المؤمنون والقضايا الوجودية
![المؤمنون والقضايا الوجودية](https://abuaram.site/wp-content/uploads/2024/11/unsplash-image-oMpAz-DN-9I.jpg)
تدور العديد من القضايا الوجودية الأساسية التي يحاول المؤمنون الإجابة عنها، ولكن كلما لا يستطيع المؤمنون تقديم إجابات واضحة ويختلفون في الإجابة عن المسائل الوجودية الأساسية. أبرز هذه القضايا الوجودية وكيف يجيب عنها المؤمنون بشكل غير واضح وعبثي ومحاولة يائسة لمسك خيط الحقيقة الوجودية بلاد مقدرة في النهاية، نستعرضها في هذا المقال.
حينما تطرح سؤال كيف بدأ الكون؟ على مؤمن، يجيبك أن الله بدأ كل شيء، بما فيها الكون، وأن الله هو البداية وحده، ولم يكن شيء معه، ثم خلق كل شيء، ولكن تبنى أسئلة كثيرة على هذه الإجابة، لا يستطيع المؤمنون الإجابة عنها، فحينما تسأل المؤمن من خلق الله؟ يرفض الخوض في هذه المسائلة ويدعي أن هذا سؤال ممنوع وهو من وسوسة الشيطان أو قضية غيبية مجهول لمعرفة العقل.
ويدعي المؤمن أن الله موجود أزلي ولم يبدأ، ولماذا لا يمكننا القول إن الكون موجود أزلي ولم يبدأ، وهذه مجرد فرضية مجهولة لا يوجد عليها أي دليل، وتعتبر من القضايا الغيبية التي يعجز العقل عن معرفتها، ولكن المؤمن يدعي أن الله الذي يؤمن به الله ذو الصفات والمنزلة البشرية، هو الموجود الأزلي ولم يبدأ.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
ويدعي بعض المؤمنون أن الله خلق من العدم، وهذا يعتبر شيء من المستحيل أمام العقل، فكيف للمؤمن أن يؤمن بهذا؟! وإذا كان الله خلق من مادة أزلية، فإذا الله مخلوق زائد وبالعبث خلق، كما خلقت المادة الكون أجمع، إذا هو مجرد كائن مخلوق، ولا يعتبر الله هو الذي خلق الكون، قد يكون الكون خلق من مادة خلقت كل شيء بما فيها كائنات سماوية مشابهة للإلهة والملائكة.
الحقيقة لا يوجد هناك إله أو شيء خلق الكون يشبه هذا الإله، لربما جميع ما وجد في هذا الوجود خلق من مادة عبثية وليس أكثر. جميعنا مخلوقات من مادة غير معلومة المصدر بما فيها أي كائنات سماوية مختلفة عن الكائنات الحية في كوكب الأرض.
حينما تسأل المؤمنون وتحديدًا المسلمين لماذا خلق الله البشر؟ فيجيبون أن القرآن قال إن الله خلق الجن والإنس لعبادته، وينبني على هذه الإجابة أسئلة أخرى لا يستطيع الإسلام ولا المسلمين الإجابة عنها، إذا كان الله خلقنا للعبادة فمن هو الذي يحتاج للعبادة الله أم نحن البشر، ولو فرضنا أن الله والبشر ليسوا بحاجة للعبادة، فلماذا يطلبها الله؟ وإذا فرضنا أن العبادة أسلوب حياتي للبشر تحسن حياتهم، فهناك العديد من أساليب العبادة دونما الحاجة إلى الله، فهذه فرضية العبادة خاطئة، وهي تؤكد على عبثية الدين والإيمان بالله وعدم الوضوح.
ويؤمن المؤمنون بوجود حياة بعد الموت، وهذه الحياة تختلف من ديانة لأخرى، إلا أنها تشترك في بعض الجوانب، وهذه الحياة يجازى المؤمنون ويعاقب بها الكافرون، ويقول بعض المؤمنون أن الله يحتاج لحياة بعد الموت ليقيم العدل، إذا كان الله يريد إقامة العدل فلماذا يحتاج لحياة أخرى، بما أنه قادر علي كل شيء، يمكنه أن يقيمها في هذه الحياة، وأين هي العدالة ما عدم أمكانية استيضاح وجود وصدق الادعاءات بهذه الإله، في العذاب الأبدي واللانهائي للبشر؟! وهل العذاب هو السبيل الوحيد لهذا لإله ليقيم طريق العدالة؟!
ويعجز المؤمنون عن الإجابة عن العديد من الأسئلة الوجودية الأخرى مثل: أي مكان الروح من الجسد؟ وما هي العلاقة بين الروح والجسد؟ وكيف تؤثر الروج على الجسد؟ وهل نحن مسيّرون أن مخيّرون؟
إن الإيمان بالله ووجوده يفتقر إلى الكثير من الأدلة والبراهين، وأن هذا الإيمان عبثي وبعيد عن الحقيقة الوجودية، والحقيقة أنه لا إمكانية لوجود ذلك الإله الذي يؤمن به المؤمنون، ولا سبيل إلى معرفة القضايا الوجودية الأساسية معرفة قطعية، ولا وجود علني لذلك الإله المصطنع، ولا صحة للأديان والعقائد التي يؤمنون بها، كلها نتاج فلسفات بشرية وفلسفات كاذبة، وحقيقة الوجود لا تزال مجهولة، ولا توجد معرفة واضحة للبشر فيما يتعلق بالقضايا الوجودية الأساسية.