الحب والخير ينتصر في النهاية على الشر
أنا شرير جداً، لأن حياتي كلها شريرة، لأن العالم كله شرير، هل أنا شرير حقاً؟! أنا لست شرير دائماً، ولا أستطيع أن أستقر وأشعر بالسلام الدائم، وأنا أجسد شخصية الشر التي في أعماقي، لا أستطيع أن أتحمل الشر، كثيراً، لا يوجد سلام أو انسجام في ثبات الجانب الشرير بداخلي طوال الوقت، هناك روح شريرة نائمة في أعماقي، تستيقظ من وقت لآخر، وتحاول السيطرة علي، كلما كنت في حالة جيدة وفي سلام داخلي.
هذه الروح الشريرة تغار مني في المقام الأول، وتهدف دائماً إلى إيقاظ الوحش الشرير الذي يكمن في داخلي، ولا تتحمل رؤيتي في سلام وانسجام مع عقلي وروحي ونفسي.
هل يمكن لهذا الوحش الشرير أن ينتصر علي، ينتصر أحياناً، لكنني لا أسمح له بالانتصار علي، ولا يمكنه الانتصار على إنساني المحب والمسالم.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
أعتقد أن الإنسان الحقيقي، لا يمكن أن يكون شريراً طوال الوقت، فكيف يمكن للإنسان الشرير أن يعيش حياته وهو شرير؟! تخيل أنك تعيش كل يوم من أيام حياتك وتذهب إلى النوم وأنت منغمس في الشر، في الأصل نحن كائنات عاطفية ومحبة، ولدنا على الحب والعاطفة من رعاية الأم إلى رعاية الأسرة، ولدنا ونشق طريقنا للبحث عن الحب والحصول عليه، كلنا نسعى إلى الحب.
هؤلاء الأشرار هزمهم الوحش الداخلي، ذلك الوحش الشرير الذي جعل هذا العالم شريرًا، هذا العالم الظالم والصعب والمأساوي، يجعلك شريرًا، ولكن إذا لعبت الدور، فسوف يدمرك في النهاية، في النهاية يدمر الأشرار أنفسهم.
هناك الكثير من الشر في أعماقي، وفي حياتي، وكم أبدو صغيراً، لأستقبل كل هذا الشر في أعماقي، كانت الحياة شريرة وقاسية معي، من جميع الجوانب، وأعطتني روحاً شريرة للغاية، بداخلي، لكنني لم أسمح لها بالانتصار عليّ، وتحويلي إلى شخص شرير وتدميري.
قد يختلف معي البعض أن الإنسان في الأصل كائن محب، بل الإنسان شرير بطبعه، ولد في عالم قاس، وتعلم أن يكون خبيثًا وماكرًا وشريرًا، ومعظم الناس أشرار، نعم الجانب الشرير ينتصر على معظم الناس، إنهم كائنات ذات غرائز عديدة تغذي الشر، وهذا العالم شرير وقاسٍ، لكن الغرائز الشريرة لا تستطيع البقاء والخلاص، كما قلت، الشر يدمر الشخص الشرير في النهاية، والغرائز التي تغذي الحب والخير والعواطف الحنونة، هي التي تنتصر في النهاية لأن الإنسان لا يتحمل الاستمرار في كونه شريرًا في حياته، والأشخاص الأشرار يدمرون أنفسهم في النهاية.
لا حياة بدون سلام وحب وعواطف حنونة، أنهن غذاء البقاء والخلاص في النهاية.
الحب والعاطفة والغرائز التي تغذي الحب هي التي تسيطر على الإنسان وهي وقود البقاء بسلام وأمان وهي وسيلة بقاء الإنسان والعالم، لا يمكن للشر أن ينتصر، فالشر يدمر نفسه في النهاية، حتى وإن أضر بالعالم وأذى الآخرين، ولكن بالحب والسلام ننتصر في النهاية.