الخوف أساس الدين

الخوف أساس الدين

أن الدين يقوم في الأساس على الخوف، أن الخوف هو أساس كل شيء في الدين، الخوف من الغامض والمجهول، والخوف من الموت، والحاجة للشعور بوجود كائن آخر أسمى وأعلى يقف إلى جانبك، ذلك الكائن الذي يعمل بمثابة ملجئ تحتمي به، ذلك الكائن العظيم، القادر على كل شيء، والذي يحيط علمه بكل شيء، الذي يمكنه أن يحميك من كل الشرور ويقف بجانبك في كل مشاعر الخوف التي لديك، فلا خوف مع الإيمان بذلك العظيم، ولا خوف من العقاب والحساب بعد الموت.

أن عامل الخوف في الدين يسيطر على الأذهان، في المحرم والمسموح، في العقاب والحساب، وفيما بعد الموت، فمن يخاف ويخشى ذلك العظيم فهو مؤمن جيد، ومن لا يخافه ولا يخشاه فالويل له وشديد العقاب والعذاب له، وتأنيب الضمير في فقدان الإيمان بذلك الكائن العظيم، المدعو الله، خالق الكون والإنسان وسيد كل شيء.

من منا لا يعلم جذور الخوف في الدين، في تفاصيل العذاب في الجحيم، وفي غضب الله وعقابه، تجاه الذين لا يؤمنون به، ولا يطيعون أوامره، فبالخوف قام أساس الدين، فالخوف هو إحدى أسس الدين المتينة، التي تستغل الإنسان بداية من كل شيء ونهاية لكل شيء.

يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا

فالخوف من الله هي منزلة من منازل الإيمان في الإسلام، وأشدها سيطرة على قلب الإنسان، وهي عبادة مفروضة وواجبة، ولا يبلغ أحد مأمنه من الله إلا بالخوف، والترغيب في الخوف من احدى أبرز أساليب الإله في القرآن.

وفي المسيحية الخوف من الله هي إلزامية، كشرط لعدم ارتكاب الخطايا والذنوب والآثام، ولعدم كسر وصايا الله.

ذلك الكائن المدعو الله يعلم تفوق الخوف على الإنسان، وكيف يمكنه السيطرة على الإنسان واستغلاله وتوجيهه من خلال سلاح الخوف، واتباع ذلك الإله كلما يشيدون بمخافة الله للتأثير بعقول وقلوب الناس، وبالنهاية السيطرة على أذهانهم.

ومن أبرز جوانب الخوف التي يستخدمها الدين، هي الخوف من المجهول، وما بعد الموت، ويخبرهم أن هناك عقاب أبدي في الجحيم سينالونه نتيجة عدم إيمانهم، وعصيانهم لأوامر ذلك الإله على الأرض، ولا أحد يعلم علم اليقين بوجود ذلك الجحيم، ولكن الخوف يسيطر عليهم نتيجة الخوف من الموت والمجهول، وذلك الإله يستغل جهلهم وعدم علمهم بما وراء ذلك، للسيطرة عليهم.

وفي جذور تاريخ الدين رأينا القسوة تسير والدين جنباً إلى جنب، ذلك لأن الخوف هو أساس هذين الأمرين، وأتباع الدين يعلمون سلاح الخوف، فاستخدموه كسلاح لترويض الناس.

هذا الخوف الجبان عاشت فيه البشرية لأجيال عديدة، وهذا ما يفسر قوة وهيمنة الأديان عبر التاريخ، في الأزمان القديمة الخوف كان منتشرًا بفعل الظروف والطبيعة التي كان بها الإنسان في ذلك الزمان، فكان يسهل التأثير والسيطرة على الناس عبر سلاح الخوف.

وذلك الخوف يعتبر غير منطقي وبلا أهمية، فسلاح العقل والحقيقة أقوى من سلاح الخوف، فلا يجوز للإنسان الخوف من الأوهام والمجهول بلا أدلة ملموسة وجوانب حقيقية، فلا يجب أن تخاف من المجهول مدام ذلك المجهول كان غير واضح وغير حقيقي ولا يستند لأدلة عقلية تستطيع لمسها والتأكد منها.

لم يعد في هذا الزمان سلطان لذلك الإله ولتلك الأديان علينا، فبسلاح العقل قوينا، ولم يعد هناك أهمية لذلك الدين وذلك الإله، لأن الدين أثبت عمر الزمان أنه أكاذيب وخداع وأوهام غير صحيحة ولا تستند لأدلة عقلية.

ولم يعد هناك داعي لتصديق تلك الأديان والإيمان بذلك الإله والخوف منه ومن جحيمه وعقابه لنا، لأنه ببساطة لا يستطيع أثبات وجوده لنا في هذا الوجود.

فأن كان ذلك الإله موجود حقًا فليعلن عن نفسه بوسائل حقيقية، وأن كان من الضرورة أن نؤمن به ونخشاه ونخافه فل يثبت لنا وجوده ووجود عقابه وجحيمه.

وما عدم أمكانية ذلك الإله وتلك الأديان أن تثبت أنها جزء من الحقيقة الوجودية، فلا داعي للإيمان بها والخوف منها، ومن المجهول، لأن حجة العقل أقوى من الأوهام والأكاذيب، فحجتك أمام ذلك الدين وذلك الإله أقوى، والحق لديك قبل أن يكون لذلك الإله وذلك الدين.

لهذا لا تخف ولا تجعلهم يسيطرون عليك ويستغلونك بحجة هذا الإله وهذا الدين، ولا تجعلهم يتلاعبون بمشاعرك ويبيعون الأوهام الزائفة لك التي لا أهمية لها، أستيقظ وأحتكم لعقلك وأصرخ أمام الوهم والأكاذيب والخداع والاستغلال ولا تكن جبانًا، فالحجة والحق لديك في النهاية.

Loading

إذا كنت تحب ما أكتبه وترغب في دعم عملي، يمكنك المساهمة من هنا

أَبُو آرَامْ اَلْحَقِيقَةِ

أَنَا أَكْتُبُ اَلْحَقِيقَةُ.. أَنَا لَسْتُ مِنْ هَذَا اَلْعَالَمِ كَمَا اَلْجَمِيع.. وَأَكْثَرُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *