
الحقيقة بطبيعتها قد تكون صعبة للغاية، وهناك العديد من مجالات الحقيقة في العالم من حولنا، ولكن هناك مكان بعيد تتوقف فيه الحقيقة، هناك حيث بدأ كل شيء وجاء كل شيء، هناك حيث حدث ما يسمى الانفجار الكبير وما جاء قبله، كيف جاء شيء ما أو كيف كان شيء ما من لا شيء.
هذه المسألة هي حقيقة أساس الوجود، بلا علم، مجرد افتراضات واحتمالات، ولا نستطيع أن نعرف شيئاً عن هذه المسألة، فنحن نزعم أن الله هو كل شيء، وهو الذي كان قبل كل شيء، ومنه انبثق كل شيء.
هذا المسألة تجعلك تشعر بصدمة التوقف عن التفكير، وهذا المسألة افترضت الله كأساس لكل شيء، هناك ادعاءات بأن الله هو أساس كل شيء وهو الأول والنهاية، وأن فلسفة الله الحقيقية تكمن هناك عند هذا الحاجز.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
إن الله غير قادر على الإجابة عن حقيقة أنه كل شيء، من أين جاء الله وكيف جاء من العدم؟ لا أحد يستطيع الإجابة عن هذا السؤال، وعندما نتأمل فكرة الله في هذا الحاجز نعود إلى نفس السؤال الذي يتوقف عنده كل شيء.
نحن غير قادرون على إدراك كيف أن الشيء كان وجاء من لا شيء، فمن المنطقي أن نستنتج أننا لا نستطيع حقًا معرفة أي شيء بخصوص هذه المسألة على وجه اليقين.
المشكلة أن الناس انطلقوا من حاجز هذه المسألة لأمور كثيرة تحاول الاعتماد على حقيقة هذه المسألة، وضاعت الحقيقة في كثير من الادعاءات، وبدأنا نخوض في أبعاد كثيرة من الحقيقة فيما يتعلق بحقيقة الإسناد، ولكن في الحقيقة لا أحد يعود إلى حقيقة مسألة حاجز الحقيقة الأقصى حقيقة الوجود.
في البحث عن الحقيقة لا نجد أحداً مرتبطاً بمسألة الحاجز النهائي للحقيقة، كلها افتراضات وادعاءات وأساطير وأكاذيب، ولا أحد يعتمد على الحقيقة وراء الحاجز النهائي لقضية الوجود، قضية الحاجز النهائي تبقى مجهولة بالنسبة لنا نحن البشر ولا أحد مرتبط بها حقاً.
إن الأديان والأشخاص الذين يدعون وجود الله وأنهم على وحي منه، الله الذي هو كل شيء وسبب كل شيء، هم لا شيء من الحقيقة، وأن الله الذين يدعون أنهم على صلة به مجرد كذبة لا وجود لها أو لا علاقة لها بأي من هذه الأديان أو الأشخاص.
إن حقيقة مسألة الحاجز الأخير أمام حقيقة الوجود هي حقيقة ظلت غامضة عبر العصور، وإلى يومنا هذا لم يرتبط أحد بهذه المسألة في كل وجود الإنسان، ولا في وجود أي كائن آخر على هذا الكوكب أو حتى في كل هذا الوجود لربما.
إن كون الشيء قد وجد أو أتى من العدم يبدو وكأنه أمر سحري، وكأنك تظن أن الشيء قد أتى لأن شيئاً قال له كن فيكون من العدم. والصدمة التي أحدثتها هذه المسألة في حدود التفكير هي من أبرز الأسس التي استند إليها افتراض وجود الله.
في الواقع، إن افتراض وجود الله يقودنا إلى نفس المسألة. فقد نتساءل كيف جاء الله، ومن أين جاء الله، وكيف يكون الله البداية والنهاية، وكيف خُلق الله من العدم. في الواقع، إن الله مجرد افتراض بشري من خيال البشر، وليس هناك حقيقة تؤكد وجوده.
هذه المسألة تفتح لنا باب الأمل، وإيجاد الراحة والسلام مع وجودنا، لأننا لا نعرف سبب وجودنا وسبب الوجود، لا يعتبر أمراً محبطاً، بل على العكس يعتبر أمراً إيجابياً، يزيد من أملنا بحقيقة وجودنا، وأن كل شيء خير في النهاية، لمجرد أننا نجهل سر الوجود، فكل شيء سيكون جيد في النهاية لربما.
في النهاية، في سر الوجود ووجودنا راحة وسلام، وهناك أمل بشيء عظيم سيكون وراء هذا السر، هناك أشياء عظيمة تنتظرنا نحن البشر وكل المخلوقات الأخرى على الكوكب والوجود، هذا الوجود المعقد والمجهول لابد أن يكون فيه شيء رائع قد ندركه في إحدى مراحل وجودنا، قد يكون وجودنا الحالي أحد المراحل، وهو ليس نهاية كل شيء. فقط لأننا غير قادرين على إدراك سر الوجود ووجودنا، هذا يعني بالتأكيد أن هناك شيء جيد لنا في النهاية أو في إحدى المراحل، والنهاية التي ندركها ليست النهاية الحقيقية، هناك نهاية أخرى لنا جميعًا، وقد نحصل على وعي مختلف عن وعينا الحالي، وندرك الكثير من الأسرار وراء الوجود ووجودنا.