معجزات الكتب المقدسة ليست كافية للإيمان بالله
ما زال يتبادر لأذهان بعض المؤمنين، بوجود معجزات في الكتب المقدسة، وأن هذه المعجزات تثبت أن كتبهم صحيحة، وعلى الرغم من وجود الكثير من الأخطاء المنطقية والعلمية الفادحة بكتبهم، إلا أن البعض منهم ما زال مقتنع أنها كتب صحيحة وتحوي معجزات تؤكد عدم بشريتها، ماذا لو سالمنا بوجود معجزات في تلك الكتب، رغم عدم وجود معجزة في أي من تلك الكتب، هل هذا كافي لتصديقها والاعتقاد بوجود إله؟
المعجزة هي: “شيء غير عادي أو خارق يخالف قوانين الطبيعة يظهره الله على يد نبي أو قديس” وهذا يعني أن المعجزات في تلك الكتب المقدسة غير عادية وخارقة تخالف قوانين الطبيعة، مجرد وجود معجزات أو أمور غير عادية بالنسبة لنا نحن البشر، لا يعني أن هذه الكتب من إله كلي القدرة وكلي العلم.
قد تكون هذه المعجزات مجرد أعمال بشرية، فالناس قبل آلاف السنين، كانوا يتساءلون عن الكون والطبيعة لآلاف السنين، على سبيل المثال، وضع أرسطرخس الساموسي أول نموذج لمركزية الشمس، واكتشف أبقراط أن هناك أسبابًا علمية للمرض، وأدرك ديمقريطس أن مجرة درب التبانة بها ملايين النجوم، وأدرك أرسطو أن الأرض يجب أن تكون كروية، وفي حوالي القرن الثاني قبل الميلاد، أدرك سلوقس السلوقي أن المد والجزر ناتج عن القمر، وفي حوالي القرن الأول، أشار تشانغ هينج إلى أن القمر لا يصدر الضوء من تلقاء نفسه بل نتيجة الانعكاس من الشمس، والكثير من الاكتشافات الأخرى.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
هؤلاء الأشخاص القدماء لم يكونوا أنبياء ولا رسل، ولم يدعون أنهم على أتصال بإله، لماذا يجب أن نعتقد أن أي معجزة ذكرت في الكتب المقدسة هي من إله؟ يمكن أن تكون بكل بساطة من الذين كتبوا الكتب المقدسة، الذين ربما كانوا يشبهون هؤلاء العلماء القدامى وأكثر ذكاءً من الآخرين المحيطين بهم. لربما الذين كتبوا الكتب المقدسة بذلوا قصارى جهدهم من خلال البحث والسعي وراء المعرفة لوضع لمسات في الكتب المقدسة لجعلها تبدو إلهية، أو لربما اقتبسوا هذه اللمسات من العلماء القدامى والآخرين.
قد تكون هذه المعجزات من أعمال الكائنات الفضائية، التي لا علاقة لها بإله أو قوى إلهية، ففي هذا الكون المرئي يوجد كم هائل من الكواكب، فإن فرصة وجود كوكب آخر بحضارة أكثر تقدمًا من حضارتنا عالية للغاية. على الرغم أننا لم نتواصل أبدًا مع كائنات فضائية ذكية، إلا أنه لا يزال بإمكاننا التخمين أن الظواهر غير العادية على كوكبنا هي من أعمالهم، ووجودهم في الكون مؤكد تقريبًا وفقًا لبعض النظريات، والأسباب وراء تدخل الفضائيين متنوعة. فكرة تدخل الفضائيين فكرة أكثر منطقية من فكرة الإله أو القوى الإلهية.
لماذا يجب أن أؤمن بوجود إله لمجرد وجود القليل من الأمور المدهشة وغير العادية في الكتب المقدسة بينما يوجد تفسيرات أخرى أفضل منها؟ الأديان تستبعد عقولنا وتوقف تقدمنا. أنها تضطهد الأشخاص المفكرين والعقلانيين، فإسناد كل شيء لإله وقوى إلهية يعتبر خلاصة استكشاف الوجود، ولا نحتاج لبذل أي مجهود باكتشاف الكون والوجود.
في النهاية، لا يمكنك تجنب الأخطاء المنطقية والعلمية الفادحة في الكتب المقدسة، واستخدام ضربة حظ مع أي نص أو آية من تلك الكتب، وتداول المعجزة على أنها أمر يثير الدهشة وغير عادي، ولابد أن يكون من إله أو قوى إلهية.