
إن قصة إبليس والله في القرآن قصة غير منطقية، وقد ثبت أنها قصة غير حقيقية، وتتحدث القصة عن معصية إبليس لله، ورفضه السجود لآدم، ووسوسة إبليس لآدم وحواء في الجنة، وطرد الله لإبليس وآدم وحواء من الجنة، مما جعل إبليس والإنسان أعداء طوال حياة الإنسان، ويضيف القرآن لمسة توبة الله على آدم.
يتضح لنا أن الشيطان مساوٍ لله، وليس مجرد مخلوق خلقه الله. فكيف يستطيع الشيطان أن يعصي أمر خالقه، ويصبح عدوه الدود، ويحاول أن يضل الإنسان حتى يأتي الوقت المحدد، ولا يهتم بعقاب الله ولا أمره، فيغضب الله عليه ويطرده وآدم وحواء من الجنة.
لا يزال الشيطان يتمرد على الله إلى يومنا هذا، وهدفه هو تضليل الناس عن الإيمان بالله، وكأن الشيطان لا يهتم بعقاب الله ومشيئته الأبدية.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
كأن الشيطان ليس من مخلوقات الله، بل هو كائن فريد بذاته، له القوة والإرادة والمصير الذي يجعله يواجه الله ويعصيه إلى الأبد، ويحجب إرادته تجاه البشر.
يبدو أن الله ليس كلي العلم ولا كلي القدرة، ولا يعلم ما سيحدث نتيجة خلقه، ولماذا احتاج إلى وضع آدم وحواء في الجنة، وجعل الشيطان يزلّهما ثم طردهما، ليواجها مصيرهما على الأرض مع عدو الله وعدوهما الشيطان؟.
رغم أن الإسلام يؤكد مسؤولية كل فرد عن خطيئته، وعدم وجود الخطيئة الأصلية كما في المسيحية، حيث يتحمل البشر مسؤولية ما فعله آدم وحواء، إلا أن القصة تبدو ذاتها في اليهودية والمسيحية، ولا تختلف كثيراً. من خلال أسلوب سرد القصة في القرآن الكريم، نلاحظ وجود ارتباط بين خطيئة آدم وحواء وطردهما من الجنة مع الشيطان.
يؤكد القرآن أن الشيطان هو الذي أزلهم، ثم أعقب ذلك الأمر الإلهي بطرد آدم وحواء والشيطان من الجنة، وجعل الشيطان والبشر أعداء بعضهم لبعض، ولكنه يضيف أنه في النهاية تاب عن آدم، وعلى البشر أن ينتظروا الهداية من الله حتى يتبعوها، ومن يتبع الشيطان سيعاقب ويعذب، والشيطان لا يبالي بعقاب الله، ولا يخاف من معصية خالقه، ولا من عذابه ولا عقابه.
ليس واضحا لنا أن الشيطان من مخلوقات الله، فهو يحارب الله والإنسان، ليحقق في النهاية ماذا؟ لماذا لا يرجع إلى إرادة خالقه، ما الذي جعل الشيطان يمتلك القدرة على التمرد بهذه الطريقة في ملكوت الله.
لماذا سجد كل الملائكة لآدم ولم يسجد إلا إبليس؟ يبدو أن إبليس كان له حادثة غريبة مع الله في مجلس الملائكة، ولماذا أرسل إبليس إلى الجنة وسمح له بإغراء آدم وحواء وجعلهما يرتكبان الخطيئة المحرمة؟ يبدو أن إبليس والله متساويان، وهما في نفس المكانة والمنافسة، والبشر هم ضحايا المنافسة بين الله والشيطان.
لم يقدم الإسلام في هذه القصة شيئاً جديداً عما وجدناه في اليهودية والمسيحية، إلا أنه أضاف إليها بعض اللمسات المختلفة، إذ يبدو أنها مجرد قصة منسوخة من اليهودية والمسيحية، وتبدو هذه القصة غير واقعية، وغير منطقية، وسخيفة، وخيالية، ولا أساس لها من الصحة.