
لم تكن مشكلتي في طفولتي فقط في الشارع أو المدرسة أو بين الأقارب من وجهة قرابة أخرى، بل كانت حياتي مضطربة مع إخوتي، كان هناك صراع دائم بيني وبينهم في طفولتي، وكانت لي أخت أسميها روح الأخت الشريرة، لم تكن تحبني، وظننت أن هناك كراهية وشرًا ينبعث منها نحوي، كانت نقاشاتي وعراكِ بيني وبينها دليلًا على تلك الأفكار الشريرة، لذا أعتقد أنها كانت السبب الرئيسي في مرضي وملاحقة العين لي. كانت تغار مني وتكرهني، ربما لأمور في عقلها الباطن والواعي.
ناهيك عن أن أبناء عمومتي، الذين كانوا عاملًا رئيسيًا في طفولتي، كانوا مرضى، وكانوا أكبر مني سنًا وخبيثين ومخادعين. حتى أن أحدهم طعن أمي أمام عيني، ولم أكن قد بلغت الثامنة من عمري آنذاك. استدرجوني إلى زقاق قديم مظلم في الليل، وضع الأربعة سكينًا على رقبتي، مهددينِ بالقتل، وكنت مجرد طفل بريء، سببت لي تلك الأحداث حالة من الصدمة، مما أدى إلى انفصام في الشخصية، إلى عالم آخر بعيدًا عن طفولتي، والضغوط المتتالية من هنا وهناك في طفولتي المضطربة، جعلتني مريضًا نفسيًا للغاية.
المهم هو أن المنزل الذي آووني كان أيضًا مضطربًا للغاية من حيث هربت، وما زلت متأكدًا من روح الأخت الشريرة التي تطاردني، وأن عنصر روح الأخت الشريرة شكّل شبحًا خفيًا حول حياتي لفترة طويلة من الزمن، وأعتقد أن هذه الروح شريرة ملعونة، وروح خبيثة تدمر النفس والروح والعقل.
طفولة مضطربة للغاية بكل معنى الكلمة، ولا أعرف من كتب هذا المصير في حياتي الملعونة، ولماذا لم أعش حياة طفولة طبيعية، لأكون رجلًا طبيعيًا!
هناك أسبابٌ وراء حدوث الأمور وفقًا لمصيرٍ أسمى، وأن القدر مُقدّرٌ لكل إنسان، لكن كل شخصٍ مُقدّرٌ له أن يكون له نصيبٌ من اللعنة في هذه الحياة، والعجيب أن الجميع الذي التقيتُ به كان مُقدّرٌ له أن يكون في نصيب معاناتي مع هذه الحياة، هناك أسبابٌ لوجود الشياطين والأشباح في كل مكانٍ في هذا العالم، وهم سببٌ رئيسيٌّ للمشاكل. ربما توجد كائناتٌ عليا خفيةٌ تلعب في عقول الجميع، وربما تكون هذه العقول شريرةً بطبيعتها ومضطربةً، ولا تُدرك الشر الذي تفعله.
لماذا أشعرُ بجوهري في روح الأخت الشريرة؟ وفقًا للعديد من التجارب في طفولةٍ مضطربة، كوّنتُ صورةً قبيحةً وشريرةً تجاهها. لا أستطيع التوقف عن التفكير في أن هناك سببًا لمرضي لهذه الفترة الطويلة بسبب روح الأخت الشريرة، وأن الأرواح الشريرة تجمعت عليّ منها! لربما لشيء شرير في داخلها وأفكارها اللاوعية.