المصح العقلي التابع للسلطة الفلسطينية
لم أواجه من قبل هذا القدر من الكراهية والشر والقذارة والفساد كما واجهت في مستشفى السلطة الفلسطينية للأمراض العقلية في بيت لحم، نعم أعترف بأنني أصبت بالجنون بعض الشيء وفقدت السيطرة على نفسي وأصبحت مدمناً للكحول وحركتي العقلية غير منتظمة، واستبعادي هناك كان بغرض العلاج، ولكن الفظيع يا أصدقائي ليس أنهم نبذوني هناك لغرض يصب فيما يرون أنه في مصلحتي للعلاج، ولكن الفظيع هو ما واجهته هناك وما سأضعه في ظهر رئيس وزراء السلطة ورئيسها القذر وكل أعضائها العاملين في مؤسسات قذرة مثل هذه، هناك حيث يلجأ المنهكون نفسياً وعقلياً لمواجهة قذارة السلطة الفلسطينية التي تجمع المزيد من الأموال بالتسول والخداع والتعاطف الزائف، والغناء تحت عنوان شعب مظلوم وتحت الاحتلال، فلنذهب لنرى ماذا يحدث هناك من زاوية سرية ونعالجه.
قبل سنة ونصف تقريبا، عندما كنت محتجزا في هذه المصحة لمدة شهر تقريبا، اعتقلتني قوات الأمن، ولم تكن المرة الأولى، بل كانت واحدة من المرات، لم يعطوني الدواء المناسب، وفي بعض الأيام كنت أتناول الدواء وفي بعض الأيام لا، وفي بعض الليالي كنت أجد صعوبة كبيرة في النوم وأظل مستيقظا إلى ما بعد منتصف الليل، وعندما كنت أذهب لطلب المساعدة من الممرضين القذرين هناك، على أمل أن يزودوني بمهدئ لمساعدتي على النوم، كانوا يرفضون ذلك ويصرخون في وجهي ويقولون لي بلغتهم العامية: “روح أنقلع نام” دون أي مساعدة. كانوا يضربون المرضى ويعاملونهم بقسوة ويحرمونهم ويجوعونهم ويحبسونهم في الزنزانة لأيام، يبولون على أنفسهم، ولم تكن هناك مواد صحية للتنظيف، كنت أذهب إلى الحمام وأغسل يدي بالماء فقط، ولم يكن هناك حتى ورق تواليت. هل تصدق أن ما حدث لي وما حدث لهم حدث بالفعل وما زال يحدث!!!
من الأحداث المؤسفة الأخيرة في هذه المصحة اللعينة، منذ شهرين تقريباً، اعتدى الممرضون بالضرب المبرح على مريض متعب منهك نفسياً، ويعاني الكثير من الألم والمعاناة، جاءهم من أهله ربما طلباً للخلاص والمساعدة، حطموه وقلعوا عينه وأعادوه إلى أهله بأنظف علاج نفسي!، تحت رعاية مؤسسات السلطة الفلسطينية القذرة، للأسف يا أصدقائي هذا يحدث ويحدث لنا، وهو أمر روتيني ويومي، ضرب المرضى ضرباً مبرحاً وإهانتهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، ولا يتم الإعلان عن أي اعتداء، بالطبع يتم التغاضي عنه، ولكن ما حدث أن هذا المريض فقد عينه، مما اضطر إلى فضح القضية ونشرها في وسائل الإعلام الفلسطينية، ومن بين مئات الحالات القذرة في هذه المصحة التي لا يتم الإبلاغ عنها، أشخاص متخلفون يطلق عليهم كوادر صحية تابعة للسلطة الفلسطينية.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
إنها مثل مؤسسات السلطة الفلسطينية الأخرى، أفراد منافقون وقذرون، ومؤسسات قذرة وفاسدة، ورشوة ومحسوبية وخيانة، إنهم مجموعة من الناس القذرين في كل مؤسساتهم، حكومة فاسدة وشعب فاسد، وهم بالفعل مفككون وحكومتهم بالكاد قادرة على الصمود، ولا ينبغي تقديم أي دعم لهذا العنصر الفاسد والقذر للتماسك، وأن يكون ذو نفوذ يطالب بدولة معترف بها.. فشل كبير بهذه العقول البشرية القذرة والأرواح الوسخة.