
لا يهمني كثيراً الناس وآرائهم الشخصية بي، مهما كانوا، حتى لو كانوا أقرب الناس إليّ، مع أن الحياة مشتركة واجتماعية وحساسة عاطفياً وفكرياً، وقد تشعر بالسوء تجاه الآخرين الذين يكرهونك، لكني بالطبع لست أحمقاً بما يكفي لأتبع القطيع المتخلف مهما كان، ولا يهمني إرضاء الناس بقدر ما يهمني إرضاء نفسي، وفي قلبي أعرف كل الناس، وأعلم أن الكثير منهم متخلفون فكرياً ورجعيون، ولا يشكلون جزءاً من الحقيقة، وأنهم ليسوا على حق، وأنهم مخطئون بالتأكيد.
نشأتُ في قرية فلسطينية متخلفة، أغلب أهلها متخلفون اجتماعيًا ورجعيون، وكل شيء فيها ينتشر بسرعة، وسمعة عائلة كذا وكذا وسمعة فلان، الغريب أن هذه القرية تؤمن بأن الحكم على الآخرين يرتكز بالأساس على انتمائهم الديني، كثيرًا ما قيل لي إن جدي المتوفى لا دين له وكافر، حتى عائلتي في هذه القرية تُعتبر عائلة صغيرة سيئة السمعة، هكذا رُبيت في طفولتي. وكنت ضعيف أمام مكانة عائلتي في هذه القرية الملعونة، فهي ليست عائلة عظيمة، ورجالها قليلون، لم يكن ظهري مطمئنًا، ولم أجد سندًا يدافع عني في حياتي المضطربة، حتى هذه العائلة التي أنتمي إليها هي السبب الرئيسي في معظم مشاكل طفولتي، كانت عائلة فلسطينية مسلمة متخلفة ومضطربة، جميع أبنائها مضطربون وسيئون، ولم يكن هناك من يُربيهم ويرشدهم جيدًا.
لم يكن لديّ أب ولا أخ أكبر، كنتُ أتعرض للتنمر الجماعي، ولم يكن هناك من يحميني، كنتُ طفلاً وحيداً أتجول في الحياة، بلا سند، لهذا السبب تدعمني مملكة الروح، وتضيء لي الأنوار، فمملكة النجوم حاضرة لحمايتي، لديّ عائلة وأصدقاء روحانيون يعرفون كل شيء عن حياتي، ويدعمونني كلما قدّموا لي الدعم والمساعدة.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من خلال النقر هنا
على أي حال، هذه القرية الفلسطينية لا تقل تشابهًا عن القرى الفلسطينية الأخرى، إنهم عرب مسلمون، وفيهم جوانب من التخلف والتخلف الفكري والتعصب والتطرف والرجعية، رأيهم لا يهمني، فهو نابع من مصدر قذر وخبيث وسيء بالنسبة لي، أعلم في قرارة نفسي أن معظمهم منافقون ومخادعون وكذابون، مع أن جدي لم يكن له دين، إلا أنني أعلم أنه كان لديه ضمير، وأنا فخور به، لو كانوا يتخيلونه كذلك، فأنا فخور به، ولو كان والدي يشبهه، لكان ذلك يزيدني فخرًا، على أن يكون جدي أو والدي من إحدى عائلاتهم القذرة الأخرى، وأن يكونان في نفاقكم وتظاهركم الخبيث المخادع والكاذب. أنا في سعادة غامرة، لأني أنتمي إلى هذا الأب والجد، لا أتخيل أن عائلتي ستكون خلاف هذين الرجلين في هذه القرية المتخلفة الملعونة، لا أتفق معهم، أنا ملحد، ولا أهتم إطلاقًا بمعتقداتهم الدينية أو أيديولوجيتهم، إنهم في نظري مؤمنين بالخرافات، التي لا قيمة لها ولا فائدة منها، ولا تشكل أساسًا لحياة طيبة وصالحة.