
لا يمكن تفسير كل شيء في وجودنا في هذا العالم، من بداية كل شيء إلى بعض الظواهر غير القابلة للتفسير. بصفتي ملحدًا، أحاول الوصول إلى أقصى تفسير ممكن للأشياء، وأطرح بعض الاحتمالات، وأنكر بعض الاحتمالات لأنها غير صحيحة أو ربما توجد احتمالات أخرى أفضل منها.
كثير من الأشياء لا يمكن تفسيرها بوضوح، مثل أصل الوجود، كيف جاء الوجود من العدم، ما هي البداية، هل هناك حتمية للنهاية، كيف كل هذه الدقة في هذا الكون، وكيف هذه الدقة في الكائنات الحية، وأشياء أخرى مثل الوعي، والأفكار، والمعجزات، والمصادفات… الخ.
هذه هي حقيقة وجودنا في هذا العالم الواسع، نحن لا نعيش مع تفسير لأغلب الأشياء، ولا نعرف إجابة كل شيء، ولو عرفنا كل شيء فلن تكون هناك حاجة لنا للتعلم والاستكشاف، لم تعد هناك حدود، ولا مزيد من الاكتشافات المذهلة، ولا مزيد من الاكتشافات التي تدهش العقل.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
أعتقد أن حالة العالم في الوقت الراهن هي الأفضل بالنسبة لنا، لو أننا جميعا نعرف كل شيء بالفعل، فسيكون هذا أفضل ما يمكننا فعله، ولن تكون هناك حاجة لاكتشاف المزيد من الأشياء، هذه الفكرة خالية تماما من الأمل في أن نعرف تفسيرا لكل شيء.
إن المؤمنين بوجود الله عندما يعجزون عن تفسير شيء بشكل مباشر فإن التفسير يكون سحرياً وينسبونه إلى الإله الذي يؤمنون به وهذا خطأ، إذا كنا لا نعرف تفسير بعض الأشياء، فليس من الضروري أن ننسب هذه الأشياء إلى الله.
لا يوجد مانع في عدم معرفة التفسير لبعض الأشياء، يوجد العديد من الفجوات في معرفتنا نحن البشر تجاه هذا العالم، لسنا بحاجة لملء هذه الفجوات بهراء غير منطقي ولا يستند لأي دليل ملموس ومخلوقات سحرية كالله.
قد لا نتمكن أبدًا من تفسير كل شيء الآن، أو حتى في المستقبل القريب أو البعيد، وعلينا ببساطة أن نتصالح مع هذا. إن المؤمنين الذين يطرحون أسئلة لا إجابات لها، وينسبونها إلى الإله الذي يؤمنون به، لم يشككوا في أي شيء بشأن معتقداتهم، ولم يفكروا فيها على أي مستوى حقيقي ذي معنى.
إذا اعترفت بأنك لا تعرف، فلا يزال بإمكانك البحث عن الإجابات، إذا اعترفت بأنك لا تعرف اليوم، فربما تعرف يومًا ما.
في الحالة الراهنة التي نعيشها في هذا العالم، من الجيد أن نرضى بالأمل والدهشة والغموض الذي يملأ الفجوات بما لا يمكن تفسيره، وأن نحذر من الانجراف وراء الأوهام والتفسيرات الخاطئة التي لا تستند إلى أدلة موثوقة. ومن الجيد كملحد أن تعترف بأننا لا نستطيع تفسير كل شيء وأن يقبل هذا بسلام، وأن يأمل في أن نتمكن في المستقبل من العثور على إجابة للعديد من الأشياء التي لم نكن نستطيع تفسيرها.