الأمر يتطلب الكثير من الجهد
الأمر يتطلب الكثير من الجهد حتى أكون اجتماعيا وألتقي بالآخرين، أنا في عقلي الباطن مبرمج أن أكون خائفًا من الآخرين، وأتوقع إيذاء الآخرين لي. أحيانًا أخبر نفسي لا داعي للخوف، كن شجاعًا، ولكن لا يمكنني السيطرة على تلك المشاعر الدفينة، بالكاد أستطيع التأقلم، بالكاد أستطيع الخروج، وتدبر شؤوني البسيطة.
أبتعد عن الصداقات الجديدة، دمرت كل صدقاتي القديمة، لا أستطيع تكوين مقابلة اجتماعية عابرة دونما أن أحتسي البعض من الكحول، هناك دائما شك مزعج وانزعاج دائم من الانخراط بين الآخرين، قد يكون سبب هذا يعود لطبيعة الماضي الذي مررت به، أو يعود لكوني شخصًا مصابًا بالرهاب والقلق الاجتماعي.
الخوف يخنقني، بالكاد أستطيع التنفس، بالكاد أستطيع السير على أقدامي بشكل جيد، أتضايق من انفعالاتي الطبيعية، تصبح قهرية، بالكاد أستطيع التحدث، كل هذه يجعلني كالقطة المرتعشة خوفًا.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
أحيانًا لا أستطيع فهم سبب هذا الخوف، فأنا في عقلي الواعي، لا أشعر أن هناك داعي للخوف، وأحاول أن أبرمج عقلي أنني لست خائف، فأنا لست جبانًا لتلك الدرجة، ولكن الأمر بعيد تمامًا عن السيطرة.
أتناول الأدوية المناسبة، التي يقال إنها ستشفي عقلي من كل هذا، بجرعات جيدة، ولكن لا يختفي كل شيء تمامًا، بل تبقى الحالة متأرجحة بين الجيدة وغير الجيدة، تارة أستطيع المقاومة، وتارة لا أريد المقاومة، وأريد الهروب.
هذا أنا على هذه الحال منذ سنوات طويلة، ولم أتأقلم لأكون غير أنا الذي أنا عليه، بل تأقلمت لأبتعد عن كل شيء يسبب لي الانزعاج، ويئست من طرق العلاج والمحاولة، وأدمنت الكحول لفترات طويلة من الزمن، وكلما أستعين في العزلة، كلما لم يتوفر لدي البعض من الكحول.
لدي شخصية خاصة بني في هذه الأيام، تحاول وبعيدة عن أسباب الانزعاج، ولا ترى أهمية في التغيير والمقاومة لما ينحوا نحوا معاكس للحالة التي اعتدت عليها، بدئت أكون عالمي لأحصل على المزيد من السلام والراحة، بعيدًا عن كل هذا وكل العوامل المعاكسة لحالي.
إذا كنت تقرأ هذا وتومئ برأسك موافقًا، فيمكنك أن تفهم ما أقول، فقد انتهيت من مهمتي في هذا العالم منذ زمن طويل على هذا النحو، لم أعد أريد التغيير ولا المقاومة ولا اصطناع شخص أخر، أريد السلام لإنساني فقط، وأريد أن يبقى كل شيء على نحو جيد، وأريد الحصول على المزيد من المتعة المساوية للسلام والراحة لإنساني.
أنا حقًا، لم أعد أهتم ولم أعد أبالي، ولم أعد أريد الحصول على إنسان مختلف، فقد سئمت من كل هذا، وسئمت من المحاولة، ومجابهة الأعراض المرضية.
في هذه الأيام أصنع حياتي من وراء شاشة الكمبيوتر الخاص بي، وأنا مستمتع بهذا، وأريد الحصول على المزيد من الكحول الفاخر، وأريد تعاطي الحشيش الأمن، وأريد الذهاب لأماكن كثيرة وانا ثمل.
تقديري لذاتي غير منخفض، بل تقديري لذاتي جيد وعلى ما يرام، فأنا مستمتع بالعمل من وراء شاشة الكمبيوتر، ومستمتع بما صنعته في حياتي، وأرغب بصنع المزيد، وأعتقد أن كل شيء سيكون جيد في المستقبل.