
عندما كنت طفلاً بريئًا صغيرًا، كنت أحمل سكينًا للدفاع عن نفسي. كنت أعاني حقًا من انفصام الشخصية للانتقام وتوقع الإهانة أو الأذى. لم أقبل أن يؤذيني أحد أو من أحب.
كنت أتعرض لعنف شديد منذ براءة طفولتي، وتعرضت لصدمات عنيفة، دافع غريزي زاد من حدة الأمر لدي ودفعني للتصرف بعنف. تعرضت للكثير من العنف بمختلف أشكاله، حيث تعرضت للضرب من قبل العشرات من الأطفال في المدرسة وفي الشارع، وشهدت العديد من حوادث العنف أمام عيني، حتى أن والدتي تعرضت للطعن بسكين أمامي عندما كنت في الثامنة من عمري، كنت طفل لا أستطيع الدفاع عنها، الأمر الذي ترك أثراً نفسياً شديداً علي.
كانت طفولة لعينة برمتها. لا أدري، في هذه الأيام، وأنا في الثلاثينيات من العمر، لا يزال الأثر يشكل بالنسبة لي مرضاً ما، بالكاد أستطيع مقاومة الوسواس والقلق والرهاب، وكأنني جهزت لأن أكون آلة مريضة.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
لدي ماضي شديد العنف والمرض والاضطراب، بحيث شكلني في الحاضر وقبل الحاضر. لكن امتلكت حماية عظيمة أو قداسة حاولت مساعدتي وتوجيهي إلى مكان آمن، بفضلها خرجت من حالات الغرق في المرض مرات عديدة، كلما أعادتني إلى وعيي، وما زالت معي إلى يومنا هذا تحاول حمايتي.
كان هناك روح تحدق فيّ وتعرف كل ما حدث وما يحدث في حياتي وساعدتني كثيرًا وما زالت معي حتى يومنا هذا، مثل ملاك أو إله، روح غريبة وعظيمة تحبني وتريد مساعدتي.
في هذه الأيام أريد أن أفكر أنني تخلصت من ذلك الماضي، وأشعر بهذه الطريقة، لكن الشخص الذي أنا عليه اليوم هو عبارة عن جسد تراكمي لكل ذلك وما جاء بعده، ولكن لدي وعي متطور، ولكن جزءًا من الماضي يظل مرتبطًا بي، بوعي أو بغير وعي، ولكنني أكثر وعيًا ويقظة اليوم، أعتقد أنني يمكنني مساعدة نفسي اليوم أكثر مما سبق، وبالكاد يتمكن الغرق من سحبي لقاع متراكم من الألم.
إلا أنني لا أزال مريضًا حقًا، لا أستطيع أن أكون طبيعيًا حقًا، لدي الكثير من العقد والعقبات مع هذا العالم، ولا أريد أن يقترب مني أحد، أحاول أن أواصل حياتي كما أشاء، وكما أراها مناسبة.