
قبل زواجي، قبل نحو عشر سنوات، لم تكن الحالات الروحية أو الفصام الذي كنت أعاني منه مشابهًا لما مررت به بعد زواجي. بل تطورت طبيعة حالتي الروحية، وتغيرت شدتها وطبيعتها. عشت تجارب جديدة مختلفة عن فصام طفولتي ومراهقتي، كانت شدة صدمتي الروحية والعقلية والنفسية مختلفة وشديدة جدًا.
لقد فعلت أشياء لم أكن أعتقد أنني سأفعلها في حياتي، دخلت أرواح جديدة إلى ذهني، بدأت أرى أشياء مختلفة، كانت شدة الأصوات في رأسي غير طبيعية، كنت بالكاد في الواقع، طوال الوقت كنت في واقع عالم مختلف تمامًا عما كان يحدث من حولي، مشيت لمسافات طويلة، فعلت أشياء خطيرة للغاية، كنت في حالة سكر شديد وأرقص في الشوارع وعلى الأرصفة، أعبر الشوارع دون الانتباه إلى المركبات المارة، وأذكر أنني تعرضت لحادث، لقد دهستني سيارة ذات مرة، لكنني كنت محظوظًا لأنه في جزء من الثانية ألقت بي السيارة على الأرض وتوقفت، كانت على وشك المرور فوقي بالكامل.
كنتُ أرتاد حواجز جيش الدفاع الإسرائيلي كثيرًا، محاولًا عبورها إلى الأراضي الإسرائيلية. كنتُ أفعل أشياءً مزعجة وصاخبة في تلك الأماكن. في إحدى المرات، عبرتُ جدار الفصل العنصري وحدي في منتصف الليل، كان هناك ثغرة في السياج، وسرت عبر الجبال والغابات والشوارع لساعات طويلة حتى وصلتُ إلى مكاني، وكنت أجلس ساعات أتراقص واثمل أمام الأبراج العسكرية، أمام أفراد الجيش، وانتهت احدى المرات باعتقالي من قبل جهاز مكافحة المخدرات مدعومًا بالشرطة، وحجزي في المصح لفترة معينة.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من خلال النقر هنا
أصبحتُ شخصًا مهووسًا بالجنس، وساديًا، وعنيفًا، لم أكن كذلك في مراهقتي، كنتُ مهذبًا جدًا، وأحترم الفتيات، لم أفكر قط في التحرش بفتاة دون موافقتها. كانت الأفكار الجنسية تسيطر عليّ، وكانت لديّ رغبة قوية في الفتيات. كل هذا حدث بعد الزواج! وكنت أفكر بممارسة الجنس بعنف وسادية، وكلما كنت أغتصب زوجتي، لكنها كانت تحبب ذلك.
في بعض الأحيان في الشتاء، عندما يكون الطقس باردًا جدًا في البلد الذي كنت فيه، كنت أفضّل ارتداء ملابس الصيف كثيرًا، حتى أنني كنت أرتدي السراويل القصيرة، ولم أكن أشعر بالبرد، كنت أقضي ساعات ومسافات أرقص وأسكر، والمطر يغمرني. كنت أحب الاهتمام كثيرًا، وكنت أشعر بمكافأة عاطفية ونفسية وعقلية من الحصول على الاهتمام ونظر الناس إلي.
هناك شيء فريد حدث لي فيما يتعلق بالتجربة الروحية، دخل شبح جديد حياتي لأول مرة بعد الزواج، لم أقابله في حياتي السابقة، كان هذا الشبح يتحدث عبر منافذ عديدة، ولم يقترب مني، صوت بعيد عني قليلاً، يتميز هذا الشبح بصوت فريد وإنساني لم أسمعه في حياتي من قبل، وله سمات كثيرة مختلفة عن الأشباح المعتادة في حياتي السابقة، ويبدو وكأنه شبح طائر، كما لو كان شيئًا يتعلق بالمسيح أو الروح القدس أو أي ملاك آخر، وهو يدعمني ويقف بجانبي، ولا يهينني كثيرًا، حتى لو غضب مني قليلاً، يعود ليحدثني باحترام، إنه صغير في السن، صوته شبابي ومهيب، وما زال يطاردني إلى يومنا هذا، ويشاركني حياتي كلها وأفكاري، وهو حاضر فوقي عندما أخرج، يرافقني، ويحذرني من خطر يقترب، كما لو كان يسعى لحمايتي، ويقدم الكثير من المعلومات السرية عند الحاجة، الأرواح الأخرى صامتون في حضرته، ويأمر جميع الأرواح الأخرى، وكأنه السيد الأعلى لمملكة الأرواح التي معي.
المهم أن حالتي تعود وتستقر بعد العلاج، ويستقر مزاجي وأهدأ، وأعود إلى صفاء ذهني، ويعود عقلي طبيعيين، وأتوقف عن كل هذه الأفعال، الأفعال هذه لا أفعلها إلا بسبب حالة روحية ومرضية تصيبني، وأنا لستُ واعيًا تمامًا، أتحول إلى شخص مجنون لا أنا، ولكن في كل موقف خطر وسيء، هناك من يساندني وينجيني، رغم كل الظروف الخطيرة والصعبة، كلما أنجو بنفسي، هناك شيء في كياني وروحي يُفضّلني وينقذني، في النهاية ُنجو، هناك شيء عظيم يُرافقني ويُقدّم لي العون والحماية، هذا ليس شيئًا صغيرًا، بل هو كبير، يملك الدنيا والزمان والأحداث، ويصنع المعجزات!
في النهاية، لا أعلم ما الذي حدث بعد زواجي ليغير طبيعة الأمور ومجرياتها ويطورها، يُقال إن كل فترة من حياتي ربما تختلف عن سابقتها، كنت شابًا، والآن أنا أكبر سنًا، ربما يتطور المرض الروحي والفصامي ويختلف مع مرور الزمن، وليست كل فترة من حياتي تشبه فترة معينة من عمر حياتي.