
ما الذي يدفع إسرائيل لشن حربها على هذا النحو، والتلذذ بقتل شعب بأكمله وحرمانه من الطعام والماء والشراب والدواء والعلاج، وشن حرب تطهير عرقي وإبادة جماعية ضده، دون أن يوقفها أحدٌ مما يُسمى بالمجتمع الدولي أو حتى العالم العربي، هذا يُظهر مدى خداع هذا النظام العالمي وكذبه، وأن إسرائيل عظيمة وقادرة على كل شيء.
أقول لكم إن دولة عربية واحدة قادرة على إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي، لكن الجميع يصمت أمام تعنت إسرائيل. منذ أكثر من عام ونصف، وإسرائيل ترتكب جرائمها بحق أهل غزة، غير آبهة بأي شيء آخر، ولا يوجد أحد في العالم يثنيها عن خوض حربها على هذه الصورة.
اليمين المتطرف الذي يرأس الحكومة الإسرائيلية يُصدر تصريحات دموية وبغيضة وشنيعة، وكثيرون هم من لا يقبلون ذلك، لكن العالم أجمع لا يزال عاجزًا عن إنهاء هذه الحرب كما ينبغي، والرحمة بدماء البشر.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من خلال النقر هنا
في هذه الأثناء، يبقى السؤال: من هي إسرائيل، ومن تظن نفسها، ولماذا كل هذه الثقة بنفسها؟! أعتقد أن الوقت قد حان لوضع إسرائيل في مكانها، وإجبارها على التزام حدودها، وضربها على رأسها، لتتعلم كيف تخوض الحروب وتتعامل مع الظروف بشكل سليم.
من الغريب أنني تأثرت أنا شخصيًا بأبعاد هذه الحرب، وقد سئمت منها، وهذا نذير شؤم، ليس من الجيد الاستمرار في إزعاجي وعدم الاستماع إليّ. تباً لكم ولحربكم اللعينة هذه، أريد تغيير مجرى الأحداث فورًا! وإعادة الأمور إلى نصابها، أي أريد صورة جديدة لهذه الحرب، ونهاية لطبيعتها! وبخصوص هذه المهزلة العالمية، أريد توضيح الحقيقة، ولعل الحرب تنتهي بطرق ووسائل عديدة، أسرعها وأشدها حسمًا، ومعرفة ما ستكون عليه نهاية هذه الحرب فورًا.
يُقال إن اضطرابات الشرق الأوسط تؤثر على العالم أجمع، ولكن لماذا وضعت إسرائيل نفسها في شرقٍ واسعٍ ومضطربٍ كهذا، ولماذا تُثبت إسرائيل في هذه الحرب أنها فوق كل شيء في هذا الشرق وهذا العالم؟! ولماذا لا يزال فتيل الاضطرابات في هذا الشرق يُبقيها في الأمن والسلام؟! لقد عاشت إسرائيل في سلامٍ منذ فتيل ما يُسمى بالربيع العربي، والحروب والاضطرابات القديمة، رغمها بقيت تُحافظ على مكانتها كدولةٍ آمنة. فاجأها بضعة إرهابيين فلسطينيين في السابع من أكتوبر لبضع ساعات، لكن هذا لا يعني أنها قد اضطربت.
أعتقد أن هذه الحرب من نوعها غريبة، وردود أفعالها عليها غير واضحة. هل هذه الحرب ستغير المستقبل؟ فعنائها كبير!