
حاولتُ الانتحار مراتٍ عديدة في حياتي، وباءت معظم محاولاتي بالفشل. في ذلك الوقت، لم أكن أتمتع بصحةٍ نفسيةٍ وعقليةٍ جيدة، بل كنتُ أمرّ بحالةٍ نفسيةٍ وعقليةٍ صعبة، وانقطعت عني جميعُ أدويتي النفسية، لم أكن أنامُ ليلاً، وكنتُ في حالةٍ حادةٍ من الذهان، وهلوساتٍ غير طبيعية، وأسمع أصواتاً غير حقيقية، وكان ضجيجُ العالم من حولي يُزعجني، ويُؤلفُ الأصواتَ المقصودةَ لي، كنتُ في حالةٍ من الاكتئاب والضيق، كنتُ حزيناً، أبكي، أضحك، وأهذي. كانت حالتي النفسية والعقلية مُزمنةً، ولم تكن طبيعية، وضغوطُ العالم من حولي جعلتني أفكرُ في الانتحار.
في كثير من الأحيان خلال محاولاتي للانتحار، استخدمتُ أدوية مختلفة بجرعاتٍ زائدة، ولم يحدث شيء، سوى القيء والإسهال والغثيان، وتفاقم حالتي النفسية والعقلية، راودتني أفكارٌ انتحاريةٌ كثيرة، كرمي نفسي من المرتفعات، أو رمي نفسي من أمام السيارات، وأفكارٌ قاتمةٌ ومؤذية.
حاولتُ الانتحار ذات مرة، قبل شروق الشمس بساعات، لم أستطع النوم، وبقيت مستيقظًا أشاهد الهاتف والتلفزيون، لم يكن لديّ أي كحول يُجبرني على النوم ثملًا، خطرت لي فكرة الانتحار، فجمعتُ جميع الأدوية المتوفرة في المنزل، بمختلف أنواعها، وتناولتُ عشرات الحبوب، كانت زوجتي وأولادي نائمين، وجلستُ قليلًا أنتظر ما سيحدث، شعرتُ بالخوف والندم على ما فعلت، ظننتُ أنني سأموت أو أُنقل إلى المستشفى، ولم أكن أعرف ما هي آثار الأدوية على صحتي إذا بقيتُ على قيد الحياة، بعد بضع ساعات، لم يحدث شيء، سوى الإسهال والغثيان والشعور بارتفاع درجة حرارة جسمي، شعرتُ وكأنني أتنفس مع شعور بالتضخم، كما لو كنتُ خارج الجسم، شعرتُ وكأنني أطير بعيدًا جدًا من جزء صغير من جسمي إلى جزء ضخم وكبير.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من خلال النقر هنا
في تلك الأوقات كانت الأرواح ترافقني، والأرواح لم تكن في حالة هدوء، بل كانت متيقظة، مشعة وواضحة للغاية، وكان وجودها مكثفًا حولي، وكانت تأنبني، وترافقني طوال الليالي والأيام، في ظل حالتي السيئة، وكنت تقول لي من سمح لك بالانتحار، وكيف ارتكبت هذا الفعل، وكانت منزعجة للغاية.
كانت تجاربي الروحية خلال تلك اللحظات التي حاولت فيها الانتحار غريبة وفريدة، ولم أختبرها من قبل. كانت هناك مجموعة من المحققين والمحققات يتحدثون معي كما لو كانوا يتصلون بي من هاتف أو منفذ صوتي من غرفة تحكم وتحقيق، وكانت جميع الأصوات في المنزل تتحدث معي، وكانت الأنوار ساطعة للغاية، تومض باللون الأحمر بشكل كبير ومميز، وكان اللون الأحمر يدل على وجود خطر، وتحذير من أمور سيئة تحدث في حياتي.
في النهاية، لم أكن في حالة وعي سليمة ونفسية طبيعية، لهذا أقدمت على الانتحار، وأشعر بالندم والاستياء، لأني دخلت في مواقف دفعتني للانتحار، أرفض الانتحار في كل الأحوال، ولا أعتقد أنه خيار مناسب، لكن حالتي النفسية والعقلية، أين كانت؟ لقد سلبتني يقظتي ووعيي، وجعلتني أفكر بتشاؤم وبلا وعي، ولم أعد أفكر بالانتحار بعد سنوات طويلة، ولن أعود للانتحار في حياتي مرة أخرى. أشكر الأرواح التي رافقتني في تلك الأوقات العصيبة، لقد كانوا سلوى لي في فترة قاسية من حياتي، ولم يترددوا في تقديم المساعدة لي، شعروا بالحزن والأسى العميق عليّ وعلى حالتي، وحاولوا مساعدتي قدر الإمكان، كانوا رفقتي في فقدان عالمي بعيدًا عن الواقع، عالم غريب ومدهش للغاية، بعيد كل البعد عن العالم، في عالم مختلف تمامًا عن عالمي، هذا العالم الفصامي الذي أعيش فيه في أوقات حياتي، أي جزء مني متصل به، متصل بجزء مني لا أعرف مصدره، أعيش مع فقدان عقلي في الفصام، غير متصل بشخصيتي في حياتي الحالية، كما لو أن هناك روحًا من حيوات سابقة تطاردني وتلتصق بي في حياتي الحالية، أحمل جوانب حياة في الفصام التي لا تتطابق مع جزء من حياتي الحالية والطبيعية، أنا مصاب بالفصام مع روح لا تجد صلة بها، بحياتي، وبشخصي، قد يشير هذا إلى أن هناك روحًا ما مرتبطة بي، وتجذبني إلى عالمها الذي لا علاقة له بعالمي الحالي. الشيء المهم هو أنني جربت وتعلمت، ومن الصعب إعادتي إلى أعماق الظلام مرة أخرى، إذا حدث وسحبت مرة أخرى، سأكون أكثر وعيًا، سأكون مستيقظ، وأعرف ما يجب القيام به.