لا أريد أن أعيش

لا أريد أن أعيش

في كثير من الأحيان في حياتي كنت لا أرغب في العيش، فالصراع مع نفسي وهذا العالم والضغوط المتكررة، وثقافة الخوف والعنف، وعبئ المسؤولية، تركتني باستمرار في حالة شبه دائمة من الإرهاق والأرق والذعر.

على مدى سنوات طويلة وأنا في ظل المعاناة، ولكن كان هناك روح متشبثة في الحياة رغمًا عن كل شيء سيء.

كان لابد من لحظات ضعف تامة، جعلتني أفكر بإلحاح في الانتحار، حقًا أقدمت على الانتحار عدة مرات، ولكن جميع المحاولات بائت بالفشل.

يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا

في تلك اللحظات كنت أعاني من انسحاب الأدوية النفسية، فأنا كنت لا أريدها بشدة، وأشعر أنها تسبب لي المشاكل وتفاقم وضعي للأسواء.

كلما كنت أفرط بشرب الكحول، وتفاقم حالة الاكتئاب المزمن لدي، فكنت غاضب وكثير الحركة والنشاط، وكنت أشاهد العالم من خلال نافذة سوداوية.

كان كل شيء يسبب لي الشعور بالكآبة، ولم أكن أستمتع بالأشياء على نحو طبيعي.

كل من الأشياء التي كنت عليها تضغط باستمرار على عقلي وحالتي النفسية، وتزيدها للأسواء.

حقًّا، في تلك اللحظات كنت بحاجة للمساعدة والعلاج، فأنا ضائع بين فصام العقل والنفس، وأتصرف على نحو سيء وخاطئ.

أقدمت كثيرًا على تصرفات خطيرة، كانت تهدد حياتي وأمني الشخصي، وكنت كلما أغضب من الجميع من حولي.

كلما كنت في النهاية أنجو بنفسي، فحركتي العقلية المضطربة كانت محط انتباه من الجميع من حولي.

في النهاية أجد نفسي قسرًا في المصح العقلي، فاقد الوعي، نائم في غرفة العزل.

أستيقظ صباحًا وأجد جميع المجانين من حولي، وحالة من الذهول.

أين أنا؟ لماذا أنا هنا؟ أريد الخروج من هنا، أخرجوني، أخرجوني.

كلما كنت أقلع عن الأدوية النفسية الخاصة بي، كانت النهاية تكون لا شعوريا في المصح العقلي.

لا أستطيع العيش دون الاعتماد على الدواء، وإلا أذهب لعالم مختلف تمامًا، عالم من الفوضى والجنون.

لا أستطيع النوم، فرط حركة ونشاط، الكثير من الأصوات تحدثني، أنا في العالم وأنا لست في العالم.

كلما أريد الخروج من المنزل، لا أستطيع البقاء في المنزل، ولا أستطيع العمل، أو الانشغال بشيء ما، فقط أريد الخروج والسير في الطرقات، ولابد من شرب الكحوليات في كل خروج.

من حسن الحظ، أنني لم أنجح بإيذاء نفسي أو الانتحار، كلما في نهاية المطاف أجد مخرج المساعدة، وأعود لرشدي.

أشعر بالندم على ما فعلته بنفسي، وعلى كل التصرفات السيئة التي فعلتها، ويعم الهدوء والسلام!

لا وجود لرغبة حقيقية لدي في الانتحار والموت، لكن وفقًا لظروف حالتي والضغوط المتراكمة، أفكر بالانتحار بلا وعي، أي أنني أقتل نفسي بلا وعي ويقظة وفقأ للحالة والظروف التي كنت أمر بها.

في الحقيقة أنا لدي روح محبة ومتشبثة في الحياة، لدي روح لأجل الحياة، ولا أريد الموت في واقع الأمر.

وأعتاد على التعامل مع الظروف الصعبة، وأنجح بتخطي كل شيء سيء.

لا وجود لعلاج كامل مع حالتي المرضية، العلاج نسبي، ولكن الأعراض السيئة تبقى مستمرة في كل أوقات حياتي.

حالتي المرضية تصنف فصام شخصية مزمن، وبعض الخليط من الاضطرابات النفسية المجتمعة أو المتفرعة، فأنا أعيش في عالم بعيد عن الواقع.

عقلي لا يعوزني للعيش بشكل طبيعي بدون دواء، أصوات وأصوات، خيالات وخيالات، لا نوم، لا استقرار، الرغبة بالثمالة قدر المستطاع.

كنت قديمًا أعيش بلا دواء قبل سن المراهقة، لكن في سن المراهقة بدئت تظهر لدي أعراض مرضية، وبدئت في العزلة، لربما عامين وانا أعزل نفسي عن العالم.

في تلك الفترة من العزلة، كنت أملك جهاز كمبيوتر متصلًا بالإنترنت، وكان مثبط عزلتي هو القراءة والتعرف على الأصدقاء عبر مواقع التواصل والدردشة.

وكنت أمارس العادة السرية في اليوم بكثرة، أشاهد أفلام إباحية بشكل مفرط!

نجحت بتطوير شجرتي المعرفية بتلك الفترة ودرست وقرأت الكثير من العلوم، وأدمنت القراءة والدراسة، وتعلمت الكثير من الهوايات في هذا العالم، ودرست الأديان والفلسفات وثبتت الإلحاد لدي بنسبة قوية، فأنا كنت غير مؤمن حتى في لحظات طفولتي.

في تلك الفترة مع تفاقم المرض لدي وظهور بعض الأعراض المرضية لدي، شعرت والدتي بذلك، واقترحت على الذهاب لطبيب نفسي، فوافقت، ومن ذلك الوقت أدمنت الأدوية النفسية، ودخلت في كثير من الأعراض والنكسات المرضية ليومنا هذا وأنا أبلغ من العمر 31 عامًا.

حاولت كثيراً الإقلاع عن الأدوية النفسية، لكني لم أنجح أبداً.

في هذا اليوم، من الصعب أن أعود وأحاول الانتحار، بسبب التجربة وكذلك لأنني لست من الذين يريدون الانتحار حقًا، وأشعر بسعادة أنني لم أفقد حياتي في تلك الفترات.

Loading

إذا كنت تحب ما أكتبه وترغب في دعم عملي، يمكنك المساهمة من هنا

أَبُو آرَامْ اَلْحَقِيقَةِ

أَنَا أَكْتُبُ اَلْحَقِيقَةُ.. أَنَا لَسْتُ مِنْ هَذَا اَلْعَالَمِ كَمَا اَلْجَمِيع.. وَأَكْثَرُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *