
أعاني من أعراض تُشبه اضطراب الرهاب الاجتماعي، لديّ بعض مظاهر القلق من المناسبات الاجتماعية ومغادرة المنزل، مما يُسبب لي شعورًا بالترقب كلما أدركتُ أنني مُضطرٌّ لمغادرة المنزل أو مقابلة أحدهم، أشعر بتوتر قهري في جميع أنحاء وجهي وجسدي، أجد صعوبة في المشي بشكل طبيعي وبالكاد أستطيع الكلام، أشعر بالاختناق ولديّ رغبة مُلحة في السعال بشكل مُتكرر، كما لو أن شيئًا ما يضغط على رقبتي، أنا حساسٌ لمشاعر الآخرين الطبيعية، وتصبح مشاعري مُضطربة تقريبًا.
بدأتُ مؤخرًا بارتداء كمامة طبية لتخفيف التوتر، ولم تعد المنطقة المُغطاة من وجهي تُزعجني، مع ذلك، أشعر بصعوبة في الكلام، وأُصاب بالسعال المُتكرر، وأواجه صعوبة في المشي بتوازن، أشعر أن التركيز مُنصبّ على عينيّ، كما لو أنهما تحت ضغط، وأشعر وكأنهما على وشك الانفجار، لذلك بدأتُ باستخدام نظارات شمسية داكنة ومعتمة، واختفى كل عبء التوتر من ملامح وجهي، لكن تبقى مظاهر التوتر في كلامي ومشيتي، وكأن هناك روح تسيطر على جسدي وعقلي باستمرار، ولا تريد أن تجعلني أشعر بأنني طبيعي وبخير، كما أنني أمضغ العلكة فهي تساعدني على تخفيف التوتر.
في كل مرة أخرج فيها، أشرب الكحول، ومعه لا أشعر بأي توتر، تختفي جميع الأعراض دون استخدام أي قناع أو نظارات شمسية، أصبح شجاعًا وجريئًا، أتحدث بطلاقة، وأمشي بشكل طبيعي ومتوازن ومريح تمامًا. لا يوجد دواء يساعدني على التخلص من هذه المشاعر مثل الكحول، حتى أنني احتُجزت لفترات تزيد عن شهر أو شهرين في مستشفى للأمراض العقلية، بدون مشروبات كحولية، وبأدوية منظمة، وبين مرضى آخرين وطاقم طبي، عانيت من هذه الأعراض بشكل شبه يومي، لأنني لم أكن في المنزل ولم أكن وحدي، كنت في سكن جماعي واجتماعي، هذا سبب لي ألمًا نفسيًا طوال فترة إقامتي في المستشفى، كنت أحسب الساعات والأيام على أمل الخروج من هناك في أقرب وقت ممكن، أعتقد أن مستشفى الأمراض العقلية غير صحي تمامًا لحالتي، ولا يوفر لي أي علاج أو راحة نفسية، من الظلم أن أبقى هناك كل هذه الفترة. في معظم الحالات التي اضطررتُ فيها إلى دخول المستشفى، كانت حالتي سيئة للغاية، ورأى أهلي أن هذا في مصلحتي ومصلحة علاجي، كنتُ غير مستقر في الخارج، وكنتُ مزعجًا جدًا ومُزعجًا. على أي حال، آمل ألا أعود إلى هناك مرة أخرى.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من خلال النقر هنا
سبب كل اضطراباتي المتنوعة هو عدم وجود علاج فعال ومناسب لحالتي، كل هذا بسبب غباء الأطباء الذين يعتنون بحالتي، أعلم أنه في هذا العالم وفي هذا الزمان، يوجد بالتأكيد علاج فعال ومناسب لحالتي، لكنهم يرفضون تقديمه لي، كما لو أنهم يريدون تركي أعاني. لقد سئمت من تجربة كل هذه العلاجات، وليست لدي رغبة حقيقية في تجربة أي علاج جديد، أنا راضٍ عن أدويتي التي وُصفت لي منذ سنوات طويلة، لمساعدتي على النوم، ولتحسين حالتي النفسية والعقلية قليلاً، إنها مفيدة بعض الشيء، مع أنها ليست شفاءً كاملاً لحالتي، ومع أن هناك علاجات أخرى أفضل.
لا شيء يهمني بقدر راحتي النفسية، لقد برمجت حياتي كلها على الراحة والسكينة والأمان، لا أريد أن أكون فوق طاقتي وإمكاناتي، أعيش وأتكيف مع الحياة في ظل المعاناة التي أمر بها، إنها نعمة من قدير في هذا الزمن أن أمتلك أجهزة ذكية متصلة بالإنترنت والعالم، هذا هو العالم الأفضل بالنسبة لي، فهو يُمكّنني من التواصل والتفاعل، بل والعمل أيضًا، أقضي حياتي خلف شاشاته مستمتعًا بنفسي، ساعيًا إلى خلق شيء جيد ومفيد.
لا يهم كل شيء يحدث، لربما علينا القبول بوتيرة قدرنا، وموافقة حياتنا وكل شيء لأجل راحتنا ومقدورنا وطاقتنا، فلنعش كما نجبر أن نعيش، أو كما نملك ونقدر على أن نعيش، لا نخاف، لا نقلق، فكل شيء سيكون جيد في النهاية، لا ننذهل ولا ننصدم، من كل شيء نواجهه وندركه، فلنكن هادئين وطبيعيين، فهناك الكثير من الأشياء التي ما زلنا لا نعرفها، وليس لمجرد همسة روح من صلب مرض نخاف ونقول نحن مرضى، فهناك الكثير من الأرواح الهامسة، وهناك الكثير من العوالم غير المدركة في حياتنا، أن كان لدينا فضول ورغبة باستكشاف المجهول، فلنكن أقوياء، فهناك تكمن الراحة والسعادة الحقيقية، لا تحزن لأنك لا يمكنك عيش حياة كما يعيشها الأخرين، فكلًا له قدره، أستمتع!