النوم الأخير: لا وجود للخلود

النوم الأخير: لا وجود للخلود

قضية الخلود قضية مجهولة وغير مؤكدة، ولا يوجد دليل على بقاء الروح بعد موت الجسد أو انتقالها لمكان آخر، قد تكون النهاية هي النوم الأخير إلى الأبد، لا وجود لبقاء الروح الخالدة.

هل فكرة الخلود منطقية؟ وهل نحن حقًا ينبغي لنا أن نرغب فيه؟ هل الخلود رغبة فطرية سليمة؟ أعتقد أن الخلود من أوهام وخرافات الإنسان، ولا وجود له في واقع الأمر، أن الأمر ببساطة هو النوم الأخير للجسد إلى الأبد، لا وجود لحياة آخرة ولا عبور للروح ولا حتى استنساخ الأرواح.

لا تبدوا فكرة الخلود مستحبة للجميع، ولا تبدوا أنها رغبة حقيقية تعبر عن رغبة الإنسان بشكل صحيح، تخيل بعد أن تظن أن حياتك انتهت بعد أعوام طويلة، ولا بد لك من مواجهة الموت الوشيك، تجد نفسك مستيقظ في مكان آخر، وحياتك لم تنتهي بل أنها مستمرة، قد لا تكون فكرة مستحبة للجميع.

يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا

قد نشعر بالقلق من أن يحين أجلنا مبكرًا للغاية، ولكن أعتقد أنك ستنسجم مع حتمية الموت الأبدي، حينما تكون قد أنهيت سنوات طويلة من عمرك، وفقدت الكثير في هذه الحياة، أظن أنك ستتقبل فكرة الموت ومغادرة العالم إلى الأبد بشكل أفضل.

الحقيقة الوحيدة التي نملكها كبشر في هذا العالم هي النوم الأخير أو الموت الأبدي، وأن لا شيء آخر بعد ذلك، وكل الآمال والتصورات خرافات وأساطير من خلق الإنسان بلا حقيقية صحيحة، فالحقيقة أن كل شيء ينتهي بموت الجسد.

قد يكون العيش لفترة أطول من اللازم من المخاوف الكبرى لدى الكثير من البشر، فهناك أمراض الشيخوخة الصعبة، والجسد المنهك، الذي لا يشعر بلذة الحياة، بل يعاني معها، وقد يكون الموت المبكر في بعض الحالات نعمة، كالذين أصيبوا بأمراض مزمنة ولم يعودوا قادرين على القيام بأبسط المهام ويعانون من آلام شديدة.

حينما يتحدث الناس عن الخلود، فأنهم في واقع الأمر يتحدثون عن العيش إلى الأبد في حالة مثالية من الصحة الجيدة، ولكن هذا لا يعني أن الخلود مستحب ومقبول، ففكرة أن الحياة ستستمر إلى الأبد، ويمنع علينا مغادرتها، فكرة غير مستحبة، اللحظة التي تصبح فيها الحياة أبدية وإجبارية هي اللحظة غير المقبولة، فكرة الأبدية فكرة مملة، ولا تصلح لنا نحن البشر.

لا يوجد هناك سبب منطقي أو مؤكد للاعتقاد بأن جزءًا منا سيستمر بعد الموت، فالحقيقة النهائية هي النوم الأخير أو الموت الأبدي، ولا أحد يستطيع أثبات شيء آخر.

يجب علينا أن نتصالح مع فكرة عدم وجود حياة آخرة، وعدم وجود خلود، وأننا لابد لنا يومًا ما أن نغادر هذه الحياة، وأن نموت إلى الأبد، إذا كانت هناك حقيقة غير هذه الحقيقة، نحتاج لمعرفتها وأن يبينها لنا أحد على أنها حقيقة حتمية.

Loading

إذا كنت تحب ما أكتبه وترغب في دعم عملي، فيمكنك المساهمة من هنا

أبو آرام الحقيقة

أنا أكتب الحقيقة.. بداية من كل شيء نهاية لكل شيء يحدث.. وأكثر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *