الكتب المقدسة لا تثبت وجود الله
هناك العديد من الكتب المقدسة في العالم، تحوي نصوص تعتبر مقدسة ومُلهمة أو مدونة مباشرة من قبل إله، ويزعم العديد من أتباع هذه الكتب المقدسة أن كتبهم تثبت وجود إلههم، ومن أشهر هذه الكتب الكتاب المقدس والقرآن، ويعتبرن بمثابة دليل على الإيمان ورواية تاريخية للواقع، ويزعم المؤمنون بهذه الكتب أنها مثالية بشكل فريد، مما يشير إلى أصلها الإلهي.
الأشخاص الذين يعتقدون أن هذه الكتب المقدسة محتوياتها صحيحة، هم نفس الأشخاص الذين يؤمنون بها بشكل مسبق، أي أن هذه الكتب صحيحة لأنني أؤمن بها، وهو ما لا يعد دليلًا.
أن مجرد وجود شيء ما مكتوب في كتاب هذا لا يعني أنه حقيقي. فهناك الملايين من القصص الخيالية عبر التاريخ والعديد من الكتب الأخرى التي تدعي أنها حقيقية ولكن ثبت كذبها، ولا يوجد شيء يثبت صدق ما تحتويه هذه الكتب.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
فضلاً عن ذلك، أن هذه الكتب المقدسة مليئة بالتناقضات والأخطاء، لأنها في نهاية المطاف كتب كتبها بشر معرضون للخطأ، حتى لو كانت تحتوي على بعض بذور الحقيقة التاريخية، فأنها تحتوي أيضًا على قدر كبير من المبالغة والتكهنات والأساطير.
هذه الكتب المقدسة تم تجميعها بواسطة مؤلفين متعددين على مدى قرون من الزمان، فلهذا نجد أنها مليئة بالأخطاء والتناقضات والروايات المختلفة. فقد بينت في العديد من مقالاتي السابقة أخطاء وتناقضات القرآن، وبعض أخطاء وتناقضات الكتاب المقدس.
نجد العديد من الأخطاء الكتابية التي تتعارض مع القوانين المرئية للكون في الكتاب المقدس. وفي القرآن نجد العديد من الأخطاء العلمية الواضحة، على سبيل المثال، يشير القرآن إلى أن الأرض مسطحة وأن الشمس تشرق وتغرب في أجزاء معينة في الأرض، هذه الأخطاء تعتبر منطقية إذا ما أخذنا في عين الاعتبار المعرفة العلمية في وقت كتابة القرآن، ولكنها لن تكون منطقية إذا كان كاتبها إله عليم بكل شيء.
ومن بين أبرز الأخطاء في الكتاب المقدس التناقضات الداخلية، على سبيل المثال، قصة القيامة، التي تعتبر الحدث الأكثر أهمية في الكتاب المقدس من منظور مسيحي، تُروى بطرق مختلفة ومتناقضة وفيما يلي بعض هذه التناقضات بين النسخ الأربع من الأناجيل:
- في إنجيل متى، دفن يسوع على يد يوسف الرامي (متى 27: 57-60). وفي سفر أعمال الرسل، دفنه مجموعة مختلفة من الناس (أعمال الرسل 13: 27-29).
- يخبرنا متى (28: 2-5) ومرقس (16: 5) أن النساء عند قبر المسيح رأين شخصًا واحدًا أو ملاكًا. ويقول لوقا (24: 4) ويوحنا (20: 12) إن هناك شخصين.
- يذكر مرقس أن يسوع مات في اليوم التالي لوجبة الفصح (مرقس 14-15). أما يوحنا فيحدد اليوم السابق لوجبة الفصح (يوحنا 18-19).
عندما يفشل الكتاب المقدس أن يصل إلى إجماع حول حقيقة بسيطة مثل تاريخ صلب المسيح، فمن الصعب قبول الروايات على أنها دقيقة تاريخيًا، ناهيك عن كونها موحى بها من الله.
المسلمين يعتقدون بالكمال المزعوم في كتابهم المقدس، القرآن، ويزعمون أنه يحوي على معلومات علمية مسبقة تتنبأ بالاختراعات والاكتشافات الحديثة. وهذه الادعاءات مجرد أكاذيب وحجج مشكوك فيها. لو كان القرآن يحتوي بالفعل على اكتشافات علمية، لتوصل الذين درسوا القرآن إلى هذه الاكتشافات قبل العلماء، ولكن تفسيرات القرآن كشفتها بعد أن كشف عنها العلماء، مما يجعل هذه الادعاءات مشكوكاً فيها إلى حد كبير، ناهيك عن الأخطاء العلمية الفادحة في القرآن التي تثبت بشريته.
حينما نتحرى الكتب المقدسة مثل القرآن والكتاب المقدس، نجد أنها مجرد نصوص من صنع الإنسان ومليئة بالأخطاء، تم تجميعها معًا عبر التقاليد الشفهية ونسخها بعد عقود أو حتى قرون من الأحداث المذكورة بها، حتى كاتبين الأناجيل الأربعة مجهولين إلى حد كبير، تم أضافة أسماء الكتاب بعد وقوع الأحداث من المحررين والكتبة، فالهوية الفعلية لهؤلاء المؤلفين غير معروفة.
ويقدر علماء الكتاب المقدس، أن أقدم كتب العهد الجديد، رسائل بولس، قد كتبت بعد حوالي عشرين عامًا من تاريخ قيامة المسيح المزعومة، ولم يكن بولس حاضرًا في أي من الأحداث المذكورة في الأناجيل، ولم يكن يعرف المسيح شخصيًا، بل الأناجيل نفسها قد كتبت في وقت لاحق، بين ثلاثين وسبعين عامًا بعد وفاة المسيح.
كان معاصرو المسيح من عامة الناس الذين يتحدثون الآرامية، وكانوا أميين، لم يكونوا يعرفون القراءة أو الكتابة، لذا فقد كانت القصص تتناقل شفويا، القيل والقال، فمن الطبيعي أن تتحول مثل هذه القصص الشفوية بمرور الوقت لاكتساب إضافات وزخارف، وخلط التفاصيل ونسيان الحقائق المهمة، ومثلها كمثل أي أسطورة أخرى.