
في بعض مراحل الفصام التي مررتُ بها، كان هناك جانبٌ من الهوس الجنسي، وعودةٌ إلى مراحل الكبت البدائي، كنتُ أفكّر كثيرًا بالفتيات، وأرغب فيهن، وأن أحظى بقبلاتٍ وأحضانٍ منهن، وأن أُحدثهن عن إعجابي بهن، كانت تلك المراحل مليئةً بالعاطفة تجاه الفتيات من مختلف الأطياف. كانت رغبتي الجنسية في أوجها، رغم أنني متزوج منذ عشر سنوات بعد هذه المراحل، وحياتي الزوجية الحميمة جيدة ومُرضية.
مع ذلك، أعتقد أن هذا الهوس برز لديّ بعد الزواج أكثر مما كان عليه في مراهقتي وشبابي. أتذكر أنني عشتُ لحظاتٍ كثيرة من الشغف الجنسي أثناء تواجدي في القدس مع فتيات يهوديات وفتيات من جميع أنحاء العالم، ومع ذلك لم أقدم على أي حادثة تحرش.
مع ذلك، في تلك المراحل وفي حالات الفصام، تراودني أفكارٌ وسواسيةٌ حول التحديق بالفتيات والرغبة في مغازلتهن أو التحرش بهن بأي شكل من الأشكال. مع ذلك، أُسيطر على هذه الأفكار وأُصدّها، بالطبع، ولا أرتكب مثل هذه الأفعال في مواقف غير لائقة ودون موافقة أو مبادرة من فتيات أخريات، لأن هذا يتنافى مع منطقي وأخلاقي العامة.
مع ذلك، خلال فترة في ذروة انفصام الشخصية وسُكري، في حالة نادرة، كان لدي جارة فلسطينية جميلة ذات أثداء كبيرة ومؤخرة بارزة، لم تكن زوجتي في المنزل، وكان البلد في فترة كورونا، وكانت بمفردها في المنزل، تدخل وتخرج، وظللت أراقبها من الشرفة، أردت أن أكون ودودًا معها وحاولت الإيماء لها، لكنها كانت عاهرة فلسطينية، حدثت كارثة، اتصلت بعائلتها، وتجمع العشرات من الرجال على بابي، يريدون ضربي بشدة، رفضت فتح الباب لهم، اتصلت بالعائلة وأخبرتهم، جاءت دورية شرطة وطلبت مني المغادرة، وذهبت معهم، لكنني أنكرت أنني حاولت التحرش بها. كذبت وأخبرتهم أنني وحدي في المنزل، والمحلات مغلقة، ولا يوجد طعام في المنزل، أردت أن أطلب منها الطعام، وفي النهاية طردوني من الحي بأكمله في ذلك المنزل المستأجر، ولكنني كنت أظن أنني يمكنني الحصول عليها، كان لدي حدس تجاهها، أنها معجبة بي من خلال نظراتها، ولكن لم أحصل عليها للأسف!
هذا جانب من الهوس الجنسي المرضي الذي أعاني منه خلال فترات الانتكاس الشديد، ولكن بالطبع أشعر بأمان وتحسن أكثر من ذي قبل مع كل انتكاسة، ولا يوجد جانب خطير بالنسبة لي، حتى لو حاولت مع تلك الفتاة، معتقدًا أنها ستكون متقبلة وسأحصل عليها، حاولت بشكل مناسب معها، بالطبع!
هناك جانب آخر لي، وهو الهوس الجمالي، أي الاهتمام الزائد بمظهري ووسامة جسمي، في كل الأحوال، أهتم بوسامتي ومظهري، لكن في فترات الانتكاس الشديد، أصبح مهووسًا بهذا الجانب، أستمر في التحديق في كل مرآة، أستمر في تصوير نفسي، أهتم كثيرًا بنظافتي، أخلع ملابسي أمام المرآة كثيرًا، أحب نفسي كثيرًا، وأؤمن بأنني وسيم جدًا، لدرجة أنني أعشق نفسي، وأتبع حميات غذائية صارمة، إذا رأيت أن وزني غير مناسب، وأجوع نفسي لفترات طويلة، حتى أصل إلى مؤشر النحافة، من درجة عالية من السمنة، وهذا يصاحب كل انتكاسة تحدث لي، لكن في فترات الاستقرار النفسي والعقلي، تكون شدة هذا الجانب قليلة جدًا.
هذه جوانب أخرى من الفصام مررتُ بها وما زلتُ أعاني منه، وجوانب أخرى كثيرة أوثّقها في كتاباتي الأخرى. تختلف طبيعة كل انتكاسة حادة عن الأخرى، كل انتكاسة جديدة تحمل معها حالات مختلفة، ليست جميعها متشابهة، ولكن ثمة عناصر أساسية لا بد من توافرها في الانتكاس الجديد.