لا وجود لمصمم ذكي للكون والإنسان
أن الافتراض أن هناك مصمم ذكي يدعى الله هو الخالق، هو افتراض وهمي لشيء نجهل وجوده، فهذه الفرضية تستند بالكامل إلى المجهول، وهذه الفرضية ليست دليلًا على وجود مصمم ذكي خلق الكون والإنسان، أننا نسند ما لا يمكننا معرفته أو معرفة سببه لكائن خيالي مفترض، ولكن هناك العديد من التفسيرات لأسباب الأشياء، التي تعارض فكرة وجود مصمم ذكي، لسنا بحاجة لأسناد الأشياء للمصمم الذكي المفترض بلا دليل.
لمجرد أننا نجهل وجود المصمم الذكي المدعو الله، فأننا نشهد لصالح الجهل بمعرفة سبب الأشياء، وهذا يؤكد أن هذا مجرد افتراض غير صحيح، نحتاج قبل اسناد أسباب الأشياء التي نجهلها، إلى تأكيد ومعرفة وجود ذلك السبب حقًا، نحن نجهل السبب فنفترض وجود ذلك المصمم الذكي. فرضية المصمم الذكي فرضية خاطئة وتعزو للجهل بسبب الأشياء، فافتراض الشيء المجهول كسبب للمجهول غير صحيح.
فرضية وجود مصمم ذكي خاطئة من أساسها، ولكن لرغبات نفسية لدى الطبيعة الإنسانية، تتطلب افتراض وجود الآلهة أو الإله أو المصمم الذكي، مع الجهل التام بذلك الافتراض.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
افتراض وجود المصمم الذكي مع الجهل بوجوده، يعود لأسباب نفسية للطبيعة الإنسانية، فهناك أساس نفسي لافتراض وجود المصمم الذكي، ولطالما كانت الآلهة المصممة تشبه الطبيعة الإنسانية.
لا وجود في الحقيقة لذلك الافتراض، فجميعنا نلاحظ تاريخ خلق هذه التصورات في التاريخ البشري، أنها شبيهة بالطبيعة الإنسانية، حتى أكثر التصورات تقدمًا، لا تبتعد عن الطبيعة الإنسانية ورغباتها النفسية تجاه هذه المصمم الذكي المدعو الله.
حينما تتمعن بطبيعة ذلك المصمم الذكي في الكتب المقدسة، من صفاته وأساليب حديثه، تجد أنه لا يتعدى عن رغبات نفسية كامنة في النفس البشرية، فالله على سبيل المثال في الكتاب المقدس والقرآن، من الواضح جدًا أنه حديث وتصورات بشر، وليس أكثر من ذلك.
وصف الفلاسفة القدماء طبيعة تكوين صور الآلهة لدى البشر، فقد وصف الكاتب اليوناني القديم زينوفانيس (570 – 475 قبل الميلاد) الآلهة:
“كان آلهة الإثيوبيين بالضرورة سودًا وأنوفًا مسطحة بينما كانت آلهة التراقيين شقرًا وعيونًا زرقاء”.
وقد انعكس هذا النوع من الملاحظة في كلمات الفيلسوف السقراطي الشهير أرسطو، الذي قال:
“إن البشر يخلقون الآلهة على صورتهم، ليس فقط فيما يتعلق بشكلها، بل أيضًا فيما يتعلق بأسلوب حياتهم.”
وقال الفيلسوف والإنساني الهيجلي لدوفيج فيورباخ في كتابه “جوهر المسيحية”:
“إن موضوع أي كائن ليس شيئًا آخر غير طبيعة الكائن ذاتها إذا ما نظرنا إليها بموضوعية. فكما تكون أفكار الإنسان وتصرفاته، كذلك يكون إلهه؛ فكلما زادت قيمة الإنسان، زادت قيمة إلهه. إن الوعي بالله هو وعي ذاتي، ومعرفة الله هي معرفة ذاتية. فبإله الإنسان تعرفه، وبالإنسان إلهه”.
لم يعد هناك شك بكل تأكيد، لعدم وجود حقيقي لذلك المصمم الذكي، فكل شيء واضح، من يخاطبك في الكتب المقدسة ليسوا أكثر من بشر، ولا يخاطبك كائن سماوي خالق الكون والإنسان، ولم يعد هناك داعي للاستمرار بالقول بصحة وحقيقة وجود ذلك الكائن المدعو الله أو المصمم الذكي، فهو غير موجود بشكل مؤكد.