الحقيقة بعيدة المنال

ما تزال الحقيقة بعيدة المنال، من القضايا الكبرى إلى القضايا الصغرى، البحث عن الحقيقة في غابة الأسئلة الكبرى في الحياة تبدو وكأن الإجابات تريد البقاء مستترة، لا يمكننا معرفة سر الوجود ولا بعض القضايا الوجودية الأخرى.
الصادم أن هناك من يدعي أنه ينتمي إلى الحقيقة دونما أي أساس مثبت، يدعون وجود الله وأن الشيء جاء من لا شيء، يدعون التواصل مع الله، ويدعون أن الأنبياء والرسل الذين يؤمنون بهم هم على تواصل مع الله، بلا أي دليل صحيح يستند إليه.
يسندون القضايا المجهولة إلى شيء لا يمكن التأكد منه، أي أن الجهل يسند إلى سبب مجهول، لا يمكن التأكد منه، لا وجود يقين لوجود خالق ما، ولا وجود ليقين لصحة الادعاءات المقدمة، يقدمون الادعاءات بلا أي دليل.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
كيف نعرف أن الله سبب كل شيء؟ وكيف نعرف أن الله حقًا موجود؟ وكيف نعرف أن الأنبياء والرسل ادعاءاتهم صحيحة؟
لا يمكننا افتراض أن الله الخالق المجهول هو سبب كل شيء، ولا يمكننا معرفة وجوده من عدم وجوده، لأننا نجهله. ولا يمكننا معرفة أن الأنبياء والرسل فعلاً على تواصل مع الله الخالق، ولا يمكننا تأكيد ادعاءاتهم.
لا يمكننا معرفة وجود كائنات أخرى غيرنا في هذا الكون والكوكب، بشكل مؤكد للجميع، هناك كائنات تلامس أرواحنا البشرية، وتهمس في عقولنا، ونشعر بوجودها، ولكن لا يمكننا معرفة حقيقتها، وهي ترفض رفضًا قاطعًا التعريف بوجودها والتعريف بنفسها بشكل حقيقي.
لماذا يصر بعض البشر أن المعتقدات التي ينتمون لها ويتشبثون بها هي جزء من الحقيقة الوجودية، وهم على ثقة وإيمان تام بوجود الله وأن الذي يتبعونه هو الحقيقة والحق، رغم كل شيء يشير لعدم مصداقية ما يثقون ويؤمنون به، إلا أنهم يزالون يتشبثون به.
أن أولئك الذين ما يزالون يتشبثون بمعتقداتهم وإيمانهم بلا ركيزة دليل صحيح، تحيطهم العديد من علامات الاستفهام، توضح أسباب تشبثهم بما يثقون ويؤمنون، ولا أهمية حقيقية لما يثقون ويؤمنون، فهم ليسوا على الحق والصواب.
لا وجود لحجة حقيقية يرتكز عليها أمام الأسئلة الوجودية الكبرى، ولا يوجد إجابات واضحة، نحن لا نعرف، حقًا عندما يتعلق الأمر بهذا، نحن لا نعرف، ولا يوجد أحد يعرف رغم أنه يدعي أنه يعرف.
أن الواقع الذي نعرفه يعتمد على شيء يتجاوز فهمنا الحالي، ولا أحد يستطيع تحديد أبعد من فهمنا الحالي، إلا بافتراضات بلا أدلة كافية يستند عليها.
لطالما حاولت السعي وراء الحقيقة، وتعلم أشياء جديدة طوال الوقت، وتجردت لأبعد الحدود أمام الحقيقة، ولكنني لم أجد الكثير من الحقيقة، الخيوط قليلة لأجل الحقيقة الكبرى، وحتى بعض الحقيقة الصغرى.
لم أجد شيء أفضل من أن أعرف عن نفسي كشخص ملحد، ولدي العديد من الفلسفات المرتكزة على الفلسفات الإلحادية البحتة، وأنا منفتح دومًا على احتمال وجود إله، وأننا نحتاج لتجاوز حدود فهمنا الحالي لمعرفة الحقيقة.
في النهاية، لا تؤمن بشيء بلا أدلة كافية عليه، وكن متجردًا ومنفتحًا أمام الحقيقة، وأعلم أنك لا تعرف، والجميع ببساطة لا يعرف، والعالم مليء بالهراء المتنوع من المعتقدات والفلسفات دونما أي أدلة كافية يرتكز عليها، وأعظم طريق للحقيقة هي الفلسفات الإلحادية المتنوعة في هذا العالم، يمكنك إيجاد سبيل للسعي وراء الحقيقة من خلال الإلحاد.