
يقال إن الله يكره الخطيئة، وأن الله حمل على كتفيه الكثير من الكراهية والشر في حياة الإنسان وهذا الكون، نتيجة الخطيئة الأصلية في الجنة، الخطيئة التي ارتكبتها حواء ومن ثم آدم، أكلا من الشجرة المحرمة ولُعنت البشرية منذ ذلك الحين، هذه اللعنة تؤكدها الكتب المقدسة، لا تزال حية وبخير إلى يومنا هذا.
كيف يمكن للإنسان أن يرتكب الخطيئة؟ إن الله قادر على كل شيء ويعلم كل شيء، وكان يعلم ما سيحدث بعد خلق آدم وحواء. فكيف سمح للخطيئة أن تكون موجودة في عالم الله الكامل؟ هل خلق الله الخطيئة عمدًا حتى نكون ضحايا لها، أم أنه كان عاجزًا عن إيقافها؟
إذا كان الله قادرًا على إيقاف الخطيئة بنفسه، وإذا كان هو الذي خلقها وكان يعلم أنها تحدث، فلماذا يغضب عليها ويطرد آدم وحواء من الجنة؟ ولماذا نرث الخطيئة جميعًا؟ إذا كان أحد والديك فاسدًا وخاطئًا، فهل تتحمل ذنبهما لمجرد أنهما كانا كذلك، حتى وإن كنت شخصًا صالحًا؟
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
إن تحميل أحفاد آدم وحواء المذنبين المسؤولية هو أمر مبالغ فيه وغير منطقي، وليس هذا فحسب، بل إن الأمر يشمل العالم كله من حولنا، ويقال إن الإنسان بسبب سقوطه من الجنة بسبب الخطيئة هو سبب كل الكوارث في هذا العالم من زلازل، وأعاصير، وعواصف…إلخ.
كيف يمكن لكائن كلي العلم والمحبة أن يسمح بالخطيئة، ويخلقها، ثم يحمل الجميع المسؤولية عنها إلى الأبد؟ ما هو خطأ البشرية وهذا العالم لأن شخصين خلقهما عصوا أمره؟ لماذا نتحمل جميعًا المسؤولية عن هذه الخطيئة؟
إذا كان الله موجودًا حقًا، وهذه القصة جزء من الحقيقة، فإن الله نفسه خطط لكل هذا ليحدث، فقط ليغضب منه ويعاقبنا جميعًا عليه. لقد وضع آدم وحواء عمدًا في مكان حيث سيتعرضان للإغراء بالخطيئة، وهو يعلم تمام العلم أننا سنخطئ، ثم أفسح المجال لإظهار غضبه ولعنته علينا.
كيف يمكن أن تنتشر هذه القصة بين البشر وتقبلها الأجيال إلى يومنا هذا على أنها جزء من الحقيقة؟ هل هذا معقول؟ من يستطيع أن يقبل هذه القصة على نحو سليم؟ ومن هو الذي يفهم هذه القصة ويدافع عنها؟
كيف تؤمن بوجود إله يفعل كل هذا وأكثر؟ وكيف تقبل هذه النصوص المقدسة التي تقدم لك هذه القصة كجزء من واقع إلهي حدث؟ هل من الممكن أن تؤمن بوجود هذا الإله وهذه الكتب المقدسة؟ مع رؤية عميقة وصادقة لهذا العالم وهذه الروايات المقدسة، يجب علينا ألا نصدق هذا الهراء، ولا نؤمن بوجود مثل هذا الإله حقًا.
إن الذين يدافعون عن هذه القصة والقصص التي تقدمها لنا الكتب المقدسة، قد تغذوا بالتأكيد على هذه القصص منذ الصغر، والإصرار على الإيمان بها من كل من حولهم، فآمنوا بها إلى درجة الدفاع عنها بكل ما لديهم.
لا وجود للخطيئة في واقع الأمر التي تتحدث عنها تلك الكتب المقدسة، أنها مجرد أساطير وخرافات وتعتبر قصص سخيفة وخيالية ولا أساس لها من الصحة، تم اختراعها لغرس الشعور بالذنب والخوف، لا أكثر.