
الآخرون ليسوا أفضل ولا أقوى مني، لكنهم لا يشعرون بشيء مما أشعر به، ولو شعروا بجزء بسيط مما أشعر به لما راهنت على نجاة الأغلبية منهم. هناك أناس أقوياء لأنهم أصحاء، وليسوا أقوياء بما يكفي لحملهم فوق أنفسهم.
كنت أظن أن الفصام مشوب بالتشويش والتشويه، فيبتعدون عنه بصورة أخرى بعيدة كل البعد عن صورته الحقيقية، ليس من أجل نجاة مرضى الفصام أنفسهم، بل لحماية الأمن العام واستقرار أفراد المجتمع الذي يعيشون فيه. يسعون لحماية الآخرين منا قبل أن يسعوا لحمايتنا. يرسمون صورة للجماهير بعيدة كل البعد عن الحقيقة، وأنا أعلم جيدًا ما يجري، وما يكذبون بشأنه.
في الحقيقة، هناك مرض يصيب جميع أفراد المجتمع، قابل للتأثر. كل الناس معرضون للإصابة بالمرض، ويضطرب الجميع، وتأخذهم أفكارهم إلى حيث لا أمان يحفظ استقرار نفوسهم وعقولهم. أنا أفهم الطبيعة البشرية جيدًا، وأفهم إلى أين يمكن أن تؤدي، وهم يفهمون هذا.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من خلال النقر هنا
الخطر لا يقع على المرضى أنفسهم أكثر مما يقع على بقية المجتمع. هكذا كان الحال في أوقات كان يُضطهد فيها المرضى العقليون وينبذون. أي شيء يزعزع الأمن العام للأفراد والمجتمع كان يُنبذ، مع عدم القدرة على التعامل معه. ربما يعاملوننا هذه الأيام بشكل أفضل، لكنهم يعملون خلف الكواليس ضدنا. الخوف من عامة الناس يأتي قبل الخوف من المرضى أنفسهم.
بالمناسبة، هناك أعراض لدى مرضى الفصام خيالية وغير واقعية. يزعمون أن هذه الأعراض جزء من التشخيص الحقيقي لحالتهم، لكنها ليست حقيقية. إنهم يأخذونهم إلى زاوية مختلفة من الواقع. كما أوضحت أعلاه، من الأفضل المبالغة في طبيعة المرض واختراع وسائل لتفسير المرض بطريقة تخدم الأفراد والمجتمعات للحفاظ على استقرار الأمن العام لعقول هؤلاء الأشخاص. أي أن على الجميع أن يفهموا أننا مرضى للغاية، وأن كل ما نعالجه في هذا العالم وهمي ويرجع إلى الخيال والوهم.
في النهاية، لا تتحمل أي نفس فوق طاقتها، وليس كل إنسان قادرًا على تحمل هذا العبء، وليس كل إنسان قادرًا على التحمل، وليس كل إنسان مستعدًا للتعايش مع مثل هذه الأمور. لا أحد يُمجّد طبيعته وقدرته على التكيف مع العالم من حوله، لأنه لا يشعر بما نشعر به!