لماذا تؤمن بوجود الله وهل هو حقيقي؟

لماذا تؤمن بوجود الله وهل هو حقيقي؟

هل حقًا الله موجود؟ وهل هو حقيقي؟ لا يمكننا معرفة كيف يبدو الله، ولا يمكننا رؤيته، رغم وجود الكثير من الصور والتماثيل لبعض الآلهة، ولكن جميعها خرافة، في النهاية وصلنا أن الإله فقط يمثل من خلال النصوص المكتوبة، ولا يمكننا رؤيته. رغم أن مليارات الناس يؤمنون بالله، إلا أنه لا يظهر علنًا في الوقت الحاضر أو أي وقت أخر، ولا يوجد دليل على أن الله موجود؟ فلماذا يجب أن أؤمن بوجوده؟

لا يوجد فرصة للقاء وجهًا لوجه مع الله الذي يطلب مني أن أكرس حياتي لأجله، وعبادته لأجل الحياة الأبدية، هل هو مشغول؟ أم أنه لا يريدني أن التقي به؟ إلا يستطيع إله كلي القدرة أن يأخذ القليل من وقته من جدول أعماله ليظهر ويؤكد وجوده؟ يمكنه بكل بساطة أن يشعرنا بوجوده أو يؤكد لنا وجوده، فقط عليه أن يخبرنا أنه حقيقي، ولكنه يعجز عن ذلك، لأنه غير موجود من الأساس، فلماذا تؤمن بوجوده؟

المؤمن الذي يعتقد بوجود الله، يبدو كأنه يشعر بوجود الله في كل مكان وفي كل الأشياء التي يمر بها، بشكل غير مرئي، وأنه لا يحتاج لإظهار نفسه، لماذا لا يريد أن يظهر وهو يقوم بكل هذه الأشياء في حياتك؟ هل حقًا الله موجود في حياتك؟ أم أنك تتخيل هذا أسنادا لإيمانك المسبق بوجوده؟ من الوهم والخرافة الشعور بوجود الله في حياتنا، مالم يؤكد وجوده شخصيًا في حياتنا.

يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا

هناك أصوات ضجيج في السماء، وأشياء كثيرة تحدث من فوق رؤوسنا، وأشياء كثيرة تحدث في حياتنا، وهناك العديد من الأسباب وراء حدوث هذه الأشياء، على المؤمن أن يعتقد أن كل هذه الأشياء التي تحدث هي بسبب الله الذي يؤمن به، من الهراء الشعور بوجود الله في كل شيء يحدث في حياتنا، دونما أن يؤكد أو نتأكد من وجوده فعليًا في حياتنا. لا يوجد سبب يدعونا لنعوز كل شيء يحدث في حياتنا لذلك الإله، الذي لا نستطيع رؤيته ولا يمكننا تحديد وجوده بشكل قاطع.

يقال إن الله خلق البشر على صورته، إذن هل الله لديه جسد وعضو ذكري؟ وهل يأكل ويدخن، ومعظم الناس يسمونه هو وليس هي، أنه ذكوري جدًا، يعزو هذا أن الذكورية لديها هيبة أعلى من الأنثوية. كيف من الممكن أن يكون الإنسان على صورة الله؟ كيف لك أن تتخيل أن ذلك الإله العظيم خالق الكون والإنسان هو على صورة الإنسان؟ من الهراء الاعتقاد بوجود الله حقًا، ومن الهراء الإيمان بتلك الأديان والكتب المقدسة التي تسرد حكايات ذلك الإله الخيالي.

هناك العديد من الطرق الأخرى التي يمكن للإله إثبات وجوده لنا، ولكنه عاجز عن إثبات نفسه ووجوده في حياتنا وفي هذا العالم، ولسنا بحاجة للشعور بوجوده في كل شيء في حياتنا، طالما هو عاجز عن إثبات وجوده في حياتنا وكل الأشياء التي تحدث في حياتنا.

أين يعيش الله، يقال إن الله في كل مكان، ولكن الكتب المقدسة تخبرنا أن الله في السماء، وأن لديه عرش، ولكن لا يوجد أحد رأى الله في أي مكان، ولا في السماء. تمكن العلم اليوم من تحديد الكثير من أبعاد هذا الكون، ولكن لا يوجد إشارة لوجود الله في أي مكان في الكون أو في الكوكب.

إذا كان الله يعيش في بعد مختلف في العالم، ولا يمكننا رؤية هذا البعد، لكنه يستطيع الولوج لعالمنا من خلال هذا البعد، ويمكنه أشعارنا بوجوده من خلال الولوج من البعد، كما هناك كائنات روحية تعيش في بعد مختلف، ومن خلال تجربتي الشخصية من أرواح الأبعاد المختلفة، لم أرى أو أستمع لله يحدثني، ولم أشعر بوجوده، حتى الله عاجز عن عمل الكائنات الروحية في الأبعاد الخفية الأخرى، لم يسبق لأحد أن أكد أن الله يتحدث معه أو أنه رأى الله على صورة شبح أو شعر بوجوده في المكان. حقًا لا وجود لله في كل مكان لا في حياتي ولا في حياة شخص أخر.

