حجج وجود الله

حجج وجود الله

حينما تحاول البحث عن حجج وجود الله لدى المؤمنين، تجد العديد من الحجج السخيفة، والتي لا تعتبر حجج بحد ذاتها لأثبات وجود الله.

من أبرز الحجج التي يستخدمها المؤمنين لأثبات وجود الله، هي السببية، فيقولون إنه من غير المنطقي إن شيئًا ما لم يكن له سبب، فكل شيء يتطلب منطقيًا بأن يكون شيء ما أو شخص ما هو السبب في ذلك، لو فرضنا أن الله الأبدي هو المسبب الأول، فمن هو خالق هذا الخالق؟ ولا يعني أننا لا نستطيع الإجابة عن هذا السؤال فلابد أن يكون الله هو الخالق أو هو الإجابة لكل شيء، فلمجرد عدم قدرتنا على الإجابة على هذا السؤال دون استنتاج معقول فمن الطبيعي أن نعترف أننا نجهل سبب الخالق والمخلوق، ولا يعتبر هذا حجة على وجود الخالق الذي خلق المخلوق، ونحن لسنا بحاجة لافتراض هذا السبب ونحن نجهل طبيعة السبب وأنه حقيقة مسالم بها.

حجة التصميم الذكي يستخدمها المؤمنين كثيرًا، وأن نشوء الحياة على كوكب الأرض يعود باعتبار الجينوم البشري دليلًا على الخالق، وليس محض العشوائية والصدفة، ويستطرد المؤمنين بهذا الحجة، إلى تصميم الكون بمستوى معقد وبشكل مذهل من الترابط المتبادل مما يؤدي منطقيًا إلى الاستنتاج بأنه تم تصميمه.

يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا

في الواقع لم يتم التأكد من كيفية نشوء الحياة على كوكب الأرض بالتحديد، وهناك العديد من الاحتمالات لنشوء الحياة على كوكب الأرض، وليس من المؤكد أن نشوء الحياة على الأرض جاء نتيجة تدخل خالق أو مصمم ما لهذه الحياة، وتصميم الكون بهذه الدقة لا يعتبر دليل على وجود الخالق المتعارف عليه.

لو فرضنا وجود متدخل في نشوء الحياة والكون فلا يعتبر هذا دليلًا على وجود الخالق المتعارف عليه، ولو كان الجينوم الذي نمتلكه معقد للغاية ولا يبدوا أنه نشأ بالصدفة العشوائية، فهناك العديد من الاحتمالات لنشأته، ولا يوجد سبب لافتراض وجود خالق مجهول، فما يزال هذا الأمر مجهول.

هناك احتمالات كثيرة لنشأة الحياة على كوكب الأرض، وبالنسبة لتصميم الكون المعقد، هذا لا يعتبر دليلا على وجود مصمم، وهناك الكثير من الحقائق المجهولة، من الغباء أن انظر إلى مدى تعقيد الكون، وأقول لا بد أن الله كان له دور في ذلك!

ما علاقة الله الذي تعرفه في الكتب المقدسة، بهذا الخالق الذي تتوقعه، من هو هذا الخالق الذي تدعي وجوده وراء كل هذا التصميم المعقد للغاية، هل حدثك ذلك الخالق بطريقة منطقية تثبت وجوده واسناد خلق الكون والحياة له؟ لا يوجد دليل على وجود الخالق ولا أحد يعرف من هو.

من الحجج الأخرى التي يستخدمها المؤمنين، هي الحجة الأخلاقية، فكيف نعرف ما هو الشر؟ وما هو الخير؟ ويتطلب هذا وجود معيار موحد لإجراء مقل هذه التقييمات، أو فهم ما تعنيه هذه المفاهيم. الحجة الأخلاقية لا تعتبر دليلًا على وجود الخالق، فالبشر بطبيعتهم يمتلكون القدرة على تطوير القوانين الأخلاقية، استنادًا إلى حقيقة مفادها أننا كائنات اجتماعية نطمح لسلامة المجموعة، وتختلف القوانين الأخلاقية في المجتمعات عبر العصور، فالقوانين في الثقافات القديمة ليست هي القوانين في يومنا هذا، فالصواب والخطأ لم يكن واحدًا في تاريخ البشرية، فالأخلاق البشرية تتطور وتتغير على الدوام، يمكننا أن نقول أنه الطبيعة البشرية وجود البيئة وتغييراتها وزيادة الوعي وتغييراته أدت إلى ظهور وتطوير القوانين الأخلاقية لدى البشر.

يستخدم بعض المؤمنين حجة التجربة الشخصية، وهي عبارة عن تجارب روحية ومشاعر خاصة لدى المؤمنين عن شعورهم بوجود الله في حياتهم، ومساعدتهم، والاستجابة لصلواتهم، والبعض يقول إن الله تحدث معه، وجعل في حياتهم اتجاهًا وهدفًا. لماذا أنا شخصيًا كانسان ملحد ولدي تجربة شخصية وتجارب روحية لم أستطيع لمس وجود الله في حياتي؟ وما الذي يجعلنا نثق في ادعاءات المؤمنين هذه، وهذا لا يعتبر دليلًا لربما تكون مجرد أكاذيب وأوهام أو اضطرابات نفسية.

أنا ذكرت في العديد من الكتابات السابقة أن لدي تجارب مع كائنات روحية في ابعاد خفية في الكوكب في حياتي، ولكنني استطعت أن أعرف أنهم ليسوا كائنات إلهية أو الله، هم نفسهم لا يعرفون الله، وتأكدت أنهم كائنات غير بشرية لا علاقة لها بكيان إلهي. قد يكونون كائنات فضائية أو كائنات روحية أخرى.

في النهاية، لا يوجد دليل على وجود الخالق أو الله، ولا يمكن التوصل لأي إجابات معقولة بهذا الشأن، وشخصية الخالق مختلفة ومتنوعة في الأديان والثقافات، ولا يوجد ركن واحد لنعرف من هو الله، ولا حاجة لنا لنفترض وجود الخالق ونشكل الأوهام والآمال حوله، دونما التأكد من وجوده، ولو كان موجودًا حقًا، يمكنه التعريف بنفسه لنا بكل سهولة، ولا نحتاج لكل هذا العناء.

Loading

إذا كنت تحب ما أكتبه وترغب في دعم عملي، يمكنك المساهمة من هنا

أَبُو آرَامْ اَلْحَقِيقَةِ

أَنَا أَكْتُبُ اَلْحَقِيقَةُ.. أَنَا لَسْتُ مِنْ هَذَا اَلْعَالَمِ كَمَا اَلْجَمِيع.. وَأَكْثَرُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *