أشياء لا يستطيع الدين تفسيرها
هناك العديد من الأشياء التي لا يستطيع الدين تفسيرها، الدين يضع أشياء للإيمان بها، دونما أن يقدم الإجابات للعديد من الأسئلة، ويتركك في حيرة من أمرك، أو يحاول أن يمنعك من التساؤل عن بعض الأشياء، فقد تتهم بالكفر والشرك بالله، إذا تماديت كثيرًا بالبحث عن حقيقة الذات الإلهية.
من إحدى أبرز الأشياء التي لا يمكن للدين نفسه تفسيرها، قضية من أين جاء الإله أو الآلهة؟ بذل الدين مجهود كبير في رسم صورة الإله، من خلال هذا السؤال، ولكنه لم يفلح سوى بخلق إله عجيب متناقض وغير مفهوم، أن مجرد القول أن الإله كان موجودًا دائمًا، يبدو أمر غير محكم للخيال البشري، لماذا لم يتفضل الإله نفسه في أي دين بالإجابة عن هذا السؤال، طالما كان الإله لا يجيب على هذا السؤال في جميع الأديان، كان يمكنه تقديم إجابة من خلال وسطائه أو الرسل والأنبياء، لكنه عجز تمامًا عن تقديم إجابات، وهذا يشير لعدم إمكانية مؤلفي تلك الأديان من إيجاد الإجابة، ويؤكد كذبها، وأنه لا وجود لأي إله قادر عل كل شيء يلهمهم.
لماذا يهتم الله بالبشر بهذا القدر، على سائر المخلوقات الأخرى، ورغم الكم الهائل من رحب هذا الكون الشاسع، وحيث هناك الكثير من الأشياء المخلوقة التي لا تشكل أهمية للبشر، ومع وجود الكثير من الكواكب التي قد يكون عليها كائنات أخرى غير البشر، والله يحتاج الناس كحلفاء له في مشيئته للبشر وهذا الكوكب، رغم أن الله يعلم ماذا سيحدث مسبقًا، وهو ليس بحاجة للبشر، ويطلب بإلحاح من البشر عبادته واطاعة أوامره، وصنع لهم جحيم ونعيم أبدي، لماذا حقًا يهتم الله بالبشر؟ هل الله يشعر بالملل لخلق الكون والبشر؟ كل هذه التساؤلات لا يوجد لها إجابة واضحة في الأديان، والنتيجة لا يوجد إله أو إلهة تهتم حقًا بالبشر كما هو متعارف عليه.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
إذا كان الله كامل أو كلي القدرة، فلماذا هو غير كامل إلى هذا الحد؟ لماذا خلق هذا المكان غير الكامل للبشر؟ ولماذا خلق لهم الجنة ويقال إنها المكان الكامل في النهاية؟ لماذا سمح الله بكل هذه المعاناة التي يتكبدها البشر، ولماذا أحتاج لكل هذا النقص والتعقيد ليخلق البشر، وفي النهاية لمن لا يحبهم سيضعهم في معاناة أبدية، لماذا يحتاج الله لهذا الاختبار القاسي، لماذا لم يصنع الجنة من البداية ووضعنا بها؟ هل يستمتع الله بمشاهدة معاناة البشر وسائر المخلوقات الأخرى؟ يبدوا أن هذا الإله غير عالم بشيء ولا كلي القدرة ولا يفهم ما الذي خلقه في المقام الأول، ويحتاج للتجربة والاختبار وانتظار النتائج النهائية! من السخيف حقًا الإيمان بأديان وإله كهذا.
إذا كان الله كلي العلم، فلا وجود للإرادة البشرية الحرة، وهي مجرد وهم بالنسبة للبشر، ولا يمكنهم رؤية مستقبلهم، والله يعرف مسبقًا في النهاية الروح التي ستذهب للجنة أو الروح التي ستذهب للجحيم، إذا لماذا يحتاج الله لهذا التجربة من الأساس؟ ويقال في بعض الأديان أن البشر يمنحون الفرصة بالاختيار بالإيمان بالإله أو لا، الله يعرف النتيجة أو لا يعرف النتيجة؟ يتدخل في اختيارات الإنسان أم لا يتدخل؟ أين هو الله في وجود البشر من كل هذا؟ كأن الله يلعب المقامرة وأن كل روح بشري بمثابة رمية نرد، فلنرى إذا كانت هذه الروح ستذهب إلى الجنة أن ستحترق إلى الأبد في الجحيم، يبدوا كل شيء بالنسبة إلى الله كتسلية.
إذا كان الله أبديًا وكلي القدرة، فلماذا يحتاج لجعل البشر أبديين؟ كان الله وحيدًا وخلق الملائكة ثم خلق البشر، وخلق كل هذه المنظومة الدينية، والجميع مقدر لهم في النهاية العقاب الأبدي، وهل الملائكة غير كافية لمحكمته الملكية؟ لماذا أحتاج لأن أخلق أروحًا بشرية خالدة؟ لماذا يحتاج الله حقًا للأبدية؟ هل كل هذا لأجل الاستمتاع؟ وأين هي الحكمة الإلهية من كل هذا؟
لماذا يسمح الله بالجهل بمعرفته من قبل البشر؟ فإذا أراد اختبار الناس إذا كانوا سيعيشون وفقًا لقواعده، إلا يكون من المنطقي التأكد من أنهم يعرفون ما هي هذه القواعد؟ فحينما نلعب لعبة، فلن تنجح اللعبة إلا إذا كان كلا الجانبين يعرف القواعد والشروط التي تشكل انتصارًا أو فشلاً. إذا كنت إلها فيجب أن يعرف الجميع ذلك، لماذا يخفي الله نفسه طيلة أغلب تاريخ البشرية ولا يعلن عن نفسه إلا مرة واحدة ولمجموعة واحدة في مكان واحد لمجموعة أو شعب واحد أو حتى فرد واحد؟ هناك العديد من الوسائل لهذا الإله لأن يعرف عن نفسه للجميع، ولا يحتاج لكل هذا التعقيد الذي تقدمه لنا الأديان، فهناك من يؤمن بوجوده وهناك من ينكر وجوده، وهناك من لا يجد حقيقة في الدين الذي يدعي وجوده أو أنه على تواصل معه، وماذا عن البشر الذين لم يسمعوا بوجود هذا الإله، هل لهم العذاب الأبدي؟ هل الله نسي أن يخبر الجميع بوجوده؟
من الواضح مع كل هذه الأشياء التي بينتها في هذا المقال أنه لا وجود لشيء اسمه الله، يبدو من شبه المستحيل أن يكون حقيقي، أو أن هذه الأديان تبين حقيقة هذا الإله أو الإلهة التي تؤمن بها، وهناك العديد من الأشياء الأخرى التي لا يوجد لها إجابة في الأديان، يمكنك استكشافها عبر الدراسة والبحث.