إذا كان الله هو خالق الكون والإنسان، إذا من أين أتى؟ من الذي خلقه، وكيف من الممكن أن يكون غير مخلوق، وكيف وصل إلى هنا، ولماذا أختار البشر على سائر الكائنات الأخرى، من غير المعقول أن يكون هذا الإله موجود، الإله الذي يطابق الإله الذي يؤمن به البشر، لابد من سبب لوجوده، أو أنه غير موجود من الأساس.

إذا كان الله أبدي، وكان موجود دائمًا وسيظل دائمًا، ماذا كان يفعل طيلة كل الدهور قبل أن يخلق الكون، ولماذا أستغرق كل هذا الوقت الكثير لخلق حياة ذكية على كوكب الأرض؟ ولعدم وجود أي تفسير لكيفية وجود هذا الشيء المعقد مثل الله، فهذا يعني عدم إمكانية وجوده.

إذا كان الله حقًا موجودًا أطلب التحدث إليه ولو للحظات، يدعي المؤمن أنه يتحدث لله طوال الوقت، ولكن بطرق ووسائل خاصة من خلال الصلاة والدعاء، ولكن كيف يثبت المؤمن أن الله حقًا ينصت لصلواته، لمجرد إيمان، ولكن في الواقع لا يوجد إله ينصت لصلواته، ولا يمكنه إثبات ذلك.

لا يوجد أي دليل مادي على وجود الله، لا في الأرض ولا في القمر، ولا في أي مكان يمكننا الاتصال به في هذا الكون، فكيف ما يزال الله موجودًا؟ ولا يوجد دليل أن الأشياء تأتي من الله، ولا يمكننا أسناد الكون لوجود الله بدون دليل مؤكد، ولا يمكننا القول من أين جاء كل شيء؟ إذا لابد أنه جاء من الله. إذا كان لابد أن يكون للأشياء خالق وأصل، فمن الذي خلق الخالق؟

إذا كان الله الخالق والأصل، فلماذا لا يمكنني رؤية أشياء لا يستطيع أحد أن يصنعها إلا الله، لا يهم خلق الكون والإنسان والكائنات الحية، فقد تكون هناك العديد من الأسباب والأسباب الطبيعية لخلق هذه الأشياء، لكن اريد أن أرى شيء مميز لا يستطيع أحد أن يصنعه إلا الله والجميع يمكنه رؤيته والتحقق منه.

الله يحتاج للبشر لبناء الأشياء، مثل المعابد، وما يجب أن يرتديه الكهنة، وما نوع التضحيات التي يجب تقديمها، ولكنه لا يستطيع صنعها بنفسه، يحتاج البشر لصناعة وبناء هذه الأشياء، ولكنه يستطيع أن يقول كن فيكون، ولكنه لا يستطيع استخدام قدرته لإبهار البشر والتأكد من وجوده، يمكنه أن يكون سحريًا ويصنع الأشياء لنا، وهكذا الجميع يصدق بوجوده وينبهرون بقوته وعظمته. لا أحد يستطيع أثبات أن الصلوات حقيقية ومستجابة، لا شيء يؤكد ذلك، لماذا لا يصلي الناس لإظهار قدرة الله وعظمته للجميع، ويستجيب لهم. لا يستجيب لأنه غير موجود بكل تأكيد.

لم يحدث أي شيء غير قابل للتفسير ولا يمكن أن يقوم به إلا الله، لا يوجد دليل مادي على وجود الله، ولا حتى روحي، في التجارب الروحية لا يستطيع أحد أثبات شيء لأحد، وأنا كمتمرس في التجارب الروحية لم أستطيع إيجاد الله والتعرف عليه.

لماذا تضع الكنائس والمساجد والمعابد اليهودية قضبان الصواعق أعلى أسطحها؟ ولماذا يشترون تأمينًا ضد العواصف والكوارث، ولماذا يذهب المؤمنون إلى المستشفى بدلاً من مجرد الصلاة من أجل الشفاء والصحة؟ لماذا لا يعتمدون على الله إذا كان الله موجود ويساعد من خلال الصلوات؟

لا يوجد دليل أن الله يفعل أي شيء في العالم أو لأحد على الإطلاق، لا يوجد شيء يدعونا للإيمان بوجود الله والاعتقاد أنه حقيقي، لا يوجد شيئًا يحتوي على تفسير منطقي لوجود الله، لا يحدث أي شيء معجزي يسند إلى الله، سوى انبهار البشر من العالم وعدم قدرتهم على فهم العالم بشكل كامل.

نحن بحاجة لشيء أقوى من الإيمان لقبول وجود شيء بالغ الأهمية مثل الله، لا يمكننا الإيمان بشيء لا يمكننا معرفة شيء عنه وتحديده، ولا يمكننا رؤية أي دليل على وجوده، ولا يمكننا رؤية أي نتيجة من أفعاله.

Loading

إذا كنت تحب ما أكتبه وترغب في دعم عملي، يمكنك المساهمة من هنا

أَبُو آرَامْ اَلْحَقِيقَةِ

أَنَا أَكْتُبُ اَلْحَقِيقَةُ.. أَنَا لَسْتُ مِنْ هَذَا اَلْعَالَمِ كَمَا اَلْجَمِيع.. وَأَكْثَرُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *