصيف، ولا نعتبر كائنات متفوقة أمام الطبيعة وهذا الكون الشاسع، أظن أن لو خلقنا الله وفضلنا، لخلقنا بصورة أفضل من هذه، ولخلق الطبيعة بظروف يمكننا تجنب طبيعتها وتغيراتها بطريقة أفضل من هذه.

يخبرنا العلم إن البشر نتاج سلسلة طويلة من التطور، ويخبرنا أننا بدأنا بخلية واحدة، وهي خلية واحدة من الكائنات الحية، وانتجت النوع البشري الحالي بعد انقراض عدد لا حصر له من الأشكال الحية عبر مراحل من العصور، لو كان الله فضلنا نحن البشر لما احتاج لهذه السلسلة الطويلة من التطور، ولماذا قتل كل تلك الأشكال الحية والبشر؟ ولم يعفوا عن تلك الأرواح، بكل تأكيد لأن خلقنا لم يكن محض إرادة دقيقة ومصممة وإرادة الله، بل كان محض صدفة الزمن.

لو أتيحت لي مكانة الله وفرصته لخلق البشر وهذا العالم، لما خلقته على هذا الشكل، ولما خلقت الإنسان تحديدًا على هذا الشكل، بل لخلقت إنسانًا مختلفًا تمامًا، ونتائجي بكل تأكيد ستكون أفضل من كل هذا الخلق الرديء، بكل هذه الطبيعة ومواردها وبكل هذه المكانة القادرة على كل شيء المكانة العظيمة جدا، بالطبع لكان خلقِ أفضل من خلق هذا المخلوق المدعو الله.

لا شيء يدعوني للإيمان بوجود الله، فكل شيء يشير لعدم وجوده، ولا يوجد سبيل لتأكد من وجوده، وكل السبل واهمة، وغير صحيحة، وبعيدة عن الحقيقة، ففي الحقيقة الله لا وجود له، ولا داعي للإيمان والاعتقاد به، مدام لا يوجد سبب أو شيء يدعوني للإيمان، وأنا لست بحاجة للإيمان به، وأن كان هو يحتاجني لمعرفته والإيمان به لأعلن عن نفسه لي، ولكن هو غير موجود فكيف يعلن عن نفسه، لهذا سقطت فكرة الإيمان بهذا المخلوق المدعو الله، وسقط كل من يروج لوجوده بالخداع والأكاذيب وبيع الأوهام الزائفة.

Loading

إذا كنت تحب ما أكتبه وترغب في دعم عملي، يمكنك المساهمة من هنا

أَبُو آرَامْ اَلْحَقِيقَةِ

أَنَا أَكْتُبُ اَلْحَقِيقَةُ.. أَنَا لَسْتُ مِنْ هَذَا اَلْعَالَمِ كَمَا اَلْجَمِيع.. وَأَكْثَرُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *