
كلما شعرتُ برغبةٍ في السعال، أو كلما كنتُ حساسًا لسعال الآخرين، أو تأثرتُ بهم، أو لم أستطع الغناء، أشعر برغبةٍ مُلحةٍ في السعال، كما لو أن شيئًا عالقًا في حلقي. أعتقد أن هذا بسبب الفصام الذي أعاني منه، وبسبب الأدوية التي أتناولها، فالفصام والأدوية تؤثر على مشاعري أو انفعالاتي الطبيعية. وكثير من المشاعر الفصامية المتنوعة التي تنشأ حسب حالات الاختلاط بالآخرين، مثل عدم القدرة على الكلام، الرعشة، عدم القدرة على التوازن عند المشي، الرغبة في القيام بأفعال قهرية مختلفة، مثل عض شفتي، ولمس شعري، ولمس أنفي، وعدم القدرة على النظر في عيون الآخرين، وعدم القدرة على تحمل تحديق الآخرين بي، جميع هذه الأعراض لا تطرأ وأنا وحيد، بل حينما أختلط بالآخرين. أيضًا مشاعر الخوف التي تصاحب كل هذا، هناك خوف مدفون في داخلي، عميقًا في عقلي الباطن، لا أستطيع السيطرة عليه، فهو يتحكم بشكل لا إرادي في مشاعري وعقلي.
يُفترض أن تكون الأدوية النفسية التي أتناولها درعًا واقيًا من هذا المرض، لكنها لا تُجدي نفعًا على الإطلاق. إنها تُهدئني وتُساعدني على النوم، وتُقلل من تكرار الأفكار الوسواسية في ذهني، وتُزيد من تركيزي، وتشفي عقلي قليلًا من الفصام، فهي تمنع ضجيج الأصوات في رأسي، وتجعلني أستمع بشكل جيد للأصوات في المحيط، ولا تجعلني أشعر بالانزعاج من الضجيج، وتوليف الأصوات في رأسي، أي تقدم بعضًا من المساعدة، لكن لا تقدم العلاج المرجو. ناهيك عن أن هذه الأعراض التي أعاني منها قد لا تكون جزءاً من المرض نفسه، بل هي نتيجة للآثار الجانبية للأدوية النفسية التي أتناولها، أي أن هذه الأدوية تعالجك من جوانب وتجعلك آلة مريضة من جوانب أخرى.
المدهش هو أنه عندما أشرب الخمور، تختفي كل هذه الأعراض من ذهني وجسدي، أعود إلى طبيعتي تمامًا، مما يجعلني أتساءل: لماذا لا تُستخرج من الكحول القيمة العلاجية التي يشعر بها المرضى أثناء تناولهما إياها؟ وقد تكون العديد من أنواع المخدرات تساعد في علاج الكثير من الأمراض العقلية والنفسية.
هذا هو أحد الأدوية النفسية الأحدث التي كنت أتناولها مؤخرًا، ولكن هناك بعض الأدوية التي هي سيئة حقًا، والتي تجعلك تشعر بحالات مزاجية غريبة، وتجعلك تشعر بالغرابة بشكل عام، وتجعلك تشعر بالجوع الشديد، وتجعلك تبقى نائمًا، كما لو كنت في عالم آخر، وكما أنك لست أنت، ولا تطاق، تناولتها قديمًا بفترات قصيرة، وتركتها.
على أي حال، لم أعد أرغب في تجربة أي أدوية جديدة. لقد اعتدتُ على هذا الوضع، وكلما شربتُ الخمور، وتركت تفتح أمامي فرصًا كثيرة لتجربة أدوية جديدة، لكنها جميعها تضرّ بي.
كتذكير، لقد توقفت عن تناول كل هذه الأدوية في مراحل مختلفة من حياتي، ولم أكن هذا أنا الذي أتحدث عنه، ولم أعاني من هذه الأشياء المماثلة، ولكن كنت أعاني من حالات وأعراض مختلفة، وتخلصت من كل هذه الحالات والأعراض المذكورة، لكنني لم أستطع العودة إلى النوم، وبدأت أفقد استقراري العقلي والنفسي بطريقة أخرى، مما يوضح أن الأدوية هي سبب رئيسي في العديد من الحالات التي أمر بها في الأوقات الراهنة، وأن المرض ذاته شيء والمرض الذي تخلفه هذه الأدوية شيء أخر تمامًا.