لماذا أنا ملحد وأرفض كل الأديان والتجارب الروحية
فلسفتي الأولى هي الإلحاد الخالص، متفرعة من فلسفات إلحادية كثيرة، وجذوري الأساسية هي الإلحاد الخالص، بغض النظر عن تنوع الفلسفات الإلحادية، مثل اللادينية واللاأدرية، فهي كلها تبقى من نفس الأصل، فلسفة إلحادية خالصة، أنا أعارض الإيمان بالغيب وأعارض الإيمان بدون دليل وتجربة وملاحظة ملموسة، أنا أعارض الإيمان بوجود خالق على أساس الحدس والتخمين فقط حول ما يكمن وراء القضايا المجهولة، القضايا الغامضة وغير الواضحة، هذه هي مبادئي الأساسية، وهي مبادئ متجذرة في داخلي.
لماذا أتمسك بالإلحاد، وأرفض كل الأديان، ولماذا أرفض الإيمان برسائل الأنبياء والرسل والكتب المقدسة، وما هي نظرتي للقضايا الغيبية المجهولة، وماذا عن تجربتي الروحية، وهل هي كافية لاعتناق دين ما، سنستعرض كل ذلك فيما يلي.
الشيء الذي يجب اتباعه هو الحقيقة، كما يقبلها عقلك، وتقدم لك الأدلة والبراهين، التي تؤكد صحة ما تعتنقه وتنتمي إليه، وكل الأديان بعيدة كل البعد عن الأدلة والبراهين المنطقية والعقلانية، ولا تقدم ادعاءات مدعومة بالأدلة، بل تدعوك إلى الإيمان بالقلب، وتؤثر على مشاعرك العاطفية، بناء على قضايا غيبية مجهولة، لا أحد يعرف حقيقتها، وتبقى غامضة وغير معروفة لنا نحن البشر، ولا يوجد سبيل لتأكيدها ومعرفة حقيقتها.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
الأديان لا تقدم لك إلا ادعاءات وتكهنات بلا دليل، شخص أو أشخاص، يدّعون النبوة وتلقي الوحي من قوى عليا، مفتاح الغيبيات والمجهولات، أو من خالق الكون والبشر، ويقدمون لك كتاباً فيه أساطير وحكايات كثيرة، ولا شيء غير ذلك.
يزعمون أن هؤلاء الأنبياء في زمنهم كانوا مدعمين بالمعجزات، ويزعم بعضهم أن هذه الكتب المقدسة تحتوي على جوانب إعجازية، ولم يشهد أحد معجزات هؤلاء الأنبياء، وليس في كتبهم المقدسة أي جانب إعجازي، بل قد تحتوي على الكثير من الأخطاء والتناقضات، وليس صحيحاً أن هذه الكتب تحتوي على جوانب إعجازية، يعجز البشر أمامها، كتب مليئة بالأخطاء والأساطير والحكايات والادعاءات، ولا شيء غير ذلك، لذلك أنا ملتزم بالإلحاد وأرفض كل هذه الأديان.
وأما القضايا الغيبية والمجهولة، فلا تعتبر طريقاً للإيمان بأي دين، وعدم قدرتنا على معرفة أبعاد حقيقتها وما وراءها، لا يعني أن نؤمن بهذه الديانات والكتب المقدسة، ولا سبيل لمعرفة هذه القضايا الغيبية والمجهولة، وهي قضايا مجهولة وغير محددة بالنسبة لنا نحن البشر، مثل البداية ووجود الله من عدمه، فهي تعتبر قضايا غامضة لا يمكن معرفتها، ولا يمكن أن نتبع الحدس فقط والإيمان.
إذا كان هناك كائن يسمى الله أو الخالق ومسئول عن هذه القضايا الغيبية والخلق، فهو لديه طرق ووسائل عديدة للتعريف بنفسه، ولا يحتاج إلى كل هذا التعقيد الذي توفره لنا الأديان والكتب المقدسة، فالطرق للتعريف بنفسه كثيرة، ولكنه يرفض التعريف بنفسه، ويحتاج إلى وسطاء، مثل الأنبياء والرسل، وهذا ما يثبت أن الأنبياء والرسل مجرد كذابين دجالين ومدعين، وأن الكتب المقدسة ليست أكثر من كتب بشرية.
وحقيقة أن الله لم يظهر علانية بأية صورة أخرى أوضح لنا نحن البشر، تؤكد أنه غير موجود حقيقة، وبالتالي فلا حاجة للإيمان به، ولا حاجة للإيمان بهؤلاء الأنبياء والرسل والادعاءات في الكتب المقدسة.
بالنسبة للتجارب الروحية التي مررت بها وما زلت أعيشها، مع كائنات وعالم ما وراء الطبيعة، وتجربة الأبعاد الخارقة للعقل والطبيعة، والفصام العقلي والروحي، والشعور برغبات روحية غير واضحة، وبالنسبة للآخرين الذين يمرون بمثل هذه التجارب الروحية، لا تعني هذه التجارب الروحية فقدان الاتصال بالإلحاد والحقيقة، ، هذا العالم غامض ومازالت الكثير من القضايا المجهولة غير محددة لنا نحن البشر، أن أحظى بتجارب روحية مثل هذه، لا يعني أنني منفصل عن انتمائي.
أنا في علاقة تجسد روحي، وهذا العالم الخارق للطبيعة وهذه الكيانات، تقرر لي طبيعة هذه الشراكة الروحية، ولم يخبروني بالحقيقة الخالصة بعد، قد يكونون مجرد أشباح، مجرد جن، أو مجرد كيانات أخرى في أبعاد خفية على هذا الكوكب، لا يمكن لأحد أن يعرف الحقيقة عنها، مثل القضايا الغيبية والمجهولة، وليس لديهم بالضرورة اتصال بالقضايا الغيبية والمجهولة العليا، وربما هم أنفسهم لا يعرفون هذه الحقائق.
الشيء الذي يجب إتباعه هو الحقيقة، حيث تتفق مع الدليل والمنطق والعقلانية، تتفق مع عقلك الحقيقي، وليس مع قلبك وإيمانك الغيبي أي الحدس، ولا سبيل للوصول إلى الحقيقة العليا فقط بالقلب والإيمان.