
في الماضي، كنت أسمع أصواتًا كثيرة تُحدثني، ولم يقتصر الأمر على الأصوات المُستمرة في ذهني، بل كنت أسمع أيضًا أصوات المارة والأشخاص في الشارع، وفي أرجاء المنزل، وفي المحيط، كل الأصوات البعيدة تُحدثني. لم أكن أُنصت جيدًا لحقيقة تلك الأصوات، لكنني كنت أعلم في داخلي أن هناك خللًا في استقبالها، وأن كل هذه الأصوات الهائلة التي تُحدثني ليست حقيقية. في ذلك الوقت، كنت أعاني من مستوى مختلف من الفصام، ولم أكن أتلقى العلاج المُناسب المُضاد للذهان، وهو ما يكفي لإخفاء هذه الأصوات من رأسي، واستعادة صفاء ذهني والتلقي الطبيعي.
لم أكن في حالة جيدة آنذاك، ولا أعلم لماذا لم أتلقَّ العلاج المناسب، ولماذا سمحتُ لنفسي بالانجرار إلى هذه الحالة المتفاقمة، التي سببت لي تشويشًا في إدراكي للواقع من حولي، وأثرت على مزاجي العام، وسببت لي غضبًا وتوترًا مفرطًا.
لكن في النهاية، كنت أعود سريعًا للعلاج، وكانت بعض الأدوية المضادة للذهان كافية لعلاج حالتي وزوالها تمامًا، بينما انعكس بعضها الآخر على حالتي وفاقمها، وتزايدت الأصوات في رأسي والمشاعر السيئة. ناهيك عن بعض الآثار الجانبية التي تُخلّفها تلك الأدوية القذرة التي يصفها لك الطبيب النفسي اللعين، كالنعاس والإرهاق الدائمين، والشعور بالجوع الشديد، وشعور عام غريب ومزعج، كأنها ممزوجة بنوع من المخدرات، لقد أحدثت بالفعل شعورًا عامًا غريبًا، ولم تُعِدني إلى طبيعتي، بل نقلتني إلى عالم أكثر اضطرابًا وغرابة.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
مع مرور كل هذا الوقت، وكثرة التجارب الشخصية، وازدياد معرفتي ووعيي بحالتي النفسية والعقلية، وشروط العلاج، بدأتُ أُدرك أي الأدوية يجب أن أتناولها، وأيها يجب أن أتوقف عنها. في تلك الأوقات، كنتُ في حالة صدمة وغياب عن الواقع، لا أعرف كيف أتصرف، وأي الأدوية يجب أن أتناولها أو أتقبلها.
هذه الأيام، أتناول أدوية ممتازة جدًا، بالكاد أشعر أنني أتناولها، لكنني أشعر بتأثيرها العلاجي الفعال على عقلي وحالتي النفسية، وأتخلص من العديد من المشاكل النفسية والعقلية التي أعاني منها. كل الأدوية التي أتناولها، بعضها بوصفتي الخاصة وبعضها بمساعدة الطبيب، بفرض شروطي الخاصة ومعانتي من الأدوية السابقة التي وصفها لي.
أعتقد أن هناك أوقاتًا ومواقف لا يجب أن تثق فيها بهؤلاء الأطباء النفسيين اللعينين، فهم لا يعرفون ما هو المناسب لك وما هو الخطأ بالنسبة لك، لا يجب أن تثق بهم تمامًا. ربما يمكنك الاستعانة بالنصائح المتاحة على الإنترنت، والتعاقد مع صيدلية مناسبة، وشراء أدويتك دون وصفة طبية من هؤلاء الأطباء النفسيين اللعينين. ليس لديّ مشكلة مع معظم الأدوية النفسية التي أتناولها، فأنا أشتريها دون وصفة طبية.
تذكروا، الأصوات التي أسمعها تختلف في طبيعتها، وليست جميعها تُعزى إلى مرض عقلي أو انفصام في الشخصية، هناك أصوات تُعزى لأسباب روحية مع أرواح خفية على هذا الكوكب، لا يمكن لأي نوع من الأدوية النفسية أو العقلية أن يُبعد هذه الأصوات عنكم، تأتي هذه الأصوات من مصدر طبيعي وكيان طبيعي وحقيقي موجود معنا، منفرد في ذاته ولا علاقة له بخلل في العقل، أو اضطراب نفسي وعقلي ما. لم تفارقني الأصوات المنظمة والحقيقية تمامًا، ولا حتى يومًا واحدًا على أي حال، أعتقد أن الأصوات الفصامية التي أعاني منها مشوشة وغير منظمة ولا تُصدق على أنها حقيقية. هذا في حالتي النفسية والعقلية والروحية، لا أعرف إن كانت هناك حالات تختلف عن حالتي ولديها مستويات أخرى من المرض النفسي والعقلي والحالة الروحية.