
لم تروق لي هذه السلطة اللعينة قط، مع أنني لا أنتمي إلى هذا الشعب بأكمله، ولا يهمني أي فصيل يعمل فيه أو في سبيل قضيته، أحيانًا أشعر بنوع من الشر ينبعث من هذه السلطة.
قد تظن، لشرّك الداخلي وضعف عقلك، أنني متناقض في تفكيري، لكن الفكر يبقى في جذوره، مهما بدا الموضوع مشبوهًا في سياق الحديث، وغير واضح، إلا أنني أعرف مدى وضوحي واتساقي وانسجامي مع فكري الشائع، وعليك أن تعالج نفسك إذا وجدت صعوبة في فهمي، فعقلك جاهل ومريض، ولا يملك مقومات الفهم التي تستدعي فهمي، فالفكر الخبيث منتشر جدًا، وأنصاره والمتفاعلون معه كثر. لا أحد يحب من يبرز من بين الحشود بشكل ملفت وفريد، ولا أحد يحب الحقيقة، وأن الأغبياء يحصلون على الكثير من التفاعل، لأن العالم مليء بالحمقى وهناك العديد من الأغبياء مثلك.
المهم أنني أحمل ضغينة تجاه السلطة الفلسطينية وشعبها، لا أحب أيًا منهم، ولا أعترف بحقهم الشرعي كسلطة تمثلني وتمثل الشعب، أي أنهم أشبه بأعداء لي، لا أعترف لهم بأي حق، ولا أرى حتى أنني مُلزم بمحاسبتهم لي قانونيًا، أعتقد أنني بحاجة إلى قانون آخر يملكه غيرهم ليحكم عليّ وعلى الشعب، مع أنه من السهل على اليهودي أن يقتلني وينبذني ويضطهدني، إلا أنني أحترم حقه الشرعي في هذا الوطن، وأحتاج إلى قانون عالمي عادل أدافع عنه ويدافع عني، مهما نشأت وبدت مبادئي وقيمي.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من خلال النقر هنا
هذا جانب واحد، لكن الجانب الأسوأ في هذا هو أن جزءًا من حالتي الروحية والنفسية والعقلية مستهدف من قبل العديد من الأرواح الشريرة، وهذه الأرواح الشريرة من السلطة الفلسطينية نفسها ومن الشعب، لقد كنت في حرب داخلية معهم لسنوات عديدة، إنهم يكذبون عليّ ويشتتون أفكاري، ويخبرونني بأوهام بعيدة كل البعد عن الحقيقة، ويحاولون أن يوسوسوا لي بأشياء شريرة، لدرجة أنهم يهينون أكثر مشاعري، ولا يعتبرون أنفسهم شيئًا سوى بشر وليس شياطين، إنهم يعتبرون أنفسهم جزءًا من سلطة هذا البلد وشعبه. بمعنى آخر، لدي حرب تدور خلف ستار الواقع معهم، وأنا غاضب منهم، وأعتقد أنني كنت ضحية الكثير من الاستهداف السحري في عالم الروح، من قبل شيء من كيانهم.
حتى لو عقد ياسر عرفات السلام مع دولة إسرائيل، وكان الرئيس محمود عباس مطيعًا، وحتى لو كانوا أعداءً لحماس والحركات الإسلامية الأخرى، التي أكرهها بشدة أيضًا، فهذا لا يعني أنني في صفهم، أعلم أنهم أقذر من بعضهم البعض. ما الذي يربطني بحركة فتح أصلًا؟ إنها حركة عريقة جدًا كانت تُنادي بالمقاومة، وجميع أعضائها مسلمون ومسيحيون، هل لديهم عقود مع الماسونية العالمية؟ لا أعرف!
أنا حقًا لا أحب هذه السلطة اللعينة، إنها تتلاعب بالسلطة، وهي المسؤولة الرئيسية عن العنف في الضفة الغربية، لو جربتها في غزة، لما كنت أظن أنها ستكون أفضل من حكم حماس.
شيء آخر، هذه السلطة لا تقدم شيئًا نافعًا لشعبها، ولا ترتقي به إلى مستوى جيد. فسادها ومحسوبيتها ونزعتها القبلية الانفصالية لا تخدم أحدًا، لا توفر حتى عيشًا ماديًا جيدًا لشعبها، ولا تقدم مشاريع تُحسّن البنية التحتية للبلد الذي تحكمه. إنها حكومة فاسدة وغير كفؤة لا تُفيد شيئًا.
السلطة تتعاقد مع إسرائيل، فأين الجزاء؟! لماذا تركوا القضية الفلسطينية لهم؟! لماذا اعترفت بها إسرائيل أصلًا؟! ولماذا سمحت إسرائيل لحماس بالانقلاب وتثبيت وجودها في غزة كل هذه السنوات؟! ماذا يجري؟! وأين العجز والضغط للسيطرة على مجريات الأحداث التاريخية؟! لماذا تُترك المشاكل دون حل من جذورها؟!
لماذا لا تسيطر إسرائيل على الضفة الغربية وتضمها؟! تسارع الاستيطان، وعرب الداخل الذين تُقدر أعدادهم بعدد سكان الضفة الغربية، لماذا لسنا مثلهم! هل هذه ساحة صراع وحرب ومعادلات سياسية، الضفة الغربية اللعينة؟! إسرائيل ليست عاجزة عن ضم الضفة الغربية بأكملها، فهي تسيطر عليها بالكامل تقريبا، وكل أجزائها تتأكل.
على أي حال، في النهاية، اللعنة على السلطة الفلسطينية، اللعنة على القضية، اللعنة على شعب فلسطين في هذا الوضع، واللعنة على إسرائيل لعدم تحقيقها وطنًا وبلدًا صالحين، لماذا كل هذا التعقيد؟ الحلول ليست مستحيلة. فلتمنع السلطة الفلسطينية أرواحها الشريرة عني، وليقطع سلاح الجو اتصاله بي، لأني لم أستفد من هذا الاتصال شيئًا، لا يحقق لي شيئًا على أرض الواقع، وأريد مستقبلًا زاهرًا للبلد، هذا المصير اللعين الذي عشته، أتمنى ألا يعيشه أبنائي وأحفادي! وأنا أسف جدًا ما زلت في ريعان شبابي على كل هذا الزمن الذي عشته في هذه البلد اللعينة، والذي لا يزال يزداد تعقيدًا. فليتغير البلد، وليعود كل شيء إلى طبيعته، وليُطلق سراحي. لقد كنتُ مستاءً من البلد منذ زمن، وقد سئمتُ من تدهور الوضع.