نهاية حرب غزة

في مثل هذا الوقت من العام الماضي، كنت أشعر بالإحباط الشديد إزاء تطورات الحرب على غزة ولم تكن لدي آمال النهاية في عام 2024، وكنت غير محدد بدعمي لمن، ولكنني كنت أرغب في حلول نظام جديد في بلادي، وكنت أرى أن حرب غزة فرصة لأحداث التغيير في البلاد.
كانت لدي رؤية لحلول حرب مدمرة في البلاد وتحديدًا بداية من غزة في أوائل أكتوبر عام 2023، وقبل ذلك بسنوات، وأن هذه الحرب ستكون بداية لتغيير وجه البلاد وحلول النظام الجديد.
ولم أكن أرى أن أحد يستحق الدعم في هذا الوطن التعيس، لا إسرائيل ولا الكيان الفلسطيني، وكنت أرى أن الجميع مذنب بحال البلاد، وهذا النظام السيء الذي يسودها.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
كان لدي رغبة دفينة بحلول نظام جديد وتغيير في حال البلاد، فلم أكن منسجم وبسلام مع حال البلاد، كان لدي رؤى سوداوية لحال البلاد ونظامها السائد، ولم يكن يروق لي شيء في هذه البلاد من العديد من جوانب حالها.
كنت أعتقد أن بالقوة والفوضى والحرب ستتغير البلاد وترضخ لأجل رياح التغيير إلى الأفضل، ولم أكن منسجم مع فكرة أن السياسة والحوار يمكنهما تغيير حال البلاد. أعتقد أن شعب هذا البلاد في سبات وإذعان وتناغم تام مع حال البلاد كيفما كان، ويحتاج إلى خضة القوة والألم ليفيق من غفوته تجاه التغيير إلى الأفضل.
فقدت الكثير وتغيرت على الكثير من الظروف في ظل هذه الحرب، فقد طالت حياتي وطالت حياة المقربين مني والأغلبية في هذه البلاد، ومنعت من دخول الأراضي الإسرائيلية، كما منع الكثير من شعب هذه البلد، بعدما كنت معتاد على ارتياد الأماكن في الأراضي طوال حياتي.
لا بد أن أقول إن هذه الحرب كانت صعبة جدًا على الأبرياء في قطاع غزة، ولم ينتصر أحد سوى الوحشية وإراقة الدماء تجاه الأبرياء، ولم تتحقق أي أهداف بعد، ولم يخرج صوت الرحمة على الأبرياء لمدة طويلة من الزمن.
لعل الأمور في المستقبل تسير على ما يرام، وتبقى هذه الحرب مخلدة في الذكرى لفترات طويلة من الزمن، وتكون عبرة للأيام اللاحقة في المستقبل، وأن تكون فتيل لأجل التغيير إلى الأفضل.
لم ينتصر أحد سوى الوحشية وإراقة الدماء، ومن خسر وعانى بالمقام الأول هم الأبرياء، ولم تكن هذه الحرب واضحة الوجهة، ولم يكن هناك استجابة لصوت الرحمة لأجل الأبرياء من قبل أحد، وعانى الأبرياء الأمرين، ولم يرحمهم أحد لأجل أطماع النزاع الدموي ولأجل انتصار لم يحقق لأحد.
ها هي الحرب اليوم على وشك النهاية، ولم يحقق أحد أنجاز بعيد عن الوحشية والدمار وإراقه الدماء، واستمر تعنت الإرهاب طوال هذه المدة الطويلة من الزمن، غير مبالي في حال الأبرياء من هذا الشعب ومعانتهم، لم يسأل عن الأبرياء لا العدو ولا المحسوب عليهم.
من العار أن يبقى حال غزة على هذا النحو بعد نهاية الحرب، وأن تعود الأمور لسائر عهدها بقبضة الإرهابيين مجددًا.
على الشعب الذي عانى كثيرًا من ويلات هذه الحرب، أن يصرخ أمام الماضي ويحاول منع حدوث ما حدث مجددًا، ولكن لا صوت لمن ينادي، فجميعهم جهلة من جهلة الشعوب، وليسوا على تهيؤ تجاه تغيير الحال، ربما يبدو من السخف أن نعلق أهمية كبيرة على شيء مثل هذا من قبل هذا الشعب!
في نهاية المطاف، أريد إعادة نفس الأشياء القديمة بعد اكتمال نهاية هذه الحرب، وأتمنى أن أحظى بأوقات جميلة، وأن يزول كاهل هذه الحرب عني وعن الجميع، وأن يحظى الجميع بالراحة والسلام والسعادة للتخلص من كاهل هذه الحرب اللعينة.