
لم أعد أبكي، بالكاد أضحك، بكيت كثيرًا غير أبه بشيء، ضحكت كثيرًا غير أبه بشيء، مشيت في الشوارع والأزقة أذرف الدموع دون حسيب ولا رقيب، أشعر أحيانًا بالخجل من أن يرى الآخرون دموعي، ومع ذلك بكيت لا مبالي، هلوست كثيرًا، بدون مضادات الذهان، بكيت كثيرًا، بدون مضادات الاكتئاب. طغى الفصام على كياني، كانت لحظات مؤسفة وممتعة في نفس الوقت، أحتاج إلى بعض الجنون أحيانًا، أحتاج إلى بعض فقدان السيطرة، أحتاج إلى التحليق في عوالم الخيال والجنون، أحتاج ذلك حقًا.
في ضوء هذا الوضع الصعب في البلاد، ليس من الآمن بالنسبة لي الدخول في حالة من الجنون، لا يمكنك التنبؤ بمكان وجودي وإلى أين سأذهب، ولا يمكنك التنبؤ بحركتي العقلية المضطربة، إذا جننت، يسيطر الجنون على جميع جوانب حياتي. أنا لست خطيرًا بقدر ما أنا مستمتع وسعيد ومذهول في عالم الخيال والجنون، لكن حركتي الذهنية تبقى خطيرة، لا أبالي بالخطر ولا أشعر بالخوف، وقد أدخل إلى أماكن لا يسمح لي بالدخول إليها أو الذهاب إليها، وهذا يشكل بعض الجوانب الخطيرة في حركتي، وقد يؤدي إلى الأذى لي.
ربما أحتاج إلى القليل من الجنون، ربما أحتاج إلى التوقف عن تناول جميع أدويتي النفسية، فهي ما يمنعني من الجنون، وهي ما يمنعني من البكاء، وهي ما يمنعني من الضحك والهذيان، وهي ما يسبب لي مشاعر سيئة من الاكتئاب المنظم والمسيطر، فهي تغمرني بشعور عدم الراحة، وتسبب لي اكتئاب من نوع أخر.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من خلال النقر هنا
في الماضي، مررتُ بلحظات جنون وارتباك كثيرة، وكنتُ أمتنع عن تناول جميع أدويتي، وأكتفي بشرب الكحول، وكان ذلك يُسعدني ويُمتعني. كنتُ أنام سكرانًا، وأهذي كثيرًا، وأضحك كثيرًا، وأحيانًا أبكي قليلًا، كانت مشاعري حساسة للغاية. أعتقد ضمنيًا، بناءً على تجاربي السابقة في حياتي المضطربة وتلك الأوقات، أن الوضع سيكون أكثر تحكمًا وأمانًا من ذي قبل.
ربما أحتاج إلى تجربة جديدة، هذا ما أحتاجه وأريده، أحتاج إلى العبث بأدويتي النفسية، والتخلص منها، ربما تكون أدوية سيئة، وليست الأدوية المناسبة لي، لهذا السبب أشعر بالسوء تجاهها، وأشعر أنني يجب أن أرفع عبء هذا الروتين من روحي وعقلي، أحتاج إلى تجربة جديدة، ممتعة ومجنونة، أحتاج حقًا إلى التغيير.
آه كم أشتاق إلى الأيام الخوالي، أشتاق إليها بشوق شديد، الوضع سيئ في روحي وعقلي وفي كل مكان في هذه الأرض، الشعور العام سيء، الوضع غير آمن في كل الأراضي، لا توجد حرية حركة، وأنا ممنوع من ارتياد الأماكن القديمة التي كنت أرتادها، أفتقد تلك الأيام حقاً، وأفتقد فترات جنوني واضطرابي.