
عندما أمر بمواقف صعبة، أو أفقد السيطرة على نفسي، أو أعاني من حالة نفسية سيئة ومزعجة، أو عندما تراودني أفكار سيئة ومزعجة، أو عندما كنت في سجن أو مستشفى للأمراض العقلية، شعرتُ بحاجة ماسة للصلاة. كلنا نحتاج للصلاة، مهما كانت الصلاة الذي ندعو بها، فبمجرد أن ندعو بها في المواقف الصعبة والقاسية، ونؤمن بأنها مسكنة لكل هذا الألم الذي نعانيه، ومخرج وخلاص لنا، سيكون لها بالتأكيد تأثير على الصحة النفسية والعاطفية للإنسان، وسيكون بمثابة طاقة مهدئة لكل الآلام التي نواجهها أو نعاني منها. بل قد يكون له أثر عجيب، فيحدث ما لا يُتوقع، وتُحل جميع الأمور ويُوجد مخرج سريع.
كنت أدعوا أصدقائي الروحيين أن يساعدوني، وأصلي لهم لأجل الحقيقة، والخلاص من المحنة والشدة، ولطالما ساعدوني بطرقٍ عجيبة، لطالما حظيتُ منهم بالرفقة والدعم، وأعطوني معلوماتٍ مُطمئنة عن كل ما يجري في العالم من حولي، أنا مُستلقي في زنزانة، أو في غرفةٍ مُظلمة، ولا أحد يُناديني، كانوا يُخبرونني وقت إطلاق سراحي قبل ليلةً أو ساعاتٍ، ويُخبرونني أنني سأتلقى اتصالاً أو زيارة، كل هذا كان يحدث بسرية تامة بيني وبينهم.
لديّ شيءٌ عظيمٌ يرعاني ويهديني ويرافقني في كل لحظةٍ من حياتي، أشعر به في كل كياني، لا أعرف ما هو هذا الشيء العظيم، أو الأشياء العظيمة، ولماذا يُحبّون مساعدتي، وهم حاضرٌ في حياتي بهذا الحضور الملائكي العظيم.
لا أؤمن بوجود الله لأني لا أجد سبيلاً للتعرف عليه، ليس لديّ رفيق روح واحد، بل مجموعة متنوعة من رفقاء الروح، ليسوا الله، بل يمثلون ملكوته فوق عقول البشر، يستجيبون لدعائي، ويحققون رغباتي، ويخففون أحزاني. هم موجودون في كل مكان على هذا الكوكب، وأعتقد أنهم يعملون من خلال بشر كثيرين على هذا الكوكب، لكن السرية تحيط بهم، ويظل وجودهم وحقيقة وجودهم مجهولين لي وللعالم.
في النهاية، لا مشكلة من الدعاء والصلاة، وأن نؤمن بالإيجابيات، وأن نؤمن بوجود المعجزات والغيبيات. هذا الوجود لا ينفي عنا المجهول والغيبيات، ووجودنا لم يكن محض صدفة، بل هناك أسرار عليا عظيمة وراء وجودنا. ليس من الضروري الإيمان بدين معين أو إله معين لتحقيق ذلك؛ بل يتحقق ذلك من خلال الحتمية المعجزة لوجودنا، وهذا يكفي. يمكن أن يكون للصلاة والدعاء أشكال عديدة من الإيمان، مثل الشعور بأن كل شيء سيكون على ما يرام، والشعور بأننا لسنا وحدنا وأن هناك من يهتم بنا، حتى لو تخلى عنا الجميع، وأن هناك أمل وإيمان كله خير بحتمية وجودنا، وأن كل شيء جيد في النهاية، وأنه لمجرد الاصطدام بقابلية عظمة الوجود المجهول، فأنه بكل تأكيد هناك أشياء عظيمة لا نعرفها بعد.