أنا كانسان ملحد

أنا كانسان ملحد

أنا كملحد لا أؤمن بوجود الله هذا لا يعني أنني لا أؤمن بأي شيء، لدي العديد من الأشياء التي أؤمن بها، ووفقا للتجربة الروحية فهي لا تقتصر على المؤمنين، بل لدي تجارب روحية، ولدي رؤى لهذا العالم والوجود، وليس بالضرورة أن أكون متعصب جدًا تجاه الآراء التي أعتنقها، ولدي الكثير من المبادئ والأخلاقيات التي أؤمن بها في هذا العالم، قد أؤمن بقيمة البحث العلمي لاكتشاف المزيد من الحقيقة بخصوص هذا العالم ووجودنا، وقد أكون أخلاقيًا مفعم بالقيم، وأحاول إيجاد المعنى في تجاربي الشخصية، لمعاني إنسانية أخلاقية.

لا يعني أن أكون ملحدًا أنني متأكد بشكل قاطع تجاه القضايا الغيبية، بالنسبة لي قد تكون هذه القضايا الغاز مجهولة وغير محلولة، ولا سبيل لمعرفتها، أنا لا أنكر وجود قوى إلهية في هذا الوجود، أنما أنا لا أؤمن بوجود إله بلا دليل ملموس ومثبت لي، أي لا أصطنع كائن خيالي غير موجود، وأعتقد أنه موجود، أحتاج لدليل ملموس لأستطيع الأيمان بشيء ما.

يعتقد بعض المؤمنون أن الأخلاق حكراً على التعاليم الدينية، وهذا اعتقاد خاطئ، الكثير من الملحدين يلتزمون بمبادئ أخلاقية قوية، ويسترشدون بحس العدالة والإنصاف والتعاطف، والأخلاق ليست حكراً على التعاليم الدينية، بل تتنوع مصادر الأخلاق بين المجتمعات والأفراد، وهناك الكثير من المعايير الأخلاقية والفلسفية، لا علاقة لها بالتعاليم الدينية، فيمكنك أن تكون ملحدًا أخلاقيًا بلا الحاجة للتعليم الدينية، فهناك مبادئ وأسس لاعتناق القيم الأخلاقية بلا الحاجة للتعليم الدينية.

يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا

أنا كملحد ليس لدي دين محدد، ولكنني اعتنق إيديولوجيات أو فلسفات معينة، جنبًا لجنب مع الإلحاد، ولكن الإلحاد لا يتضمن معتقدات أو طقوس أو ممارسات محددة، ولكن يمكنني العثور على التجربة الروحية الخاصة بي، ويمكنني ضمن التجربة الروحية لمس بعض الحقائق والحقائق الوجودية الجوهرية، ويمكنني الاعتقاد وعدم الجزم بوجود شيء ما أو أسرار ما مجهولة، ويمكنني عدم المبالة أو الاهتمام تجاه هذه القضايا.

أنا كملحد أؤمن بحق الآخرين في ممارسة معتقداتهم، ولكنني أؤمن في الحق بالتساؤل وعدم التمسك بأي دين، ومدام الجميع يحترم حرية الآخرين بالمعتقد ولا يشكل تهديدًا على الآخرين فيحق له اعتناق الدين الذي يريد، مع الإيمان بحق الجميع بالاختيار والمعتقد والجميع يحق له التساؤل ونقد أي دين.

أنا كملحد ليس لدي يقين مطلق لعدم وجود إله أو آلهة، ولكنني لا أؤمن بوجود إله أو آلهة بلا دليل ملموس ومثبت لي، ولكن مع عدم وجود أي من الأدلة والإثباتات الملموسة، فلا حاجة لي للاعتقاد بوجود إله أو آلهة، وأن كان هناك إله أو آلهة يريدونني أن أعترف بوجودهم، فليعلنوا عن أنفسهم لي، ويقدمون لي الحقائق.

في هذا الحياة لدي العديد من الأهداف، فأنا كملحد لا يعني أنني بلا هدف، وهناك العديد من الطرق التي يمكنني أن أجد من خلالها هدفي في هذه الحياة وأختار ما يحلو لي، مثل العلاقات الإنسانية، والإنجازات الشخصية، والسعي وراء المعرفة، والمساهمة في المجتمع، والاستمتاع بهذا العالم، فالهدف ينبع من رغبتي في هذا الحياة.

أنا كملحد أشعر بالرهبة والدهشة من أسرار الكون وجماله، ولكن لا يهم أنني لا أستطيع أن أنسب كل هذه الرهبة والدهشة لإله معين، فكما قلت كل شيء يتم بدليل وإثبات، وغرض الحاجة استنادا لذلك، واحترم شعور المؤمنين من هذا الجانب، فتعقيدات الحياة وتعقيدات العالم الطبيعي، من الطبيعي أن تثير الدهشة والاحترام، ولكن ليس بالضرورة أن أختلق كائن غير موجود وانسب كل شيء له.

أنا كملحد مثل البشر الآخرين، لدي شخصية ولدي طرق تفكير، وليس بالضرورة أن أكون محصن ضد اللاعقلانية أو التفكير العاطفي، أنا متنوع في تفكيري ومعتقداتي مثل المؤمنين أحيانا، ولدي جوانب إنسانية يملكها الكثير من الناس.

أنا كملحد لا أريد إزالة الدين من المجتمع على وجه التحديد، ولكنني أرغب بفصل الدين عن الشؤون المدنية والحكومة، مما يضمن تعايش الناس من جميع الأديان مع بعضهم البعض في سلام، والجميع لديه امتيازات متساوية، وأنا لا أهتم بما تؤمن طالما أنك لا تجبرني أن أؤمن مثلك.

في النهاية، أنا لست متشدد بمعتقداتي، ولست عدوانيًا، وأحترم حق الجميع بالاختيار، كما لدي حق الاختيار، ولدي الحق في نقد الأديان والأفكار والمعتقدات، وأسعى إلى الحوار المحترم دائمًا.

Loading

إذا كنت تحب ما أكتبه وترغب في دعم عملي، يمكنك المساهمة من هنا

أَبُو آرَامْ اَلْحَقِيقَةِ

أَنَا أَكْتُبُ اَلْحَقِيقَةُ.. أَنَا لَسْتُ مِنْ هَذَا اَلْعَالَمِ كَمَا اَلْجَمِيع.. وَأَكْثَرُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *