لم تنتصر إسرائيل في حرب غزة

لم تنتصر إسرائيل في حرب غزة ولم تحقق أياً من أهداف الحرب التي أعلنتها وهي القضاء على حماس وإبعادها عن حكم غزة واستعادة الأسرى بالضغط العسكري. هل تعتبرون استهداف المدنيين الأبرياء والمراكز المدنية وتدمير البنية التحتية بالكامل في غزة انتصاراً؟ لقد انتصرت إسرائيل في تدمير وقتل المدنيين الأبرياء، ولم تنتصر أمام أي شكل من أشكال التسلح في غزة ولم تنجح في تحرير رهينة واحدة من خلال العمليات العسكرية.
وحتى لو افترضنا أن حماس مذنبة بما ارتكبته بحق أهل قطاع غزة الأبرياء، وأنها صمدت حتى النهاية ولم تستسلم، وتمسكت بمبادئ المقاومة والصمود حتى النهاية، رغم أن غزة دمرت بالكامل وعانى المدنيون الأبرياء كثيراً، فإن حماس هي التي جرّت إسرائيل إلى الحرب وانتصرت عليها رغم كل ذلك، ولم تهتم بمعاناة شعبها طيلة العام والنصف حتى انتصرت.
الخاسرون هم إسرائيل ومعاناة المدنيين الأبرياء، ومعاناة الأسرى من الجانبين، وقد فازت حماس بتحرير مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل عدد ضئيل من الأسرى الإسرائيليين.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
قد لا نعتبر هذا انتصاراً لما حدث في غزة والمدنيين الأبرياء، ولكن إسرائيل لم تستطع الانتصار في النهاية، فعادت إلى الحوار الطويل والتنازلات، للحصول على أسراها والانسحاب التدريجي من غزة وإنهاء الحرب، وتخلت عن مئات الأسرى الفلسطينيين الخطيرين الذين تم إطلاق سراحهم.
قد لا تكون الهزيمة أولوية بالنسبة لحماس، حتى لو كان الثمن باهظاً، حتى لو دمرت غزة وقتلت وعذبت أعداداً كبيرة من المدنيين الأبرياء.
المهم هو النصر والمقاومة والصمود حتى النهاية كما يبدو لحماس، فهل كان بإمكان حماس أن تتنازل وتستسلم منذ البداية وتسلم زمام الأمور لإسرائيل لتفعل ما تشاء في غزة؟!
هل كان على حماس أن تستسلم حقا؟! لوقف سفك دماء شعبها؟ الحرب لها ثمنها حتى بالنسبة لإسرائيل، وبالنسبة للعديد من القوى المتحاربة، فإنهم لا يهتمون بهذه الجوانب!