
مرّ أكثر من شهر، ربما، منذ أن توقفت عن تناول دواء مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، لا أدري، في البداية لم أشعر بأي أعراض انسحاب، مع أنني توقفت عن تناوله دفعةً واحدةً وبشكلٍ غير منظم، مع ذلك، في هذين اليومين، أعاني من هواجس مزعجة كثيرة، مصحوبة بصور ذهنية مُلحة، مع استعداد عصبي في جسدي يتوافق مع هذه الهواجس والصور الذهنية المُقلقة، أشعر وكأنني أريد القفز من النافذة، وأشعر بهوسٍ مُزعج، كما لو أنني أضرب رأسي بالحائط، وأشم رائحة الدماء في أنفي، وأشعر بالغثيان، وأشعر بشعور غريب في صداع رأسي، كما لو أنه محاكاة حقيقية لهذا الحدث.
كلما كنت أشرب الكحول نمت بسرعة وأنا ثمل، ولكن دونها، أعاني من قلقٍ لساعاتٍ طويلةٍ في الليل، بفضل قدير، أنام فجأةً، وأستمر في ترتيب المنزل بشكلٍ مُزعج، أتحقق باستمرارٍ وبإلحاحٍ من أن الأبواب مُغلقة وأن الأشياء من حولي مُرتبة وآمنة، كل هذا لا يحدث ربما عدة أيام في الأسبوع، مع نفاد الكحول في المنزل، وأُجبر على التوقف عن تناوله حتى أحصل على نقودي، أسبوعيًا، أذهب لشرائه، لكن حدثت كارثة مع بدء العملية العسكرية ضد إيران، أُغلقت الضفة الغربية تمامًا، فأنا اضطر للذهاب إلى مدينة أخرى لشراء الكحول. لا أدري، عليّ الخروج، ربما أجد سيارات وأسلك طرقًا بديلة، يجب أن أخرج بأسرع ما يمكن.
المهم أن الكحول علاج فعال لفقدان فعالية المرض لديّ، ويمكنني العيش لسنوات دون دواء، طالما أنه متوفر لديّ، وليس أي دواء، بالتأكيد لم أتوقف عن تناول دواء مضادات الذهان ومثبتات المزاج، إنها أدوية خطيرة ومعقدة للغاية، دواء المزاج مستقر في دمي منذ عام، ولا أسمع أصواتًا فصامية، ولا أعاني من أعراض فصامية، لو توقفت عن تناولها جميعًا، لا أعتقد أن الكحول سيكون فعالًا في علاجي. عقلي لن ينام، وقد أفقد عقلي تمامًا. توقفتُ عن تناولها تمامًا في كثير من الأحيان، ولم أنم لأيام، وأسمع أصواتًا كثيرة، عقلي أيضًا يخرج عن طوره، ويبدأ بالحديث مع نفسه، مع هلوسات وصور ذهنية مستمرة، هناك ضوضاء مستمرة في أذني، والإشارة مشوشة، وإذا شغّلتُ مكيف هواء أو مروحة تُصدر صوتًا، فإنها تُصدر العديد من الأصوات الأخرى، ولا يستطيع عقلي النوم، وفي النهاية أجد نفسي في مستشفى للأمراض العقلية.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من خلال النقر هنا
على أي حال، أشعر بالضيق بسبب هذه الهواجس المزعجة، أتجاهلها، لكنها أحيانًا ما تكون مستمرة، وأدوية مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية تُعالجها، وإذا جاءت، لا أشعر بالضيق، بل أتجاهلها بارتياح، ربما عليّ العودة إليه! لديّ مزيج من الأمراض النفسية، وليس دواءً واحدًا فقط، أحتاج إلى ثلاثة أدوية لأستقر، مع أنني أُدرك أن المرض الرئيسي هو الفصام، وإذا عولج الفصام بفعالية، فستختفي جميع الاضطرابات الأخرى.
في الماضي، عشتُ لسنوات عديدة في حالة مستقرة وجيدة دون أي نوع من الأدوية، كنتُ أتناول حقنة موديكيت شهرية فقط، ولم أكن بحاجة لأي دواء، لكن كنتُ أعاني من مشكلة التعب من أي مجهود بدني، حتى لو كان بسيطًا، لكنني كنتُ سعيدًا جدًا، وكان تأثير المشروب على رأسي مختلفًا، كنتُ شخصًا لا يُمكنك تمييزه عن الشخص الذي أنا عليه الآن، يبدو أن الأدوية التي يتم تناولها من الفم، غير فعالة، بدرجة الحقن، ولم أكن إلا فقط حقنة الموديكيت، لم أكن أحتاج لهذا الخليط من الأدوية، ولكنهم في مستشفى الأمراض العقلية مؤخرًا، عودني على خليط الأدوية هذا، ولم يقترحوا علي حقنة، وأنا لا أشعر بارتياح من الخضوع لعلاجات جديدة، فقد سئمت من ذلك.