أنا أبكي وأضحك!
أيهما أصعب وأشد قسوة البكاء بسبب خلل كيميائي في الدماغ. أم لسبب واقعي وحقيقي، حينما أقلع عن مضاد الاكتئاب، ابكي لكل الاسباب، وخصيصا حينما أثمل لا بدا أن أذرف بعض الدموع، وأتأثر بأي موقف، حتى أي نوع من الموسيقى الحزينة تجعل قلبي ومشاعري مرهفة جدا، ولابد أن ابكي، ولكن لو داومت على الدواء، لو مرت أشهر لن أذرف دمعة واحدة، وتصبح الموسيقى ذات الكلمات الحزينة جدا، متعة لي، لا أتأثر بها، لدرجة البكاء، بل أستمتع واردد معها.
لربما الخلل والاسباب الواقعية والحقيقة، لهما نفس مذاق الألم، كله ألم، حتى الخلل اسوء، لأنك بحالة يرثى لها، وحالتك، تثير الألم والحزن والاضطراب والتعاطف.
هذا شق البكاء، لكن هناك شق اخر يحدث معي في بعض الاحيان، وحدثت في عدة مراحل من حياتي المضطربة، الضحك بلا سبب، حتى الشعور بالرغبة بالضحك في المواقف المؤلمة، على هذا السبيل، اتذكر انني حضرت بيت عزاء لبعض الجيران اليهود قبل سنوات، وانا لم أحضر، اي بيت عزاء، ولا احب ان احضر، والدتهم المسنة ماتت، وكانوا يبكون ويلطمون، والأجواء يعمها الحزن والكآبة، شعرت بالرغبة بالضحك، حاولت تمالك نفسي، كثيرا، ولكن لم استطع، فغادرت العزاء على الفور، هذا مثال واحد، ولكن هناك الكثير من الامثلة التي عشتها مع الضحك في حياتي، شبيهة لهذا، حتى لمن يعلم حالة الجوكر في فيلمه في مدينة غوثام الخيالية، كان يعاني من اضطراب الضحك، عشت اشهر اشد من حالته، كانت تصيبني نوبات ضحك في اماكن عامة كثيرة، لكن لحسن الحظ، ان تطور الادوية العقلية في زمني، يعالج اغلب هذه الحالات، فأنا اتعالج مع ادويتي بنسبة كبيرة، ولكن لا شفاء كامل.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا