
Upset problem child with head in hands sitting on staircase concept for childhood bullying, depression stress or frustration
في صغري، عندما بدأتُ بتناول الأدوية النفسية والعقلية، عانيتُ من آثار جانبية حادة، كالتشنجات والعصبية والسمنة المفرطة والإمساك المزمن، وغيرها الكثير من الآثار الجانبية الصعبة.
الأسوأ من الآثار الجانبية للدواء، كانت التطورات الغريبة التي حدثت في ذهني، كالهواجس والأوهام والقلق والأرق والشعور العام بالارتياب، لم أكن أعلم لماذا حدث لي كل هذا، مما جعلني أشعر وكأنني مُغروس بنوع من الروح الشريرة، أو نوع من السحر الذي أُلقي عليّ من قبل أشخاص معينين، وكل ما حدث لم يكن مصادفة، بل هو فعلت فاعل، وكأنني تعرضت لنوع من السحر الروحي الخبيث والشرير.
قبل ذلك كان لدي هوس بالانتقام، في طفولتي، حيث تعرضت للعديد من حالات التنمر والاعتداء الوحشي عليّ في طفولتي، وشهدت العديد من الصدمات أمام عيني، كان أبرزها صدمة طعن والدتي بسكين أمام عيني من قبل شخص مريض وقذر، لم أكن قد بلغت الثامنة من عمري حينها، وأيضًا الاعتداء عليّ بأدوات حادة والتنمر المستمر عليّ في الشارع وفي المدرسة، مما خلق بداخلي روح الانتقام، والشعور بأنني ضحية لشيء ما، وأن مصيري يبدو سيئًا للغاية، ليس كغيره، كانت هناك فترات من الأفكار الملحة للرغبة في الانتقام في ذهني، وكذلك أفكار الخوف والفقد في انفصامٌ في عقلي، وفي نهاية المطاف في مراهقتي انهارتُ وعزلتُ نفسي في غرفتي، تاركًا كل شيء خلفي.
لسنواتٍ كنتُ منعزلًا بين جدران غرفتي، أستخدم الحاسوب وأتصل بالإنترنت، وكنتُ أقرأ كثيرًا، وأتعلم كثيرًا، وأكتسب مهاراتٍ وتخصصاتٍ عديدة، وبنيت شجرة معرفةٍ قيّمة في ذهني.
لم أكن أخرج إلا لشراء الكحول أسبوعيًا، كنت أذهب إلى أحد الحانات في بيت لحم، وأجلس هناك لساعات أشرب الكحول وأفكر في المارة والكنائس والمنازل من حولي، ولم أكن أشرب إلا كوكتيلات الكحول القوية، وبعضًا من الويسكي الفاخر، وأحيانا إضافة بعضًا من البيرة، كانت لدي علاقة خاصة مع الموظفين في تلك الحانة، كنت أترك لهم بعض البخشيش، وأصبح صاحب الحانة والموظفون مثل أصدقائي، كان عمري بين 16 و20 عامًا في ذلك الوقت، واقتصرت أنشطتي الاجتماعية على العائلة والمناسبات العائلية في المنزل لا شيء غير ذلك.
لا أعلم حقًا، كانت حياتي كلمح البصر، لم أكن مستيقظًا تمامًا معظم الوقت، كنت مخدرًا بين الأدوية النفسية والعقلية، والكحول، والعزلة، والتعلم قدر الإمكان، وكنت أمارس العادة السرية بكثرة، في تلك الأوقات، وكان جهاز الكمبيوتر الخاص بي مليئًا بالأفلام الإباحية، وكنت أفتقد صديقة في سريري في ذلك الوقت، وكان لدي حب ضائع.
أتذكر أيضًا في ذلك الوقت في بداية مرضي الحاد في مرحلة المراهقة حوالي سن 16 عامًا، أنني خضعت لحوالي سبع جلسات صدمات كهربائية، وفقًا لنصيحة طبيبتي النفسية، ولم أكملها وشعرت بالنفور منها، وكنت أذهب إلى عيادة نفسية لرعاية الطفل والأسرة، وكانت مليئة بالجلسات النفسية السخيفة، من العلاج السلوكي المعرفي، والجلسات الجماعية، ارتدتها لفترة وتركتها، كل ذلك كان قبل دخولي الأول إلى مستشفى للأمراض العقلية في سن 18 أو 19 عامًا.
كنتُ وسيمًا جدًا حين ذاك، أتمتع بقوام رائع، وأستمتع بارتداء الملابس الأنيقة، قبل أن أواجه عقبة السمنة لأول مرة، والتي امتدت معي حتى اليوم. كنتُ طفلًا ومراهقًا لا أعاني من السمنة، وفقًا لطبيعتي البيولوجية، لكن الأدوية غيّرت كل ذلك، وكنتُ أحب ارتداء الملابس الرسمية كثيرًا، وكنتُ أشعر بنظرات الإعجاب من الفتيات عليّ طوال الوقت، لكن في هذا المجتمع، من الصعب بناء علاقات حقيقية مع الفتيات. كانت لي علاقات مع فتيات عبر الإنترنت، وحب مفقود لفتاة، وبعض العلاقات الطبيعية مع فتيات داخل إسرائيل.
على أي حال، مررتُ بلحظات صادمة ومضطربة طوال حياتي، وكان مصيري قاسيًا منذ نعومة أظافري، ساد الاضطراب، ورسم لي مصيره الملعون طوال حياتي، كانت تتوالى الأحداث كلما مرّت حياتي الملعونة، وكلما انتقلت من مرحلة إلى أخرى، كان الأمر أصعب، لكن رغم كل ذلك، كنتُ متفائلًا وأحب الحياة. واجهتُ تجارب واختبارات قاسية في حياتي، ومررتُ بظروف بالغة الصعوبة. نُفيتُ مرات عديدة إلى أماكن لم أرغب بالبقاء فيها، اضطربت مشاعري وحبي، وأحببتُ ولم أنال. في ضوء كل هذا، شعرتُ وكأن مصيري ملعون، وكأن هناك سحرًا شريرًا ملعونًا موجهًا إليّ من قبل أشخاص معينين. في مراحل عديدة، شعرتُ بالريبة تجاه ما حدث ويحدث لي. يبقى السؤال، هل هذا قدري؟ لا أحد يُلام، هل هناك من رسم قدري؟ هناك العديد من الأسباب الأخرى التي تجعل مصيري بهذا الشكل، والعديد من الناس مذنبون بهذا، وفي ضوء تطورات مصيري السيئ، أعتقد أن أشياء جديدة حدثت بفعل فاعل، ولم يكن الأمر مجرد قدري.