
كان الأمر صعبًا وقاسيًا حقًا في كثير من الأحيان التي عانيت فيها من الفصام المزمن هو عدم القدرة على النوم لأيام متواصلة، لم يكن الأمر مجرد عدم القدرة على النوم، بل كان ذهني مفرط النشاط ويبذل جهدًا غير طبيعي تمامًا، كان ذهني مليئًا بالضوضاء، مع الكثير من الأصوات داخل رأسي، وأصوات خارجية بالكاد أستطيع سماعها بشكل صحيح، ورنين وطنين في أذني، ومشاهد خيالية أمامي. لم أستطع حتى محاولة النوم، وكانت جميع المحاولات قاسية للغاية، ظللت مستيقظًا ومستيقظًا، وكانت محاولة النوم مزعجة وغير فعالة، كان لدي الكثير من الهلوسة والكوابيس والأصوات والصور الذهنية، والعديد من الأصوات التي استمرت في التحدث معي. شعرت وكأنني في غرفة تعذيب واستجواب مغلقة.
في بعض الأحيان، كان على الخروج، وأنا مستيقظ لأيام، كانت ملامح وجهي غريبة، وبدت حدقات عيني وكأنها على وشك الانفجار، وكان الجميع يحدقون بي، وكان الشعور العام غريبًا. بدا لي أن عقلي يُمدّني بالطاقة اللازمة لأمنع نفسي من النعاس، وكنت أشعر بعطش وجوع شديدين، أتناول كمياتٍ غير طبيعية من الطعام، وظلّ جسدي يُلحّ عليّ بالجوع والعطش، كان الأمر كما لو أن جسدي وعقلي يواجهان حالةً غير طبيعية ونشاطًا ذهنيًا غير طبيعي، لذا كانا يطلبان المزيد من الطاقة. كانت قدراتي الخارقة نشطة، كنت في حالة ذهنية نشطة، تمكنني من الشعور ببعض طاقة الزمن الخارقة والحركة العقلية، أي كانت موجات دماغي في حالة تمكنني من الشعور ببعض القدرات العقلية الخارقة، ولا أعتقد أنها كانت مجرد مشاعر خيالية، مبنية فقط على أوهام الحالة والفصام، كانت هناك أشياء غريبة تحدث حقًا، لا أريد سردها بالضبط، لا يهم، أن الحالة التي كنت أمر بها كانت قاسية، ومن التجارب والاختبارات القاسية والخطيرة، لم أكن على ما يرام، فلا أهمية للقدرات.
كان سبب دخولي في مثل هذه الحالات هو تصاعد الضغوط والمشاكل في حياتي، أو الشعور بالاكتئاب الشديد، أو ظهور انتكاسة مفاجئة، مما يجعلني أعزف عن تناول أدويتي النفسية، وكأني أريد معاقبة نفسي، ومواجهة الضغوط والمشاكل، بالتخلص من جميع أدويتي النفسية، فأتوقف عنها نهائياً دون أن أهتم حتى بالتوقف التدريجي. كنت أعاني من أعراض الانسحاب، وحالتي النفسية والعقلية والعاطفية تتدهور مجددًا. كنتُ مُركزًا وعازمًا على عدم الاستسلام، كما لو كنتُ أُعاقب نفسي، أو بالأحرى، كنتُ أُواجه مشاكلي وكأن التوقف عن الدواء سلاحٌ ضد كل شيء. كنتُ أعتقد أيضًا أن الدواء غير مهم، وأنني قد أعود إلى طبيعتي وأتخلص منه تمامًا، لكنني لم أنجح في التخلص منه أبدًا.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من خلال النقر هنا
عمري الآن 32 عامًا، منذ مراهقتي المبكرة، ظهر المرض، ومنذ ذلك الحين أعيش على الأدوية النفسية، جربت العديد من الأدوية، لكنها لم تكن جيدة، وكثير منها ساءت حالتي النفسية والعقلية، وتسببت لي بأعراض مزعجة. هناك أدوية سيئة حقًا، وأكثر ما أكرهه هي تلك التي تتطلب جرعات كبيرة، وتجعلك تشعر بالنعاس الشديد، وتجعلك تشعر بالجوع الشديد، وتتسبب لك بمشاعر مختلفة وغير طبيعية. ليست كل الأدوية النفسية مناسبة وجيدة، حتى أن هناك دواء تسبب لي في شلل النوم، بالإضافة إلى انقطاع النفس المستمر أثناء النوم، هي لا تشفيك، بقدر ما تنقلك إلى عالم مختلف تمامًا أشد مرضًا واضطرابا ومعاناًة. في بداية تناول الدواء، كنت أعاني مما يشبه التشنجات، وشعورًا بالتوتر الشديد، وقشعريرة، وعدم القدرة على الجلوس ساكنًا، وهي حالة عصبية غير طبيعية. توقفت عن تناول كل تلك الأدوية السيئة في الوقت المناسب، أدويتي الآن تعتبر ممتازة بالنسبة لغيرها من الأدوية.