أنا كملحد ليس كما تظن
أنا كملحد ليس بالضرورة أن أعتقد أن كل شيء جاء من لا شيء، أنا في الواقع “لا أعرف”، ولست بحاجة إلى أن أعرف، ولا أعتقد أن الكون جاء من لا شيء بالطريقة التي يعتقد بها المتدينون. أعتقد أن هذه يبقى قضية مجهولة، ولا يمكن لأحد تحديدها، ولا يوجد هناك أدلة كافية للوصول إلى استنتاج حول هذه القضية. إذا كنت تعتقد أن الكون نشأ من لا شيء يقع على عاتقك إثبات وجود لا شيء وأن الشيء يتطلب وجود آلهة.
يعتقد بعض المؤمنون أن الأخلاق حكراً على التعاليم الدينية، وهذا اعتقاد خاطئ، الكثير من الملحدين يلتزمون بمبادئ أخلاقية قوية، ويسترشدون بحس العدالة والإنصاف والتعاطف، والأخلاق ليست حكراً على التعاليم الدينية، بل تتنوع مصادر الأخلاق بين المجتمعات والأفراد، وهناك الكثير من المعايير الأخلاقية والفلسفية، لا علاقة لها بالتعاليم الدينية، فيمكنك أن تكون ملحدًا أخلاقيًا بلا الحاجة للتعليم الدينية، فهناك مبادئ وأسس لاعتناق القيم الأخلاقية بلا الحاجة للتعليم الدينية.
يعتقد المؤمنين أن لا شيء في هذه الحياة له أهمية حقيقية دون الإيمان بالحياة الآخرة، وأني كملحد ليس لدي معنى للحياة. معنى الحياة لا يتطلب الإيمان بالحياة الآخرة، لدي معنى للحياة، ومعنى وجودي محدد بلا حاجة للإيمان، هناك معاني في الحياة أستمتع بها، وأهداف أضعها لنفسي بعيدًا عن الإيمان، لدي معنى ومتعة في هذه الحياة كملحد، أن الإلحاد يعطي الحياة معنى، لأنني أدرك كملحد أن هذه هي الحياة الوحيدة التي أمتلكها.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
لا أحتاج كملحد أن اصرخ “يا الله” ولست بحاجة التحدث إلى الله، بشكل صادق ما دمت لست متأكد من وجود الله، في وقت الحاجة إذا كنت على وعي، فلست بحاجة إلى الله. المؤمن الذي يقول “يا الله” في الواقع هو ليس على ثقة تامة أن يحدث تدخلاً إلهياً. هناك الملايين من الناس الذين واجهوا مواقف تهدد حياتهم ولم يصرخوا من أجل الله أو أي شيء آخر.
أنا كملحد لا أكره الله لأسباب أخلاقية حول أفعال معينة، بل أنا لا أؤمن به، فأنا اسند الأفعال لأسباب أخرى لا علاقة لها بوجود الله. كيف من الممكن أن يكون لدي آراء من هذا الجانب حول شيء لا أؤمن به من الأساس؟ وأنا حينما أنفي وجود الله فهذا لا يعني أنني كاره وغاضب من ذلك الاله.
أن عدم إيماني بالله لا يعني أنني أرفض الخضوع والعبادة له، قبل أن أفكر بالخضوع والعبادة له يجب أن أجد أسباب للاعتقاد بوجوده، فأنا لا أخضع لشيء غير موجود، ليست القضية الأساسية لدي هي الخضوع والعبادة لدي قضية أعمق من هذا، هي لمن أخضع ولماذا أخضع؟
أنا كملحد لا يعني أنني أقدس العلم، بل أنا متشكك في العلم والدين على حد سواء، أنا أفهم أن العلم قد يكون مخطئًا أيضًا، ولا أعتقد أن العلماء معصومون من الخطأ، ولكنني أتمسك بأهمية العلم والاستكشاف المبرر بالأدلة، أنا أطلب الأدلة لكل الادعاءات المقدمة، وأنا أفضل العلم على الخرافات، ولكن هذا لا يعني أن العلم صحيح دائمًا، بل هناك الكثير من القضايا الشائكة التي يعجز العلم عن توضيحها، ومنهجية العلم جيدة، ولكنه ليس السبيل الوحيد إلى الحقيقة. العلم طريقة فعالة للوصول إلى الحقائق الطبيعية.
أنا كملحد مثل البشر الآخرين، لدي شخصية ولدي طرق تفكير، وليس بالضرورة أن أكون محصن ضد اللاعقلانية أو التفكير العاطفي، أنا متنوع في تفكيري ومعتقداتي مثل المؤمنين أحيانا، ولدي جوانب إنسانية يملكها الكثير من الناس. ليس كل الملحدين عقلانيين، هناك ملحدون يؤمنون بالكائنات الفضائية القديمة، ونظريات المؤامرة، والكثير من الأفكار غير العقلانية تمامًا والتي لا تدعمها أي قاعدة منطقية، ولمجرد أن يكون الشخص لا يؤمن بوجود الآلهة، فهذا لا يعني أنه عقلاني بشأن كل شيء.