
لنتحدث قليلا عن الأصل والماضي، بعد مرور سنوات من إدمان الكحول، وتزايد اعتمادي عليه إلى حد كبير، بدأت أنسى معاناتي ومرضي الفصامي والروحي، ولكن من أنا في الواقع!؟ بصراحة مع بعض المشاعر الداخلية التي تجعلني أشعر ببعض الخجل والسوء، لكن لا شيء سيئ، إنها جزء من حقيقتي، وحقيقة حياتي، كنت مريضا جدا، لا يمكنك أن تتخيل مدى مرضي.
انفصامي كان صعبا، لم أستطع التجاهل والسيطرة، لقد تعبت من المحاولة، لم أستطع الخروج، أترنّح، أرتجف، أرتعش، وعدم اتزان عند المشي، نبضات قلبي سريعة، أشعر بالاختناق والجفاف في فمي وحلقي، لا أستطيع التحدث بشكل طبيعي، لا أتحمل أن يحدق بي أحد، وكنت أتضايق عندما أذهب للتسوق، كان المرض يخنقني بشدة في جسدي، ولم أكن أستطع حتى التنفس بشكل طبيعي، وأفعال قهرية بسبب التوتر الشديد، في الانفعالات العادية حتى في بعض الأحيان أشعر بالرغبة في البكاء أو الضحك لا اراديا، وهو الأمر الذي أحاول السيطرة عليه.
بدأت أشعر بالسوء، من تكرار المواجهة، وكلما علمت أن على الخروج، أشعر بالسوء والخوف، كما أنني لم أتحمل ركوب المواصلات العامة، وكلما كانت السيارة أكثر ازدحاما، كلما زاد اختناقي، والأسواء من هذا لا أستطيع النوم، يصيبني قلق، وأشخاص يستمرون بالتحدث معي طوال الوقت.
في إحدى الأيام استيقظت ثلاث لأربعة أيام متواصلة، وجدت نفسي نائم في زنزانة المصح العقلي بحقنة مخدر، واستيقظت مصدوما والمجانين الزومبي كانوا في كل مكان حولي، أقول أين أنا؟! أخرجوني من هنا!
وهي حالة مرضية صعبة للغاية، ومع إدمان الكحول، يختفي كل شيء، لذا قبل أن أخرج أشرب عدة كؤوس من الخمر.. وآخذ معي عبوة خاصة، ولا أشعر بشيء من هذا المرض، كل شيء طبيعي ورائع، لا خوف ولا كل تلك المشاعر، وأنام كالأطفال، مخمورا، تحولت لمدمن كحول مزمن، بسبب كل هذا، الكحول بالنسبة لي علاج ومتعة في آن واحد، أعتمد عليه في كل يوم من حياتي، لا أستطيع أن أتخيل، أن أحرم منه في يوم من الأيام.
وكل أبناء العاهرة بما فيهم والدتي القذرة وكذلك زوجتي، تنتقدني لأني مدمن كحول، ولما أشرب الخمر طوال اليوم، من لحظة الاستيقاظ للنوم، والجميع كان ينقدني ويؤذيني لأنني اشرب حتى بالأماكن العامة والشوارع.. تعرضت للكثير من المضايقات بسبب هذا، ولكن لم يستطع أحد صدي عن اسلوبي هذا، لكن في الاوان الاخيرة، بدأوا يتداركون، لماذا انا مدمن، السبب الاساسي هو الهرب من معاناتي المرضية والهرب من كل ضغوط الحياة في الروتين اليومي، لكن يبقون عائلة وسخة ومتخلفة، عربية فلسطينية مسلمة، من الطبيعي ان يكونون سيئين على هذا النحو، وافكار عقولهم سيئة، كجميع من على شاكلتهم القذرة.
وتعرضت لمضاعفات صحية قبل عدة أشهر بالكبد، لان السبب كان هو ادمان الجعة (البيرة) شكلت لي سمنة ودهنيات في المنطقة العليا، واقلعت عنها وبقيت على الويسكي والفودكا، واتبعت حمية غذائية مع شرب الكحول، وفقدت بعض الوزن، وعاد كبدي سليم، اعتقد ان مشكلة الكبد والطحال لدي سببها السمنة، وكذلك البيرة التي تزيد الوزن، حتى انني لا اشرب النبيذ كثيرا، لأنه يسبب البدانة.. ولا اشعر باي سوء ومرض مع ادماني لهذه النوعية، على كل حال البيرة طعمها مقرف وتشعرني بالقيء، ونسبة كحول منخفضة، ولا اعلم لماذا ادمنتها تلك الفترة، انا أركز على الكحول القوية بكمية شرب اقل وأثمل أسرع.